السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الترجمة : الشيخ عبد الوهاب ابن عبد الواحد بن محمد بن علي الأنصاري الشيرازي ثم المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي .
المعروف بابن الحنبلي .
- أما جهاده على المعنى الخاص ، وهو مقارعة الأعداء بالسنان ، وهو الغزو في سبيل الله ، فكان منه ذلك مع الفرنج النصارى ، ومع الباطنية الملاحدة .
· فأما الباطنية فإنهم قامت لهم قائمة في بلاد الديلم وجبال ألموت ، وتوسعوا إلى بلاد عديدة من بلاد المسلمين ، حتى تمكنوا من قتل الشيخ عبد اللطيف الخجندي (521هـ) وشيخ الشافعية باصبهان ، وتوسعوا حتى قدموا بلاد الشام وساعدتهم على ذلك الدرزية والنصيرية والمجوس ممن هم فيها ، ومن قدموا من بلاد الديلم .
وذلك أن وزير دمشق كمال الدين طاهر بن سعد المزدغاني (1) (523 هـ) ، ووزير التاج بوري بن طغتكين ، كان مظاهرا للباطنية الإسماعيلية حيث قرر معهم الإحاطة بأبواب الجامع ، وراسلوا الفرنجة ليسلم لهم دمشق يوم الجمعة فأكذب الله صنيعه ، وجاهد المسلمون في دمشق - ومنهم الشيخ عبد الوهاب – الباطنية وحملوا عليهم حملة واحدة ، حتى قتل من الباطنية في أيام معدودة إلى يوم الجمعة من نصف رمضان سنة (523 هـ ) في دمشق ستة آلاف ، وقتل الوزير المزدغاني وعلق رأسه في القلعة .
فكان نصرا عظيما للمسلمين في يوم جمعة وشهر مبارك ، حتى ذل الفرنج من ذلك وهربوا من مدينة بانياس (2).
· وجهاده للنصارى الصليبيين مثل ذلك ، حيث تزامن عهده مع هجمة شرسة للصليبيين على المشرق الإسلامي ، ولا سيما بلاد الشام ، وذلك أنهم علموا بتوسع الباطنية – وهم أحلافهم على أهل الإسلام – ودخولهم بانياس ، طمعوا في دمشق ، إذ بدخولها تسليم بلاد الشام ، وسهولة دخول غيرها بعدها . فحشدوا الحشود وتألبوا وتجمعوا من أنحاء البلاد من الرها وإنطاكية وطرابلس والسواحل والقدس ومن البحر حتى بلغوا ستين ألفا فزحفوا على بلاد الشام .
ولكن برز لهم المسلمون في دمشق وجاء التركمان والعرب والمدد من الخليفة بالعراق لما ذهب نفير أهل الشام برئاسة الشيخ عبد الوهاب بن الحنبلي فاجتمعوا جميعا ، وحملوا على النصارى فكسروا شوكتهم ، ونصر الله المسلمين عليهم حتى قتلوا منهم خلقا وأسروا نحوا من ثلاثمائة .
فهذان نموذجان من نصر الله للمؤمنين ، ومن جهاد شيخنا ابن الحنبلي مع المسلمين ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
---------------
(1) ترجمة في : تاريخ الإسلام ص 19 حوادث سنة (523) ، وفي العبر 2/418 ، والنجوم الزاهرة 5/235 ، والشذرات 4/66 ، وعند الذهبي في التاريخ اسمه (المزدقاني ) بالقاف المثناة .
(2) وانظر المنتظم لابن الجوزي 10/13 ، والعبر للذهبي 2/418 ، والتاريخ له ص 18 – 20 ، ومرآة الجنان 3/229 ، والمختصر في أخبار البشر 3/3 والشذرات 4/66 ، وذيل تاريخ دمشق 224 ، وتاريخ ابن الوردي 2/49-50 ، وتاريخ الخميس 2/362 .
---------
من كتاب ابن الحنبلي وكتابه الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة .
للشيخ علي الشبل حفظه الله .