14-03-11, 11:44 AM
|
المشاركة رقم: 58
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضوة مميزة |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Dec 2010 |
العضوية: |
347 |
العمر: |
33 |
المشاركات: |
1,485 [+] |
الجنس: |
|
المذهب: |
|
بمعدل : |
0.28 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
17 |
نقاط التقييم: |
35 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
بنت الديره
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
الحلقة الثامنة والخمسون
لا أرغب في الاسترسال حول التصرف الذي حدث من قبل صاحبنا فبفضل المولى سبحانه منذ ذلك التصرف الأهوج الذي بدر منه لم أتلقى أي تصرفات أخرى ملموسة من قبله سواء بالكلام أو الفعل
والله ربي وربه وحسيبي وحسيبه مطلع على الخفايا وعالم بالسرائر..
ويبدوا أنه شعر بخيبة أمل كبيرة حيث لم يصل لمبتغاه بفضل الله أول
ثم بفضل شيخنا الحصيف والعاقل والمؤمن والعالم الراسخ..
فأين تجد مثل هذا ؟؟
ذلك فضل الله..
توقف النزاع والخصام ولعله إلى الأبد والحمد لله ..
وأؤكد للجميع أنني لم أسعى وأهتم بذكر هذا الرجل بعينه بسوء!!
أمام أحد من الناس كائنا من كان ..
مقابلة لجرمه بحقي وكذبه علي ..
ولو أنني أذكر أعماله وتصرفاته فليست سوى للعبرة ..
والله يهدينا ويهديه لصراطه المستقيم ..
حينما كتبت بالأمس تلك النصيحة التي وجهها شيخنا لي ..
تذكرت أنني قرأتها في تلك الأيام ولا شك أنني استفدت منها ..
وحرصت على العمل بها بقدر ما آتاني الله من بصيرة ..!!
ولكنها اليوم ذات طعم خاص ومذاق مختلف..
منذ فترة بعيدة جدا لم أقرأها ولعل هذا من حسنات هذه المقالة أن جعلتني أتذكر تلك الوديعة الثمينة..
قرأتها بالأمس قراءة تمحيص وتدقيق..
تأملت حروفها .. حيث كتبها بيده وبخطه الجميل..
شممت عطرها الزكي.. على ذلك الورق المتواضع ..
أصغيت لها فتردد في سمعي رنينها العذب...
و ضعتها على صدري فامتزجت همساتها في الفؤاد ..
تذكرت الوقت الثمين الذي قضاه في تدوينها..
تذكرت كم أنه تأمل وفكر فيما هو يصلح حالي في ديني ودنياي فرقمه..
تذكرت يده حينما قبضت على القلم وأخذت تخط تلك الكلمات الصادقة..
تذكرت كيف كان قلبه في تلك اللحظات ينبض بالرحمة والشفقة علي..
خرجت بأمر واضح كالشمس:
أيقنت أنها صدرت من قلب كبير..
رحمك الله يا أبا عبد الله ..
رضي الله عنك ياشيخنا محمد..
فوا لله ما قدرتك حق قدرك وما أوفيتك الوفاء الجميل..
والله لو كان لي سبيل إليك لرأيت مني غير ما رأيت ..
ووالله ياوالدي لو تمكنت من رؤيتك والاجتماع بك
لتعبدت ربي سبحانه أن أكون خادمك المطيع حتى الممات..
أنت والدي فعلت بي ما يفعله الوالد بولده وأكثر..
كم مرة سمعت أبي أحمد رحمه الله يقول لي بحضور شيخنا:
هذا والدك دوني !!
قلت له : مه !!
فقال: لقد قدم لك كيت وكيت وفعل لك كذا وكذا..
إن للأمة حق على هذا الرجل حق عام!!
أما أنا وغيري فعلينا له حق خاص..
يجب علينا أن ندفعه له حتى الممات..
أقله الدعاء وهو من الوفاء له ..
ونشر علمه ..
وتعريف الناس بفضائله وهذا الذي سماه خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام( واجعل لي لسان صدق في الآخرين)
وهاأنذا أحكي بعض جميله ..
كنت في تلك الأيام رغم بري به والحمد لله والجميع يعرف ذلك
قليل الإدراك وهكذا المرء في فتوته وشبابه ..
قد يدرك ولا يدرك ..!!
يرى الأمور ويبصرها ولكن لا يفهم معانيها ومضامينها وروحها إلا، لاحقا..
لا يقرأ بين السطور..
وبالأحرى لا يملك آليات تلك القراءة !!
وهذه هي البصيرة الحقة..
أي منا لم تسهر والدته يوما بجواره وهو صغير حينما يئن من المرض ؟؟
أي منا لم يرى كم كان والده يخرج باكرا من منزلهم ويعود في المساء وقد بلغ به الإعياء والتعب مبلغه..
كنا نرى تلك التصرفات ولكننا لا ندرك جوهرها ولا عمقها..
إنه الحنان ..
إنها الرحمة ..
والمحبة والشفقة والفداء والتضحية ..
وكل المعاني السامية تنبعث من تلك التصرفات جملة واحدة..
تلك المعاني تكتشفها للأسف لاحقا ..
بعد سنوات طويلة ..
وغالبا بعد رحيلهم..
فتبقى في القلب حسرات وآهات ..
وأقول : يا إخوتي وأخواتي
من وفقه الله فأبصر الحقيقة وعلم ذلك علم اليقين وما زال صاحب الفضل
حوله وقريبا منه..
فهذا والله المحظوظ فلا تفلت منه الفرصة..
فدونه الجنة فهي أقرب له من شراك نعله..!!
بعد موت والدي عليه رحمة الله ..
بشهر تقريبا كنت أسير بسيارتي بين الطائف والرياض..
وكنت حينها لم أستيقظ بعد من هول الصدمة بفقدانه..
كنت أقود السيارة وارى الطريق أمامي ولكن قلبي وعقلي معه رحمه الله
يسترجع شريط الذكريات الطويل ..
من الذكريات المحزنة..
وحصل ذلك قبل أسبوع من موته رحمه الله..
حيث أنني أثقلت عليه في موضوع ما!!
وأذكر أنه اتصل علي وعاتبني على ذلك..
حيث وقف ساعات وعانى من هذا الأمر ..
وكان ذلك على غير قصد مني..
ومع ذلك فإنني شعرت بألم في قلبي وحزن
فأوقفت سيارتي وبكيت حتى كدت افقد وعيي من البكاء والله ..
رحمهم الله ورضي عنهم وجمعنا وإياهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر
مرت الأيام والساعات وتوالت الليالي والحمد لله استزدت تحصيلا..
من رعايته رحمه الله بي حيث درسنا في تلك الأيام مادة المواريث
وهذه المادة من أصعب علوم الفقه كما هو معلوم..
فكان شيخنا يهون علي المر ويقول : هي سهلة جدا!!
أذكر مرة أنني حضرت في مدينة الطائف درسا في علم المواريث ( الفرائض)
عند الشيخ علي بن محمل العتيبي وهو قاضي متقاعد من المحكمة
والشيخ علي متقن للغاية لهذا الفن..
حينما استمعت لكلامه طوال ساعة وأزيد
لم أستطع فهم كلمة واحدة ..وأغلق علي وعسر ذلك العلم من ذلك الدرس
فخرجت وأنا مصدوم من هذا العلم المعقد للغاية..
ولكن شيخنا رحمه الله كما هي قاعدته (الكيف لا الكم)..
جرد لي هذا العلم من كل تلك العقبات فصار ميسرا وسهل التناول بحمد الله تعالى..
فكنت ادرس عنده في الليل مع الطلاب .. وفي الطريق لبيته يملي علي المسائل
ويختبرني ويكلفني بالبحوث حتى أدركته جميعا..
وما زلت حتى الآن أحتفظ بتلك الواجبات وعليها تصحيحاته وتعليقاته
بالقلم الأحمر..
علمت أن شيخنا يعاني من قضية المساعدات التي يقدمها للناس حيث يأخذ ترتيب تلك الأمور وتدوينها وجردها وقتا ثمينا منه..
فعرضت عليه أن أساعده في ذلك..
وأراد مرة أن يختبر جديتي في الموضوع!!
حيث اتصل علي شيخنا ذات يوم في السكن..
وقال لي : أريدك تحضر للبيت احتاجك في أمر..
فوصلت لبيته فخرج إلي وفي يده كيس ..وقال:
هذه النقود تذهب بها للبنك وتودعها في حساب الزكاة..
ولم يكن المبلغ كبيرا ولكنني لم احمل مثله من قبل!!
ذهبت للبنك مرورا بالبيوت الطينية الواقعة بين شارع الشريمية والبنك في شارع الضليعة..
كانت الشوارع والأزقة خالية من الناس والمارة..
فكنت استعجل الخطى حتى أمر من تلك الدور المهجورة والمخيفة..
دفعت للبنك ذلك المبلغ ..
ومنذ ذلك اليوم ولسنوات صرت احمل نقود الزكوات والصدقات وغيره
من البنك للشيخ والعكس..
ولقد كانت تبلغ المبالغ أحيانا أرقاما كبيرة ومخيفة ..
ومع ذلك فلم يحصل أي حادث يذكر سوى موقف وحيد وتافه لا يستحق الذكر!!
في تلك الأيام حدثت حادثة غريبة لي ..
توقيع : بنت الديره |
ask.fm/Nasooora20 اسالني وكذا يعني 
تابعني على تويتر nsooora20@ |
|
|
|