يخاطر بنفسه في النهر
الزبير بن العوام
في الحبشة وأيام الهجرة القصيرة
حيث كان المسلمون يتنعمون بعدل مملكة النجاشي وتمر الأيام تلوا الأيام حتى خرج رجل وثار على النجاشي ولتسمع إلى أم سلمة وهي تروي وقائع الحادثة تقول
فوالله ماعلمتنا حزنا قط كان أشد علينا من حزن حزناه عند ذلك تخوفا أن يظهر ذلك الرجل على النجاشي فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ماكان النجاشي يعرفه
ثم سار النجاشي بجيشه إلى ذلك الثائر عليه وكان بين موقع المعركة والمكان الذي نزل فيه المسلمون نهر النيل
فلم يطق الصحابة في الحبشة صبرا على ما يجري
وكانوا على أشد الجمر يريدون أن يعرفوا نتيجة المعركة
فقالوا من رجل يخرج حتى يحضر وقيعة القوم ثم يأتينا بالخبر انها مهمة صعبة إنما مهمة استطلاعية خطيرة غير مأمونة العواقب
وكان الفتى المتصدي للمهمة الخطيرة هو الزبير بن العوام وكان من اصغر المهاجرين إلى الحبشة سنا فنفخوا له قربة ربطت على صدره ثم سبح عليها حتى مضى إلى الجانب الآخر من النيل وأخذ يرقب المعركة فما لبث الزبير أن عاد من مهمته وكان المسلمون يرقبون من بعيد وأراد أن يبلغهم النتيجة فرفع صوته فلم يصل إليهم فلوح بثيابه ويديه وبدت عليه علامات الفرح بالنصر كان الزبير على صغر سنه رجل المهمات الصعبة