من ذلك ( الخوف والخشية ) :
فالخشية أعلى من الخوف , وهي أشد منه لإنها مأخوذة من قولهم : شجرة خشبة : أي يابسة , وهو فوات بالكلية .
والخوف من قولهم : ناقة خوفاء أي بها داء وهو نقص وليس بفوات .
كما أن الخشية تكون من عظم المخشي وإن كان الخاشي قوياً , فهي خوف يشوبه تعظيم .
والخوف من ضعف الخائف , وإن كان المخوف أمراً يسيراً .
ومادة الخشية : الخاء والشين والياء , في تصاريفها تدل على العظمة , فالشيخ : السيد الكبير.
والخيش : الغليظ من الثياب . ولذا وردت الخشية غالباً في حق الله تعالى كقوله : ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلمـــــــاءُ )
وقوله : ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله ) وأما قوله تعالى : ( يخافون ربهم من فوقهم )
فقد جاء في وصف الملائكة بعد ذكر قوتهم وشدة خلقهم , فالتعبير عنهم بالخوف لبيان أنهم وإن كانوا غلاظاً شداداً فهم
بين يديه تعالى ضعفاء , ثم أردف بالفوقية الدالة على العظمة , فجمع بين الأمرين اللذين تتضمنهما الخشية دون إخلال
بقوة بأسهم , وهما خوفهم من ربهم مع تعظيمه سبحـــــانه ..
*******************************
ومن ذلك ( الشح والبخل ) :
فالشح أشد من البخل لأنه بخل مع حرص وذلك فيما يكون عادة ..
**********************************
ومن ذلك ( السبيل والطريق ) :
فالسبيل أغلب وقوعاً في الخير , أما الطريق فلا يكاد يراد به الخير إلا مقترناً بما يدل على ذلك من وصف أو إضافة
كقوله تعالى : " يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم "
قال الراغب في مفرداته : السبيل : الطريق الذي فيه سهولة فهو أخص .
****************************
ومن ذلك ( مــد وأمــد ):
قال الراغب :أكثر ما جاء في الإمدادفي المحبوب كقوله تعالى :
(وأمددناهم بفاكهة )
والمد في المكروه كقوله تعالى : ( ونمد له من العذاب مــداً )