32- تولي علي يجب ألا يكون معه ذرة ولاء لأبي بكر وعمر وعثمان ([2]). هناك سؤال قبل أن نبدأ في الدرس عن موقفنا من ولاية الإمام علي بن أبي طالب (()) هل كل واحد منا يتولى الإمام علياً تولياً حقيقياً إيماناً صادقاً وليس في قلبه ذرة ولاء لأبي بكر وعمر وعثمان؟. 33- أبو بكر وعمر وعثمان أعلام متعبون مرهقون ([3]). السنيّة في تعب شديد وهم دائماً في تلجيم لأبي بكر وعمر، حديث يأتي من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) في علي () فيحاول بأي طريقة أن يدفعه أن يركله، حتى لا يسقط على أبي بكر فيقضي عليه. يحاولون في آيات القرآن كذلك، يقفز من فوقها من أجل أن لا يلزم أن تكون في علي فيكون علي هو أفضل من أبي بكر. أليس هذا يعني أن هناك أعلاما متعبين؟. أعلاما يرهقونك، أعلاما تجد نفسك في موقف ضعف، أعلاما تحتاج إلى أن تدافع، تدافع من؟. تدافع القرآن وتدافع الرسول من أن يهجم عليهم. [1] - من ملزمة سورة المائدة: الدرس الأول صـ 19. [2] - من ملزمة سورة المائدة: الدرس الأول صـ 19. [3] - من ملزمة سورة آل عمران: الدرس الأول صـ 32. 34- حسين الحوثي يعترف أنه وزمرته أقل الناس ولاء للإمام علي ولأهل البيت ([1]). ثم تجدنا أقل الطوائف ولاءً، أليس هذا هو الحاصل؟. نحن أقل الطوائف ولاءً لأهل البيت (عليهم السلام). ولو كانوا أهل البيت الذين هم من نوعيتنا لكانت المسألة بسيطة، لكن نحن أقل الطوائف ولاء لمثل الإمام علي. المكارمة أكثر ولاء للإمام علي منا، وكذلك الإثنا عشرية أكثر ولاء للإمام علي منا، والإسماعيلية أكثر ولاء للإمام علي منا، بل حتى الصوفية السنيّة أكثر ولاء منا للإمام علي فهم يهتفون باسم الإمام علي أكثر منا. كما قال [محمد عصمت] الرجل المصري وهو يخطب في يوم الغدير قال:[حالة رهيبة بين أوساط اليمنيين، فلو تدخل نعجة سيد بين زرع قبيلي سيقول: رضي الله عن أبي بكر وعمر، ويكفر بعلي، ويرفع أبو بكر بسرعة خليفة]. هكذا خطب في الغدير، لماذا هذه الروحية؟. هو نفسه تشيع لأنه لاحظ أحاديث حول أهل البيت (عليهم السلام) داخل كتبهم، تشيع ولا يزال في مصر، وجاء إلى اليمن فرأى الزيدية هنا في اليمن ليسوا بالشكل الجذاب في مجال التشيع، ورأى كتبنا ما زالت مخطوطات فما استطاع قراءتها، ورآنا على هذا النحو المنحط من الولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، حتى قال هذه العبارة ... 35- آل البيت بمنزلة أنبياء بني إسرائيل والصحابة بمنزلة من قتل أنبياء بني إسرائيل ([2]). {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ}(آل عمران: من الآية112) يقتلون الأنبياء، سواء من قتل من أسلافهم الأنبياء، فانطلق هؤلاء على تأييد السلف الصالح، هكذا هم، اليهود المتأخرون في زمن النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) ومن بعدهم هم على مسيرة من يسمونهم هم: السلف الصالح لهم، وهم ذلك الخط الذي كانوا يقتلون أنبياء الله، وكان يكذب بأنبياء الله، هم من تمسك بهم أهل الكتاب المتأخرون، فكان حكمُهم حكمَهم. يقتلون أنبياء الله سواء من باشر القتل، ومن رضي بالقتل، ومن أحب، وتولى من قتل ورضي بالقتل، حكمهم واحد، (( إنما يعم الناس ـ كما قال الإمام علي ـ الرضا والسخط ))، (( إنما يعم الناس الرضا والسخط {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} وإنما عقر ناقة صالح رجل فعمهم الله بعقاب من عنده؛ لأنهم رضوا بفعله)) . {وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} أنبياء بني إسرائيل، لماذا ليس في هذه الأمة أنبياء بعد محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) كما كان في بني إسرائيل أنبياء بعد موسى، يتحركون في إطار الشريعة التي جاء بها موسى (صلوات الله عليه)؟ لأن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) جعل خيار أهل بيته، جعل الكاملين من أهل بيته بمنزلة أنبياء بني إسرائيل في هذه الأمة، جعلهم في هذه الأمة بمنزلة أنبياء بني إسرائيل في بني إسرائيل، وإن لم يكونوا أنبياء؛ يأمرون بالقسط، يعملون على إقامة العدل، فما الذي حصل لهم؟ ألم يقتلوا؟ ألم يقتل علي؟ من قبل من؟ من قبل من يتولاهم العرب جيلاً بعد جيل، معاوية هو المتهم بترتيب عملية اغتيال الإمام علي () اتهمه بهذا أبو الأسود الدؤلي في أبيات يرثِّي بها الإمام علياً () وهو معاصر للحدث. وقتلوا علياً وهو كان لا يزال حياً يوم كانوا يتثاقلون عنه، ويتباطئون عنه، حتى قال: (( اللهم إني قد مللتهم وملوني، وسئمتهم وسئموني، فأبدلني بهم خيراً لي منهم، وأبدلهم بي شراً لهم مني)). قتلوا قلبه وهو ما يزال ينبض: (( قاتلكم الله )) كان يقول هكذا: (( قاتلكم الله يا أهل العراق لقد ملئتم صدري قيحاً )) ثم قتل بالسيف، قتل فعلاً، واستشهد (صلوات الله عليه)، أليس هذا هو أول رجل بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) في هذه الأمة من القائمين بالقسط؟ ممن هم بمنزلة أنبياء بني إسرائيل؟. ثم ماذا حصل؟ قتل الحسن أيضاً من قبل معاوية، وأيده هؤلاء الذين يتحركون في المحاريب، يدعون الناس إلى تولي معاوية، من يقولون: ذلك هو السلف الصالح، فلنمش على سيرة السلف الصالح! وقتلوا الحسين، وقتلوا زيداً، وقتلوا عبد الله بن الحسن، ومحمد بن عبد الله، ويحيى بن عبد الله، وإبراهيم بن عبد الله، وقتلوا فلان، وفلان..، كم! أئمة أهل البيت جيلاً بعد جيل قتلوهم، وشردوهم، وهؤلاء لا زالوا متمسكين بمن قتلهم، يتولونهم، ويسيرون على طريقتهم، ثم يتولون من يتولونه، من بني العباس، من بني أمية، أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعمرو بن العاص، ومعاوية، وعائشة، وكل من تحرك في الحيلولة دون أن يقوم من هم في هذه الأمة بمنزلة أنبياء بني إسرائيل، دون أن يقوموا يأمرون بالقسط في الناس، ويعملون على إعلاء كلمة الله، ويقودون الأمة إلى حيث تؤدي مسؤوليتها، إلى حيث تحظى بالشرف، والرفعة، والمكانة التي وهبها الله سبحانه وتعالى لها إن قبلتها. [1] - من ملزمة سورة آل عمران: الدرس الأول صـ 36. [2] - من ملزمة سورة آل عمران: الدرس الرابع صـ 33 – 35.