لاشك أن الساعه إقتربت وكل المسلمين الخلص ((أهل السنه والجماعه))موقنين بذلك...لكننا يجب أن نعد لها ونعمل لعبادة الله ولأجله ومن أجله حتى يأتينا اليقين.ولاننسى العمل والكدح في الدنيا مع إحتساب الأجر..فقد قال
....وفي ذلك دليل على العمل حتى مع قيام الساعه.
عن أنسٍ رضيَ الله عنه عن النبي قال :
( إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَفي ِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ،فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا؛ فَلْيَغْرِسْها ).
التخريج :
أحمد : المجلد الثالث
البخاري : الأدب المفرد - ( باب اصطناع المال )
كتب الألباني :
1- الجامع الصغير وزيادته
2- مشكاة المصابيح
معاني الكلمات :
الفسيلة : صغار النخل قال أَول ما يقلع من صغار النخل الغِرس فهو الفَسِيل والوَدِيّ والجمع فَسائِل وقد يقال للواحدة فَسِيلة وأَفْسَل الفَسِيلة انتزعها من أُمّها واغترسها والفَسْل : ما أُخذ من أُمّهاته ثم غُرِس.
شرح الحديث :
والمقصود بذكر القيامة في سياق هذا الحديث: وقوعها بغتة بقوله( فإن استطاع أن لا يقوم أي:من محله أي الذي هو جالس فيه) ،فهو تلميح على اغتنام آخر فرصة من الحياة في غرس الفسيلة ، وليس المقصود هو زراعة صغار النخل فحسب ، بل يحمل على الإطلاق من الخيرات والأعمال الصالحة.
قال الهيثمي : ولعله أراد بقيام الساعة أمارتها ؛ والحاصل أنه مبالغة في الحث على غرس الأشجار وحفر الأنهار لتبقى هذه الدار عامرة إلى آخر أمدها المحدود المعدود المعلوم عند خالقها فكما غرس لك غيرك فانتفعت به فاغرس لمن يجيء بعدك لينتفع وإن لم يبق من الدنيا إلا الوقت اليسير
وبهذا القصد لا ينافي الزهد والتقلل من الدنيا – كما ذكرنا في الحديثين السابقين –
تعليق الألباني :
ولا أدل على الحض على الاستثمار في هذه الأحاديث الكريمة ، لا سيما الحديث الأخير منها؛ فإن فيه ترغيباً عظيماً على اغتنام آخر فرصة من الحياة في سبيل زرع ما ينتفع به الناس بعد موته ، فيجري له أجره، وتكتب له صدقته إلى يوم القيامة.
وقد ترجم الإمام البخاري في المصدر السابق لهذا الحديث بقوله :
«باب اصطناع المال«.
ثم روى عن الحارث بن لقيط قال :
«كان الرجل منا تنتج فرسه فينحرها، فيقول : أنا أعيش حتى أركب هذه ؟ فجاءنا كتاب عمر : أن أصلحوا ما رزقكم الله ؛ فإن في الأمر تنفس« .
وسنده صحيح .
وروى أيضا بسند صحيح قال : قال لي عبد الله بن سلام :
« إن سمعت بالدجال قد خرج وأنت على وديَّة تغرسها ؛ فلا تعجل أن تصلحه ؛ فإن للناس بعد ذلك عيش« .
وداود هذا هو ابن أبي داود الأنصاري ؛ قال الحافظ فيه :
«مقبول«.
وروى ابن جرير عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال :
« سمعتُ عمر بن الخطاب يقول لأبي : ما يمنعك أن تغرس أرضك ؟ فقال له أبي : أنا شيخ كبير أموت غدا . فقال له عمر : أعزم عليك ؛ لتغرسنها . فلقد رأيت عمر ابن الخطاب يغرسها بيده مع أبي «.
كذا في الجامع الكبير للسيوطي ( 3 / 337 / 2 ) .
ولذلك عدَّ بعض الصحابة الرجل يعمل في إصلاح أرضه عاملا من عمَّال الله عز وجل .
فروى البخاري في «الأدب المفرد« (رقم 448 ) عن نافع بن عاصم أنه سمع عبدالله بن عمرو قال لابن أخ له خرج من الوهط : « أيعمل عمالك ؟«. قال لا أدري . قال : «أما لو كنت ثقفيا ؛ لعلمت ما يعمل عمَّالك «. ثم التفت إلينا فقال :
« إن الرجل إذا عمل مع عمَّاله في داره ( وقال الراوي مرة : في ماله ) ؛ كان عاملا من عمال الله عز وجل « .
وسنده حسن إن شاء الله تعالى .
و( الوهط) في اللغة : البستان وهي أرض عظيمة كانت لعمرو بن العاص بالطائف على ثلاثة أميال من ( وَجّ ) يبدو أنه خلفها لأولاده .
وقد روى ابن عساكر في تاريخه (13 / 264 / 2) بسند صحيح عن عمرو بن دينار قال :
« دخل عمرو بن العاص في حائط له بالطائف يقال له : ( الوهط ) ( فيه ) ألف ألف خشبة اشترى كل خشبة بدرهم « .
يعني: يقيم بها الأعناب.
هذا بعض ما أثمرته تلك اأحاديث في جملتها من السلف الصالح م .
وقد ترجم البخاري في «صحيحه« للحديثين الأولين بقوله :
«باب فضل الزرع إذا أكل منه «.
قال ابن المنير :
«أشار البخاري إلى إباحة الزرع ، وأن من نهى عنه- كما ورد عن عمر – فمحلُّه ما إذا شغل الحرث عن الحرب ونحوه من الأمور المطلوبة ، وعلى ذلك يحمل حديث أبي أمامة المذكور في الباب الذي بعده«.
شكرا عى التذكير..