أخي الكريم: كل هذه الأذكار المتنوعه التي ذكرت لك لاتأخذ من وقتك إلا نصف ساعة تقريباً.درب ومرن نفسك عليها (21)يوما مثلا، وبعدها تصبح عليك سهلة ويسيرة، وجزءاً من حياتك اليومية، ولا تستطيع أن تفارقها. أقترح عليك : إن شعرت بتعب أوملل وأنت تقول هذه الأذكار أن تغيرمن وضعك فتقولها وأنت تمشي لكي تتحرك عندك الدورة الدموية ويذهب عنك النوم والتعب أو تقولها وأنت في سيارتك وأنت ذاهب إلى عملك . قراءة القرآن الكريم : ومن التخطيط للآخرة : أن يخصص المسلم جزء اً من وقته اليومي لقراءة القرآن العظيم فهو النور المبين والصراط المستقيم وهو شفاء القلوب والأبدان وهو الرحمة والهدى . قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } قال ابن كثير: يقول تعالى ممتنا على خلقه بما أنزل إليهم من القرآن العظيم على رسوله الكريم: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ } أي: زاجر عن الفواحش، { وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ } أي: من الشُبَه والشكوك، وهو إزالة ما فيها من رجس ودَنَس، { وَهُدًى وَرَحْمَةً } أي: محصلٌ لها الهداية والرحمة من الله تعالى. وإنما ذلك للمؤمنين به والمصدقين الموقنين بما فيه، كما قال تعالى: { وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا }. وعن ابن مسعودٍ قال: قال رسول الله : (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنةٌ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول: ألم حرفٌ، ولكن: ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح - وعن ابن عباسٍ ا قال: قال رسول الله : (إن الذي ليس في جوفه شيءٌ من القرآن كالبيت الخرب). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. (حكمة ) إن مقدار حبك لله يقاس بقدر قراءتك للقرآن فكلما كان حبك لله أعظم كانت قراءتك للقرآن أكثر. طلب العلم الشرعي : ومن التخطيط للآخرة : التخطيط الجيد أن يخصص المسلم من وقته اليومي جزءاً لمعرفة الأحكام الشرعية وما يجوز وما لايجوز وأن يعرف كيف يفرق بين الشرك والتوحيد والطاعة والمعصية والسنة والبدعة وأن يتعرف على فضائل الأعمال ومكارم الأخلاق حتى يتعرف على طرق الجنه وأن يعبد الله على بصيرة وأن يتقي محارم الله التي تعيقه عن الوصول إلي منازل الآخرة . قال تعالى:{ أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ } . قال الشيخ السعدي :هذه مقابلة بين العامل بطاعة اللّه وغيره، وبين العالم والجاهل، وأن هذا من الأمور التي تقرر في العقول تباينها، وعلم علما يقينا تفاوتها، فليس المعرض عن طاعة ربه، المتبع لهواه، كمن هو قانت أي: مطيع للّه بأفضل العبادات وهي الصلاة، وأفضل الأوقات وهو أوقات الليل، فوصفه بكثرة العمل وأفضله، ثم وصفه بالخوف والرجاء، وذكر أن متعلق الخوف عذاب الآخرة، على ما سلف من الذنوب، وأن متعلق الرجاء، رحمة اللّه، فوصفه بالعمل الظاهر والباطن. { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ } ربهم ويعلمون دينه الشرعي ودينه الجزائي، وما له في ذلك من الأسرار والحكم { وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ } شيئا من ذلك؟ لا يستوي هؤلاء ولا هؤلاء، كما لا يستوي الليل والنهار، والضياء والظلام، والماء والنار. { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ } إذا ذكروا { أُولُو الألْبَابِ } أي: أهل العقول الزكية الذكية، فهم الذين يؤثرون الأعلى على الأدنى، فيؤثرون العلم على الجهل، وطاعة اللّه على مخالفته، لأن لهم عقولا ترشدهم للنظر في العواقب، بخلاف من لا لب له ولا عقل، فإنه يتخذ إلهه هواه. وعن معاوية، ، قال: قال رسول الله، : (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين). متفقٌ عليه. وعن أبي الدرداء، ، قال: سمعت رسول الله، ، يقول: (من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم. فمن أخذه أخذ بحظٍ وافرٍ) رواه أبو داود والترمذي.