وقال تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم و الصابرين} (سورة محمد الاية31 )
و معنى الابتلاء شاملاً لجميع أحوال الناس، سواء كان ذلك في أمور الخير التي يحبونها، أو في
أمور الشر التي يكرهونها، فالخير والنعمة ابتلاء، والشر والمصيبة ابتلاء أيضاً،
كما قال تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون} ( سورة الانبياء الاية 35 )
ومعنى ذلك أن الله يبتلي العباد بالشر والخير لاختبارهم وامتحانهم.
و يتضح أن الابتلاء لا بد أن يصيب العباد، سواء كان ذلك في النعم والأفراح، أو في المصائب
والأحزان، فكل ذلك ابتلاء من الله تعالى كما قال جل وعلا:
{فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعّمه فيقول ربي أكرمن* وأما إذا
ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن} ( سورة الفجر الايتين 15 /16 ).
و قال رسول الله -ص- :ان اشد الناس بلاء النبيون ثم الوصيون ثم الامثل فالامثل وانما يبتلى
المؤمن على قدر اعماله الحسنه فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه ومن سخف دينه وضعف عمله قل بلاؤه.
ان المقصرين في طاعة الله تعالى و لهم أخطاء وذنوب، لا يسلمو من الابتلاء إلا من سلمه الله تعالى،
ولذلك كان الابتلاء من مكفرات الذنوب التي تزول وتتلاشى بالمصائب، كما قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (ما يصيب المسلم ، من نصب ولا وصب ، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة
يشاكها ، إلا كفر الله بها من خطاياه ) متفق عليه.