لذلك على شبابنا ألاَّ ينخدعوا بمثل هذه الأشرطة،فليعلموا بأن الحق لا يُعْلَمُ بالرجال، الحق لا يُعْرَفُ بالرجال ولكن؛
الرجال هم الذين يعرفون بالحق، الرجال يُعْرَفُون بإتباع الحق وبالإنصاف، لا يُعْرَفُ الحق بالرجال
إذ لا معصوم بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام نذكركم هنا بقول الإمام مالك إمام دار الهجرة الذي كان من كبار المدرسين في عهد تابعي التابعين يقول لتلامذته:
”كل إنسان يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر” مشيرا إلى قبر رسول الله
وهو يدرس بجوار الروضة.
فيقول الشيخ -كما تقول العامة - ليزيد الطين بِلَّة، يقول:
”لم يقع الاعتداء من العراق على السعودية لماذا هذا الاستعداد ولماذا استقدام القوات الأجنبية ولم يقع عليها الاعتداء” عجباً!!
يعني عبثاً هكذا اُسْتِقْدِمَتْ هذه القوات كلها، هنا نسأل فضيلة الشيخ سؤالاً فقهياً إذا كان الإنسان جائعاً وخائفاً على نفسه من الهلاك ومن الجوع وليس لديه إلا الميتة ولحم الخنزير
نسأل فضيلة الشيخ متى يجوز له شرعا أن يأكل من الخنزير ومن لحم الميتة؟؟
هل عندما يغلب على ظنه الهلاك أو نقول له اصبر حتى يهجم عليك الموت وتكون في وقت الغرغرة عند ذلك تأكل ؟؟
وهل ينفع الأكل في وقت الغرغرة؟
وهل ينقذ حياته؟
أو إنما أبيح له الأكل من الميتة لينقذ حياته بإذن الله.
إذا خافت جهة من الجهات من عدوها وغلب على ظنها أن العدو عازم على الهجوم ولدى العدو أسلحة لا توجد مثلها في دول المنطقة
أليس من الواجب ومن الحكمة ومن الكياسة أن تُطْلَبَ أسلحة مماثلة أو أقوى سواء كانت من كافر أو من مسلم واجب؟؟
الجهاد الآن أيها الشباب فرض عين على السعوديين وعلى المقيمين في السعودية وعلى جميع المسلمين فرض كفاية هذا رأي
عملاً بقوله عليه الصلاة والسلام ( من قتل دون نفسه فهو شهيد ومن قُتل دون ماله فهو شهيد ومن قُتل دون عرضه فهو شهيد)
المسلمون عندما يقاتلون الآن إن قُتِلُوا يقتلون دون لنفسهم وأموالهم وأعراضهم وقبلتهم ومسجديهم
حماية للمسجدين وحماية للقبلة الإسلامية، الاستماتة في هذا السبيل جهادٌ في سبيل الله بصرف النظر هل العدو الذي نجاهده مسلم أو كافر
إن كان كافرا فالأمر واضح وإلا فهو ظالم بالإجماع.
رَدُّ الظالم والباغي ورد الصائل واجب عن النفس والمال والأهل، على هذا فإن فضيلة الشيخ في هذه النقاط الثلاث في قوله:
”كونوا أحلاس بيوتكم” وفي قوله:”إن الاعتداء لم يقع على السعودية ولماذا هذا الاستعداد” وفي قوله:”إن الزمن ليس زمن جهاد”
اخطأ أخطاءً جثيمة دون مستوى علمه لست أدري كيف زلَّ الشيخ هذه الزلة، لا غرابة لأنه غير معصوم.
أما القول بأن:”الاستعانة بالقوات الأجنبية تعتبر احتلالا أفظع من احتلال العراق للكويت”
هذا يعتبر إرجاف ولعل الشيخ تأثر كما تأثر غيره بتلك الأضواء التي تبث أكاذيبَ وتخفي الحقائق.
والاستعانة واردة إذا راجعنا كتب المذاهب الأربعة المشهورة نجد الجملة الآتية في كتبهم “إذا استعان المسلم بالذمي أو بالكافر فخرج معه هل يسهم له أو يرضخ له”
الفقهاء يبحثون في هاتين النقطتين هل الكافر الذي يستعان به يستحق السهم أو لا يستحق السهم ولكنه يرضخ له؟
ما الذي يفهم من هذا ؟؟
يفهم من هذا بأن الفقهاء قاطبة ما كانوا يستنكرون الاستعانة بالكفار أبداً لأنهم يفهمون أن قوله عليه الصلاة والسلام:”إني لا أستعين بمشرك”
إما منسوخ كما قيل أو لأنه عليه الصلاة والسلام كان طامعا في إسلام الرجل ولذلك رده.
وبعد، أنا لا أشك بأن فيكم مستمع هذا الشريط الذي أناقشه وفيكم من يعلم هذه الآراء من قبلُ من غير الشيخ ناصر أي لم آتِ بجديد، أمر معروف لديكم ولكن؛
كما تعلمون جميعا عندما وقعت هذه الفتنة أَفْتَى العلماء الموجودون في هذا البلد بالمستوى الرسمي ودون الرسمي واتفقوا على جواز ذلك
وأفتى كثير من العلماء من خارج هذا البلد بما أفتى به علماء هذا البلد
وفي جميع المؤتمرات والاجتماعات التي حصلت بهذه الأيام المظلمة يكاد أن يُجْمِعَ العلماء وأصحاب الفكر والأقلام على جواز ذلك
فإذا صدر من بعض أفراد علماء المسلمين قول شاذ وفتوى نيئة مخالفة لما أفتى به جميع العلماء من الداخل والخارج
وبما كان عليه العلماء الأولون كالإمام الشافعي وابن حجر والنووي والشوكاني والعلامة ابن القيم وغيرهم من العلماء المحققين
يجب أن يُبْحَثَ مع أصحاب هذه الآراء الجديدة ما الحامل على ذلك؟
وما الذي يجعلهم يعرضون عن أراء ومفاهيم الأولين؟
ما هو؟؟
الشيء الثاني قول فضيلة الشيخ ناصر:”الجهاد لا يكون إلا تحت راية الإسلام“
لستُ أدري هل الشيخ لا يعتقد أن الراية المرفوعة فوق هذا البلد راية غير راية الإسلام وهل يسوي الشيخ بين هذه الراية و تلك العلمانية، عجباً!!! [انتهى الوجه الأول من الشريط]
إن الذي ندين الله به بأننا نعيش في بلد إسلامي وتحت راية إسلامية
فيجب على المسلمين أن يجاهدوا تحت هذه الراية وفي هذا البلد دفاعاً -كما قلنا- عن النفس والمال والعرض والدين والعقيدة
وعندما يسمع طالب صغير لا يكون الجهاد إلا تحت راية الإسلام”
ماذا يفهم؟
عندما يسمع طالب صغير الزمن زمن فتنة وليس زمن جهاد فكونوا أحلاس بيوتكم ماذا يفهم الطالب الصغير؟؟
يفهم بأنه لا إسلام اليوم ولا جهاد وكل ما يجري فهو فتنة
أعيد لأنبه ولأوضح نقطة إيراد الشيخ(كونوا أحلاس بيوتكم) الحديث صحيح فلنفهم جيدا كما أن حديث وقعة بدر حديث صحيح في صحيح مسلم ولكن؛
القضية ليست قضية صحة الحديث ولكن القضية صحة الفهم.
الإطلاع وكثرة الإطلاع شيء والفقه في الدين شيء آخر بعد الإطلاع
قد يكون الإنسان مطلعا واسع الإطلاع ولكنه لا يُرزق الفقه في الدين “من يرد الله به خيرا يفقه في الدين”
قد يُفَقَّه الإنسان في الدين مع قلة الإطلاع كأن يرزقه الله الفهم الثاقب الصحيح في الإسلام وقد يقرأ كثيرا ويطلع كثيرا ولكن لا يرزق الفقه في الدين.
لذلك في آخر حديثي هذا أُوَجِّهُ نصيحتي لشبابنا الْمُشَوَّشِين:
عليكم أن تثبتوا على الحق، على عقيدتكم، على إسلامكم، على إيمانكم وأن تجاهدوا في سبيل الله دفاعاً عن الحرمين الشريفين وعن قبلة الإسلام وعن دينكم وعن أنفسكم وبلادكم
هذا واجب، مَنْ مات وهو يجاهد في هذه المعاني فهو في سبيل الله بصرف النظر أن الذي تقاتله مسلمٌ أو ظالم باغي هذه نصيحتي لشبابنا
وأنا لا أدعي أنني أعلم من الشيخ ناصر بل اعترف له بالعلم والفضل
ولكني متأكد بأن هذه الآراء التي صدرت من الشيخ من الهفوات ومن الزلات التي يجب على كل طالب علم أن يناقشها.
وبعد، ومَن له وجهة نظر فيما قلت فليقدم لي ذلك مكتوبا فيما يرى وسوف نناقش المسألة بكل حرية ولم أُرِدْ إلا الحق وإلا بيان الحق وإلا إزالة البلبلة من نفوس شبابنا.
وما توفيقي إلا بالله وصلى الله وسلم بارك على خير خلقه محمد وآله وصحبه.