عرض مشاركة واحدة
قديم 17-04-12, 10:33 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
أبـو عـبـد الـرحـمـن
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبـو عـبـد الـرحـمـن


البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 7069
المشاركات: 1,618 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 18
نقاط التقييم: 188
أبـو عـبـد الـرحـمـن مدهشأبـو عـبـد الـرحـمـن مدهش

الإتصالات
الحالة:
أبـو عـبـد الـرحـمـن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبـو عـبـد الـرحـمـن المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

منصور بن المعتمر:
حليف الصيام والقيام، من أحسن النَّاس صلاة، و أسردهم صياما.
عن الثوري قَالَ: لو رأيت منصورًا يصلي لقلت يموت الساعة.
وكان منصور من العُبّاد صام ستين سنة وقامها، وكان جيرانه يحسبونه بالليل في الصيف خشبةً قائمة، فلما مات كانوا يقولون الخشبة ما فعلت!
قالت ابنة لجار منصور بن المعتمر لأبيها: يا أبت! أين الخشبة التي كانت في سطح منصور قائمة؟! قَالَ: يا بنية! ذاك منصور كان يقوم بالليل.
وكان منصور يصلي في سطحه فلمّا مات، قَالَ غلامٌ لأمه: يا أمه الجذع الذي كان في سطح آل فلان ليس أراه، قالت: يا بني ليس ذاك جذعًا؛ ذاك منصور قد مات.
وصام منصور وقام، وكان يأكل الطَّعام؛ ويُرى الطَّعام في مجراه.
وعن زائدة أن منصور بن المعتمر: صام ستين سنة، يقوم ليلها، ويصوم نهارها، وكان يبكي، فتقول له أمه: يا بني قتلت قتيلا! فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي، فإذا كان الصُّبح كحل عينيه، ودهن رأسه، وفرق شفتيه، وخرج إلى النَّاس.
وعن سفيان وذكر منصورًا بن المعتمر، فقال: قد كان عمش من البكاء.
عن أبي بكر بن عياش قَالَ: ربما كنت مع منصور في منزله جالسًا فتصيح به أمه وكانت فظة غليظة، فتقول: يا منصور! يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبي عليه! وهو واضع لحيته على صدره؛ ما يرفع طرفه إليها، وكان يقول للأم ثلاثة أرباع البر.
وكانت أم منصور تقول له: يا بني إن لعينك عليك حقًا، ولجسمك عليك حقًا، فكان يقول لها منصور: دعي عنك منصورًا، فإن بين النفختين نومًا طويلا.
سفيان الثوري:
لقد ضرب سفيان المثل في العبادة، حتى ترأس على أهل زمانه - رحمه الله -. فلقد كان عابدًا متنسكًا، قائمًا بأمر الله، لا يعيقه عائق، ولا يخشى في الله لومة لائم.
قَالَ سُفْيَان بن عيينة: ما رأيت رجلًا أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري.
وعن أبي عاصم النبيل قَالَ: سمعت سفيان يقول: كان الرَّجل إذا أراد أن يطلب العلم؛ تعبد قبل ذلك عشرين سنة.
قَالَ مؤمل بن إسماعيل: قَدِمَ سفيان مكة فكان يُصلِّي الغداة ويجلس يذكر الله حتى ترتفع الشمس، ثم يطوف سبعة أسابع - أشواط - يُصلي بعد سبوع ركعتين يطولهما، ثم يصلي إلى نصف النَّهار، ثم ينصرف إلى البيت، فيأخذ المصحف فيقرأ، فربما نام كذلك، ثم يخرج لنداء الظهر، ثم يتطوع إلى العصر، فإذا صلى العصر أتاه أصحاب الحديث فاشتغل معهم إلى المغرب، فيصلي ثم ينتقل إلى العشاء؛ فإذا صلَّى فربما يقرأ ثم ينام.
وعن يوسف بن أسباط، قَالَ: قَالَ لي سُفيان بعد العشاء: ناولني المطهرة أتوضأ، فناولته فأخذها بيمينه، ووضع يساره على خدِّه، فبقي مفكرًا ونمت، ثم قمت وقت الفجر، فإذا المطهرة في يده كما هي، فقلت: هذا الفجر قد طلع، فقال: لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة حتى السّاعة.
وقال عبد الرزاق: دعا الثوري بطعامٍ ولحم، فأكله ثم دعا بتمر وزبد فأكله، ثم قام يصلي، وقال: أحسن إلى الزِّنجي وَكُدَّه.
وقال عبد الرَّزاق أيضًا: لما قدم سفيان علينا، طبخت له قدر سَكْبَاج فأكل، ثم أتيته بزبيب الطائف فأكل، ثم قَالَ: يا عبد الرَّزاق أَعْلِف الحمار وَكُدَّه، ثم قام يصلي.
وكان قد تغدَّى، وأتى برطب فأكل، ثم قام إلى الصَّلاة فصلَّى ما بين الظهر والعصر، ثم قَالَ: يقال: إذا زِدت في قَضِيم الحمار، فزِد في عَمَلِه.
وعن أبي خالد الأحمر قَالَ: أكل سفيان ليلةً فشبع فقال: إن الحمار إذا زيد في عَلَفِه زيد في عمله، فقام حتى أصبح.
عبد الله بن المبارك:
الإمام السَّخي الجواد، أليف القرآن والحج والجهاد.
قَالَ إسماعيل بن عياش: ما على وجه الأرض مثل عبد الله بن المبارك، ولا اعلم أن الله خلق خَصْلَةً من خصال الخير إلا وقد جعلها في عبد الله بن المبارك، ولقد حدثني أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة فكان يُطعمهم الخبيص، وهو الدهر صائم.
وكان عابدًا زاهدًا ورعًا، يُخْفِي ذلك ما استطاع.
قَالَ محمد بن الوزير - وصي ابن المبارك -: كنت مع عبد الله في المحمل فانتهينا إلى موضعٍ بالليل وكان ثم خوف، قَالَ: فنزل ابن المبارك، وركب دابته حتى جاوزنا الموضع فانتهينا إلى نهر، فنزل عن دابته وأخذت أنا مقودته واضطجعت، فجعل يتوضأ ويصلي، حتى طلع الفجر؛ وأنا أنظر إليه، فلما طلع الفجر ناداني، قَالَ: قُمْ فتوضأ، قَالَ: قلت: أنا على وضوء، فركبه الحزن حيث علمت أنا بقيامه، فلم يُكلمني حتى انتصف النهار، وبلغت المنزل معه.
وقال الحسن بن عرفة: قَالَ لِي ابن المبارك: استعرت قلمًا بأرض الشّام فذهبت على أن أرده إلى صاحبه، فلمّا قدمت مرو نظرت فإذا هو معي، فرجعت إلى الشّام حتى رددته على صاحبه.
لقد ملك ابن المبارك القلوب بدينه وسخائه حتى فاقت شهرته الرَّشيد.
قدم أمير المؤمنين الرَّشيد الرقة، فانجفل النَّاس خلف ابن المبارك، وتقطعت النِّعال، وارتفعت الغبرة، فأشرفت أم ولدٍ لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب، فقالت: من هذا؟ قالوا: عالم من أهل خراسان قَدِم، قالت: هذا والله الملك؛ لا ملك هارون الذي لا يجمع النَّاس إلا بشرطٍ وأعوان.
حسان بن أبي سنان:
حافظ الطرف واللسان، ثابت القلب و الجنان، من رآه خاله أبدًا مريضًا، خفي العبادة دائم الطّاعة.
قالت امرأة حسّان بن أبي سنان: كان يجيئني فيدخل معي في فراشي ثم يخادعني كما تخادع المرأة صبيها، فإذا عَلِم أني قد نمت سَلَّ نفسه فخرج، ثم يقوم فيصلي، قالت: فقلت له: يا أبا عبد الله! كم تُعذب نفسك! ارفق بنفسك، قَالَ: اسكتي! ويحك، يُوشِكُ أن أرقد رقدة لا أقوم منها زمانًا.
وخرج حسّان يوم العيد، فلمّا رجع قالت له امرأته: كم من امرأة حسنة نظرت إليها اليوم ورأيتها، فلمّا أكثرت، قَالَ: ويحك! ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك.
قيل له: في مرضه الذي مات فيه كيف تجدك؟! قَالَ: بخيرٍ إن نجوت من النار، فقيل: له فما تشتهي؟ قَالَ: ليلة بعيدة ما بين الطرفين؛ أُحيى ما بين طرفيها.
الحسن بن صالح حي:
الفقيه العابد، والعالم الزاهد، محيي الليل بالقرآن طارت بسيرته الرُّكبان.
فعن أبي سليمان الدّاراني قَالَ: ما رأيت أحدًا الخوف والخشوع أظهر على وجهه من الحسن بن حي، قام ليلة حتى أصبح ب {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [سورة النبأ: 1] يُردد آية فغشي عليه؛ ثم عاد إليها فغشي عليه، فلم يختمها حتى طلع الفجر.
وكان لهم - يعني لآل الحسن بن صالح بن حي -خادم يخدمهم، فاحتاجوا إلى بيعها فباعوها، فلما كان في أول الليل ذهبت وألحت على مولاها تقيمه، وتقول: ذهب الليل! مرة بعد مرة، حتى أضجرته فصاح بها، قالت: فلمّا أصبحت ذهبت إلى عند الحسن، فقالت: يا سبحان الله! ما كان يجب عليكم فيما خدمتكم أن تبيعوني من مسلم!
فقال الحسن: سبحان الله! وما له؟ قَالَت: انتظرت ليقوم ليتهجد فلم يفعل، فألححت عليه فزبرني وشتمني، قَالَ: فَصَاحَ يا علي! وقال: ما تعجب من هذه! اذهب فتسلف ثمنها من بعض إخواننا وأعتقها.
قَالَ وكيع بن الجراح: كان علي والحسن ابنا صالح بن حي وأمهم قد جزَّؤوا الليل ثلاثة أجزاء، فكان عليُّ يقوم الثلث، ثم ينام، ويقوم الحسن الثلث، ثم ينام، وتقوم أمهما الثلث، فماتت أمهما، فجزءا الليل بينهما، فكانا يقومان به حتى الصّباح، ثم مات علي، فقام الحسن به كله.
أبو سليمان الداراني:
كان مداومًا على العبادة، ملازمًا للطاعة، شغله هم الآخرة عن كُلِّ هم.
عن أبي سليمان الدَّراني قَالَ: إنما هانوا عليه فعصوه، ولو كرموا عليه لمنعهم منها.
وقال: إذا وصلوا إليه لم يرجعوا عنه أبدًا، إنما رجع من رجع من الطَّريق.
وعن أبي سليمان الدَّراني يقول: بينا أنا ساجد إذ ذهب بي النَّوم، فإذا أنا بها يعني الحوراء قد ركضتني برجلها، فقالت: حبيبي ترقد عيناك والملك يقظان ينظر إلى المتهجدين وتهجدهم، بؤسى لعينٍ آثرت لذَّة نومة على لذة مناجاة العزيز، قم فقد دنا الفراغ، ولقي المحبون بعضهم ببعض فما هذا الرُّقاد، حبيبي وقرة عيني أترقد عيناك وأنا أُرَبّى لك في الخدور منذ كذا وكذا، فوثبت فزعًا، وقد عرقت استحياءً من توبيخها إياي، وإن حلاوة منطقها لفي سمعي وقلبي.
من كتاب العبادة واجتهاد السلف فيها للشيخ
الكاتب: الشيخ صلاح الدين علي عبدالموجود










توقيع : أبـو عـبـد الـرحـمـن

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور أبـو عـبـد الـرحـمـن   رد مع اقتباس