مسعر حرب أبو بصير بعد صلح الحديبية وأن اتفق المشركون مع المسلمين على ان يردوا أي مسلم يهاجر مكة إلى المدينة وماهي إلا أيام حتى انطلق ابو بصير من قيوده مهاجرا إلى المدينة يطلبونه فما أن وصل إلى رسول الله إلا قدم إلى المدينة مبعوثون من قريش يطلبون أبا بصير وذكروّا رسول الله بشروط الصلح التي دارت بينهم فأمر النبي أبا بصير أن يرجع معهما إلى مكة فقال أبو بصير يا رسول الله تردّني إلى المشركين يفتنونني في ديني فقال يا أبا بصير إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت ولا يصلح لنا في ديننا الغدر وإن الله جاعل لك ولمن معك من المسلمين فرجا ومخرجا فجعل أبو بصير يصرخ قائلا يا رسول الله (تردّني إلى المشركين) إنها صرخة مؤمن قضى في جحيم قريش منذ إسلامه نحو عشرين سنة تحمل فيها مالا يطاق من الحبس والتعذيب حتى إذا أفلت من ذلك الجحيم وتنسم عبير الحرية لأول مرة بين إخوانه في المدينة يعود ثانية إلى ذلك العذاب فرجع أبو بصير مع مبعوثين إلى مكة حتى إذا كان بذي الحليفة جلسوا وأخذ واحد منهم يهز سيفه ويقول لاضربن بسيفي هذا في الأوس والخزرج يوما إلى الليل.. فقال له أبو بصير أصارم سيفك يا عامري قال نعم فقال له أرنيه فأعطاه العامري سيفه فأمسك به أبو بصير وعلاه به حتى قتله وفر الآخر مذعورا إلى المدينة حتى أتى المسجد ثم قدم أبو بصير على بعير من قتله متوشحا سيفه فقال يا رسول الله وقت ذمتك وأدى الله عنه أسلمتني بيد العدو وقد أمتنعت بديني أن افتن فقال لا بي بصير أذهب حيث شئت ومنها بدأت المهمة الصعبة لابي بصير فما ان انصرف ومعه سيفه وبعيره وحتى قال النبي :ويحه مسعر حرب لو كان معه رجال وذهب أبو بصير إلى العيص مكان على ساحل البحر على طريق قوافل قريش إلى الشام ثم لحق به أبو جندل بن سهيل وعدد من المحبوسين في مكة وكانت هذه الحركة من حركات المقاومة الشعبية أو حرب العصابات أذهلت قريشاً وأصبحت قوافلها وتجارتها في خطر حتى أذلتها وجعلتها تلجأ إلى النبي وتستغيث به أن يكف عنها أبا بصير وإخوانه وتنازلت قريش عن أقسى شروط صلح الحديبة وبعث رسول الله كتابا إلى أبي بصير أن يكف عن التعرض لقوافل قريش وأن يقدم بإخوانه إلى المدينة ووصل الكتاب إلى أبي بصير وهو على فراش الموت فمات وكتاب رسول الله أمامه وعاد أبو جندل بإخوانه إلى المدينة واستقبل المسلمون أبا جندل وإخوانه ولما علموا بموت أبي بصير كانوا يتلون قول الله تعالى ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )