بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة كتبتها بيدي حينما كنت أسيراً في سجون الاحتلال الصليبي في العراق .. أهديتها لوالدتي الحبيبة .. أسميتها ( أمــــــــــاه ) .. لعلها تنال رضاكم .. وأعتذر لحضراتكم ابتداءً لأنني ضعيف في كتابة الشعر ..
أمــــــــــاه
بسم الإلـهِ المعـزِ الخـالقِ الحكـمِ ... والحـمـدُ لله أهـلِ الجـودِ والكـرمِ
صلّى الإلـهُ على المخـتارِ سيـدِنـا ... والصحـبِ والآلِ أهـلِ المجدِ والشيمِ
وبعدُ : هـذي تحـايا الشوقِ أبعـثها ... في حُلـة الـدُر منثـورٍ مـن الكَـلِمِ
إليـكُـمُ بمـدادِ أدمـعـي ودمــي ... ومن سعيرِ الأسى في القلبِ مضـطرمِ
أماهُ .. إن لهيـبَ الشـوقِ أحـرقني ... بنـارٍ تصطلي في سيـلٍ من الحِـمَمِ
أماهُ .. يا حُرقةَ القلب يا عطرَ الوفـا ... أنتِ المُـنى وحديثُ الحـُبِّ من قِـدَمِ
أماهُ .. إن ابنَـك المأسـورُ يرنو إلى ... عيـشِ الكـرامةِ والإقـدامِ والشَـمَمِ
أماهُ .. لا تجـزعي لخطـبِ حادثـةٍ ... إن التصـبّرَ معـدودٌ مـن الهِـمَـمِ
إن كـان بُعـدُ الابنِ قد مَزّقَ الكَبَـدا ... وقلبُـكِ قلِـقٌ والعـيـنُ لـم تَـنَـمِ
فاستذكري سِـيرَ الأمجـادِ من سلفٍ ... وما لهـم كـان من عـزمٍ ومن هِمَمِ
واستبشري بعظيمِ الأجـرِ واحتسبـي ... واستمسكي بعُرى الإيـمانِ واعتصمي
لا تيـأسي .. فقِـيعانُ الجَدْبِ مُمطِرةٌ ... وخالـقُ الخلقِ يُحيـي العظمَ من رَمَمِ
أماهُ.. هـذي صروفُ الدهـرِ موجعةٌ ... أماهُ .. لا تـهـني مـن شـدةِ الألـمِ
أماهُ .. فالتـزمي الصبرَ في كلِ البلا ... إن المصائـبَ تُجـلي العبدَ من إثَـمِ
وتجلّـدي لتنـالي المجـدَ مكـرُمـةً ... وأعـْزمي فالعُـلى بالعـزمِ تَسْتـَتـِمِ
واستشعري الصبرَ حتى ينجلي الجللُ ... فكـلُ خَطبٍ بحُسنِ الصبرِ منصَـرِمِ
أريـحي فـؤادَك من كـلِ مُعضـلةٍ ... وتيـقـني بوعـد الحـقِ وابتـسمي
حلـفـتُ بالله إن العُسـرَ مرتـحَـلٌ ... أقسمـتُ باللهِ ربِّ الأشـهـرِ الحُـرُمِ
وكـلُّ شـدةِ حـزنٍ بعـدهـا فـرحٌ ... حـتى ولـو طـال يومُ الحزنِ والألمِ
وكـلُّ عُسـرٍ سيـأتي بعـده فـرجٌ ... كــذا واللهِ وربِّ البيـتِ والـحَـرَمِ