كسرت رجله قبل أن
عبد الله بن عتيك
بعث الرسول
جندا من جنده وأسداً من اسوده بعث عبد الله بن عتيك واناساً معه لمهمة صعبة ليس لها إلا الرجال ،مهمة صعبة تؤدي بصاحبها إلى الهلاك والبوار
إنها في هذه المرة إلى أبي رافعة اليهودي بين أصحابه ومن داخل حصنه وجالس مع أهله حتى دنوا من الحصن قال لهم عبد الله بن عتيك أمكثوا حتى انطلق فأنظر وأتيكم بالخبر قال فتلطفت أن ادخل الحصن ثم انهم فقدوا حمارا لهم خرجوا في الليل يبحثون عنه ثم غطيت رأسي وجلست كأني أقضي حاجتي حتى إذا نادى صاحب الباب من أرد ان يدخل فليدخل قبل أن أغلق فدخلت ثم أختبأت في مربط حمار عند باب الحصن فاجتمعوا وتعشوا عند أبي رافع وأخذوا في الحديث ساعة من الليل ثم رجعوا إلى بيوتهم فلما هدأت الاصوات وقد رأيت صاحب الباب حيث وضع مفتاح الحصن في كوة ثم عمدت إلى أبواب بيوتهم فعلقتها عليهم من الظاهر ثم صعدت إلى بيت أبي رافع في سلم فإذا البيت مظلم قد أطفئ سراجه فلم أميز أبارافع فقلت يا أبارافع قال من هذا قال ثم أنطلقت نحو الصوت فأخبر به وصاح لكنها لم تغن شيئا ثم جئت مر ة ثانية كأني أغيثه فقلت : مالك يا أبا رافع وغيرت صوتي قال ألا ترى مابي دخل علي رجل فضربني بالسيف ثم ضربته مرة أخرى فلم تغن شيئا فصاح حتى قام اهله ثم جئت وغيرت صوتي كأني أغيثه وإذ هو مستلق على ظهره فأضع السيف في بطنه فأشد عليه حتى سمعت صوت العظم ثم خرجت دهشا فأتيت السلم أريد أن انزل فسقطت منه فانخلعت رجلي فعصبتها ثم اتيت أصحابي اسحب رجلي فقلت أنطلقوا فبشروا رسول الله
أما أنا فلن ابرح مكاني حتى اسمع من ينادي ويصيح أن أبا رافع قتل فما أن بزغ الفجر حتى نادى المنادي أن أبا رافع قتل فقمت امشي مابي من وجع فأدركت اصحابي قبل أن يأتوا النبي
فبشرته وأنجزت مهمتة فقال لي ابسط رجلك فبسطتها فمسحها فكأنها لم تصبْ أبدا الله أكبر صدق من قال :
هـم الغـيوث إذا ما أزمـة أزمت *** والأسد أسد الشرى والبأس محتدم