كُلِم الفؤاد وليس يُرجَى بُرْؤُهُ**لكنْ بِرُغْمِ كِلَامِه خَفَّاقُ
يحيى ليجترع الأسَى مُرّاً ومِن**جَرع الأسى دَمْعُ الوَرَى يَهراقُ
كسب الطغاةُ بما جنت أيديهِمُ **لعناً كما فرعونُ بل قد فاقوا
زعموا البطولةَ والدفاعَ عن الحِمَى**ما نفع زعمٍ مالهُ مِصْداقُ؟
أُسْدٌ مُسَمَّاهُم وليس فِعالُهم**أَوَ يشبه السبعَ الشجاعَ زُرَّاقُ؟
وبأي بِشْرٍ قد سُمِي بَشَّاُرهم؟**فالبِشْرُ ليس يسوقه عَقْعَاقُ
ورث الجَفَا والكفرَ عن أسلافه**وهُمُ لِدِينِ المصطفى زلاقُ
سفكوا دماء الشعب دون رَوِيَّةٍ**وكأنَّ سفكَهمُ الشنيعَ سباقُ
بشرى لهم فالسبق كان حليفَهُم**فلَهُم جهنمُ ملتقىً وخَلَاقُ
زقومها قد هيئت لقدومهم**تشتاط منها الفُوهُ والأعماقُ
ويُصبُّ فوقَ رءوسهم ماءٌ حميــــــــمٌ صاهرٌ وتُكَبَّلُ الأعناقُ
هذا جزاء المجرمين بما جنوا**إذ فوق كلٍّ قادرٌ خَلَّاقُ
إني لَأُوقِنُ أنَّ كُرْبَةَ شامنا**ستزول بل وسَتُنزَعُ الأطواقُ
والشمس مها يستطيل غروبها**لا شك سوف يُقِيلُه إشراقُ