36- الصحابة لم يكونوا بمستوى حمل المسئولية،
لأنهم التفوا حول اليد التي مدها عمر، ولم يلتفوا
حول اليد التي رفعها رسول الله
(صلوات الله عليه وعلى آله) ([1]).
فعندما يأتي عمر وهو رجل بتلك الأعمال: تنصيب أبي بكر، ثم تنصيب عثمان من بعد، وكله عمل عمر، هو الذي قال لأبي بكر أمدد يدك أبايعك، ولم يمد يده ليبايع تلك اليد التي رفعها رسول الله في [يوم الغدير]، يد علي بن أبي طالب، أمير المؤمنين عندما رفع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يده في يوم الغدير وقال: (( من كنت مولاه فهذا علي مولا )) ولم تكن الأمة من بعد، ولا أولئك الصحابة أنفسهم، لم يكونوا بمستوى حمل المسئولية، هم من بدءوا يفرطون، عندما يلتفون حول اليد التي مدها عمر، ولم يلتفوا حول اليد التي رفعها رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) .
37- من يمشي على سيرة السلف الصالح، أبي بكر وعمر، وصحابة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)
يدس رأسه في التراب ([2]).
كلهم أصبحوا يدسون رؤوسهم في التراب، ومن يأتي يتكلم منهم من جديد، ويحاول أن يضع النقاط على الحروف يقول: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فتعالوا نمشي على سيرة السلف الصالح، أبي بكر وعمر، وصحابة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ومن جديد يرجع إلى أن يدس رأسه في التراب من جديد.
لا، لا، لن ترفع الأمة رأسها حتى ترفع يد علي، ويد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) حتى {وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}، {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.
[1] - من ملزمة سورة آل عمران: الدرس الرابع صـ 9.
[2] - من ملزمة سورة آل عمران: الدرس الرابع صـ 9.
38- عمر بن الخطاب أهلك هذه الأمة بجهالته ([1]).
هل الإمام علي طلع ثور؟ أو طلع ماذا؟ طلع عبقري، بهر البشرية كلها، كتب عنه المسلمون، وكتب عنه المسيحيون، وكتب عنه الكثير من البشر، الذين ليسوا ممن يدينون بهذا الدين. عبقريته، علومه، هذا هو نتاج ماذا؟ نتاج الإتباع الذي يقول لك البعض: يريد يطلَّعه ثور، أطلع ثور، بينما وجدنا الآخرين، الذي يحمل الروحية هذه: أنه هو، هو، أنا جهدي، استقلالية، التي نسميها، يبني نفسه هو، ماذا طلع؟ طلع مثل عمر بن الخطاب، جاءوا يسألونه ناس عن غسل الجنابة، ما درى كيف يفتيهم في خلافته، طلع بجهالته أهلك هذه الأمة بجهالته أهلك هذه الأمة بجهالته.
39- عمر أحياناً يقدم نفسه كندٍ
للنبي [
] ([2]).
ومن يقول لك: أن الإتباع معناه أطلع جاهل، ارجع إلى التاريخ، من ذابوا في الإتباع للنبي كيف كانوا، وفي المقابل من كانوا مثلنا [منخطين]، يريد وهو يقدم نفسه كند للنبي كان بعضهم، كان عمر أحياناً يقدم نفسه كندٍ للنبي، وهو! أنظروا إلى من ذابوا في الإتباع للإمام علي، طلعوا أثوار أو طلعوا عباقرة، وعظماء، وعلماء، وحكماء؟ هكذا ارجع إلى التاريخ، من كانوا متبعين لأعلام أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
40- المخرج لا يتحقق إلا بأمرين: كتاب وأعلام
ولا يصلح أن يكون هؤلاء الأعلام أبو بكر وعمر
ولا من بني أمية، ولا من بني العباس ([3]).
ألم يتحول القرآن كله في الأخير إلى حرب لله؟ معنى هذا أنه ما حصل لنا مخرج، والمخرج لا يتحقق إلا بمجموع الأمرين: كتاب وأعلام. ويمكن أن تبحث إذا أمكن أن تجعل أعلام، إذا ممكن يسبر من بني أمية، أو ممكن من بني العباس، إذا ممكن من بني تيم، أو بني عدي، أصحاب أبو بكر وعمر، أو بني زهرة، هل سيمكن ؟ ما أنت محصل، لن تحصل على فئة من هؤلاء مثلما هو موجود في أهل البيت .
[1] - من ملزمة " الإسلام وثقافة الاتباع" صـ 45.
[2] - من ملزمة " الإسلام وثقافة الاتباع" صـ 47.
[3] - من ملزمة " الإسلام وثقافة الاتباع" صـ 78.