أختاه ... لا تقتلي حمامتك . . !!

أراد أب أن يختبر أولاده في قوة الإيمان ومراقبة الله , أعطى كل واحد منهم حمامة ، وقال : أريد أن يقتل كل واحد منكم حمامته دون أن يراه أحد ، فأخذ الأبناء الحمام وانطلقوا .. فلما كان من الغد , حضر الأخ الأكبر .. فقال الأب : ماذا صنعت ؟ فأجاب : انتظرت حتى الظلام , وذهبت بها خفية حتى وصلت إلى غار كذا فقتلتها دون أن يراني أحد.. وحضر الابن الثاني , فقال مثلما قال الأخ الأكبر . .
ثم حضر الأخ الأصغر والحمامة في يده وهو يبكي !!
فقال الأب وهو في دهشة :
ما يبكيك ؟
فأجاب .. انتظرت حتى حل الظلام , وذهبت بها إلى وادي كذا , فلما أردت قتلها واستخفيت عن أعين الناس , أدركت أن الله يراني .. فذهبت بها إلى جبل كذا , ولما أردت قتلها , واستخفيت عن أعين الناس , أدركت أن الله يراني أيضاً .. وكلما ذهبت إلى مكان لأقتلها أدركت أن الله يراني ويراقبني .. فعدت بها ولم أستطع قتلها
فبكى الأب وقال :
الحمد لله أن لله عباداً يخافونه .
إنها المراقبة لله سبحانه وتعالى .. التي جعلت هذا الصبي يبكي لما تذكر قوله تعالى : (
وهو معكم أينما كنتم )
أختي المسلمة :
هل تعرفين ما الذي يميزك عن غيرك ؟ ! !
غير تلك الشخصية التي تتمتعين بها .. وغير ذلك الخلق الرفيع الذي تتحلين به !!
إنها صفة
المراقبة الذاتية ، المنبثقة من مراقبة الله تعالى , والخوف منه التي تجعلك ترفضين النظر إلى هذا , وقراءة هذا , وسماع ذلك , على الرغم من أنك في غرفتك .. والأبواب موصدة , ولا يوجد أحد يستطيع الدخول أو النظر أو المراقبة لك على ما تفعلين ! !
فكيف نستطيع أن نقوي رقابتنا الذاتية ؟ ؟
ونجعلها دائماً هي الواقي والمانع .. وليس مراقبة الوالدين أو أي أحد من البشر؟؟
أخواتي الحبيبات :
•
المراقبة : هي ملاحظة الإنسان نفسه في أعمالها وأقوالها وتحركاتها وخطواتها . • من أسماء الله تعالى " الرقيب " لأنه رقيب لعباده , حفيظ عليهم , ويعلم أحوالهم , ويعدٌّ أنفاسهم .
•
المراقبة .. صفة تنبع من أعماق القلب , وتنبثق من طوايا النفس , وترتبط بالباطن أكثر مما ترتبط بالظاهر , فهي قائمة على الشعور الحي العميق بجلال الله وسلطانه .
• صفة المراقبة لا تتجلى في صاحبها بقوتها ومكانتها في يوم وليلة بل هي تنبثق وتنمو , وتزهر وتعلو , وتشرف وتسمو بطول المجاهدة وتكرار المحاولة , وقوة العزيمة في حمل النفس على ما ينبغي لها ويليق بها من تطهير وتصفية .
• ويقول رب العزة : (
ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) . وإذا كان هناك أناس من الأقارب أو الآباء يدنون من الإنسان أو يتصلون به فهؤلاء لا يعلمون إلا الظاهر من أمره ولا يستطيعون أن يستنبطوا خفاياه , فالله وحده يتولى السرائر .
أختي الحبيبة – رعاك الله – لا
تقتلي حياءك .. ولا
تقتلي إيمانك .. وقد استخفيت من أعين الناس , وعين الله تنظر إليك .
خير الله إليك نازل , وشرك إليه صاعد , يتقرب إليك بالنعم , وتتقربين إليه بالمعاصي نعم . . لا
تقتلي أعز شيء تملكيه . . وتذكري ذلك الصبي صاحب القلب المؤمن
وتذكري قول الله تعالى : "
يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " .