الوقفة الرابعة: زعمه: أن معاوية ووالده وغيرهم ارتدوا عن الإسلام في معركة حنين فأعطاهم النبي 100 ناقة ورجعوا إلى الإسلام .. قلت: في أي كتاب معتبر قرأت ذلك ومن أين حصلت على هذه المعلومة ياأستاذ؟ طبعاً لا رد لديه ولا جواب، بل هو من نسج خيال الكبيسي الكذاب. "ارتدوا عن الإسلام": من هم هؤلاء ؟ سمِّهم لنا يا كبيسي، غير معاوية الذي ذكرت. قال عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) متفق عليه. "معاوية وغير معاوية؛ ارتدوا": أقول: كذبت ورب الكعبة يا مفترياً على دين الله. والمتطاول على صحابة رسول الله.أثبت العرش ثم انقش. من سبقك بهذا القول يا كبيسي، حتى الرافضة ـ خذلهم الله ـ الذين يكفرون معاوية ويلعنونه ما سمعناهم يقولون أنه ارتد يوم حنين، بل يؤرخون ردته ـ والعياذ بالله ـ بعد موت النبي ، فقد سبقت الرافضة في الكذب والدعاء، عاملك الله بما تستحق. أما إسلام معاوية بن أبي سفيان : فقد أَسْلَمَ قَبْلَ أَبِيْهِ وَقْتَ عُمْرَةِ القَضَاءِ، وَبَقِيَ يَخَافُ مِنَ اللَّحَاقِ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَبِيْهِ، وَلَكِنْ مَا ظَهَرَ إِسْلاَمُهُ إِلاَّ يَوْمَ الفَتْحِ.حَدَّثَ عَنِ: النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَتَبَ لَهُ قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ مُعَاوِيَةُ يَقُوْلُ: أَسْلَمْتُ عَامَ القَضِيَّةِ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: لَمَّا كَانَ عَامُ الحُدَيْبِيَةِ، وَصَدُّوا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ البَيْتِ، وَكَتَبُوا بَيْنَهُم القَضِيَّةَ، وَقَعَ الإِسلاَمُ فِي قَلْبِي، فَذَكَرْتُ لأُمِّي، فَقَالَتْ: إِيَّاكَ أَنْ تُخَالِفَ أَبَاكَ. فَأَخْفَيْتُ إِسْلاَمِي، فَوَاللهِ لَقَدْ رَحَلَ رَسُوْلُ اللهِ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ وَإِنِّي مُصَدِّقٌ بِهِ، وَدَخَلَ مَكَّةَ عَامَ عُمْرَةَ القَضِيَّةِ( القضاء ) وَأَنَا مُسْلِمٌ.(سير أعلام النبلاء 5/118). ذكر النووي في شرح صحيح مسلم (8/231) وابن القيم في زاد المعاد (2/126) أن معاوية من مسلمة الفتح ، أي أنه أسلم سنة ( 8 هـ ) ، في حين ذكر أبو نُعيم الأصبهاني كما في معرفة الصحابة (5/2496) و الذهبي كما في تاريخ الإسلام - عهد معاوية - ( ص 308) أنه أسلم قبيل الفتح. ومرد الاختلاف بين المصادر حول تاريخ إسلام معاوية يعود إلى كون معاوية كان يخفي إسلامه ، كما ذكر ذلك ابن سعد في الطبقات (1/131) ، وهو ما جزم به الذهبي ، حيث قال : أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء أي في سنة ( 7 هـ ) وبقي يخاف من الخروج إلى النبي من أبيه .. وأظهر إسلامه عام الفتح . انظر : تاريخ الإسلام عهد معاوية ( ص 308). نعم شارك معاوية في غزوة حنين وقد أعطاه النبي مائة من الابل وأربعين أوقية من الذهب، كما أعطى غيره من الصحابة ، ولم يقل أحدُ أن النبي أعطاهم ذلك لكي يرجعوا إلى الإسلام بعد أن ارتدوا كما زعم الكبيسي.