بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أم المؤمنين
.................................................. ...........
فداكِ الخلق والدنيـــا جميـــــعا *** فديتكِ عاجـــــزاً أو مســـتطيعا
تراءت لي جيـوشُ الإفك تترَى *** تسُـوقُ كلابَــها سَــــوقاً وضيعا
تقدم كِذبة وتَسُـــــوقُ أخــــرى *** فيحكي إفكُهــــا السُّــــمَّ النقيعــا
يموت بسـمِّه من مـــــات منهمْ *** ويحيا الحــقُّ مُحتصناً منيـــــعا
أقام الإفكُ في فمِـهم وخَيَّــــــــمْ *** فنالكِ منهـمُ ما نـــــــال مَــــريمْ
تمكَّنَ من عقيـــــدتهم يهُــــــوذا *** وكان إمامَهم في الغـــدر مُلجَــمْ *
ولو شـــــاء الإلهُ لهمْ رشـــــاداً *** لكان إمـــــامُهمْ إبليسُ أســـــــلمْ
فلا تلقي لإفكِـــــــهُمُ ببـــــــــالٍ *** فما لهُـــــــمُ بأمر الله مَغنــــــــمْ
فديتكِ من دهــــــاقنة النفــــــاقِ *** بدمـع الــروحِ لا دمـــع المــآقي
فلا شيءٌ يُعطِّـــــــلُ فيك قوسي *** ولا شيءٌ يؤخِّــرُ عنكِ ســـــاقي
بلغتِ بخالصِ التقــــــوى مكاناً *** تقاصرُ عن أســــــــافلِه المراقي
وقــدْرُكِ في كتــــابِ الله يُزجي *** بروح نفاقِــــهمْ حتى التـــــراقي
فديتكِ يا حُمَيْـــــــــــــــراءَ النبيِّ *** فلا يَحـــزُنْكِ سَـــــــهمُ الرافضيِّ
فلا والله ما أرضَــــــوا إلهـــــــاً *** ولا فـــــــازوا بقـُـــرْبٍ من عليِّ
فما كانوا على قـــــولٍ سَــــــواءٍ *** ولا كانوا على ديـــــنٍ سَــــــويِّ
وساروا في هُدَى ابن سَبا فضلُّوا *** فهــــذا الخِـــــــبُّ من ذاك الدنيِّ**
فديتكِ بالبنـــــــانِ وباللســــــــانِ *** وإن حُمَّ النـــــزالُ فلي سِـــــناني
يعالج صـــارمي خطــرَ الأيادي *** ويشــفي منطقي خطـــلَ الجَنــانِ
فمن فضلٍ لها في العلم فـــــــزنا *** بخيــــــر الديـــــن والدنيــــا بـآنِ
ومن حُبِّ النبيِّ لهــــــــا بحــــقٍ *** وإبـراءِ الإلــهِ لهـــــــا يــــــــدان
فديتكِ لا أوفِّـــــرُ فيــــكِ رُوحي *** ولا أحيا وظُفــــرُكِ في الجـروحِ
فأنت بـــــــراءةٌ تتلى دوامـــــــاً *** كشمس الحــقِّ في اليوم الصريحِ
وأنت الفجرُ من ظلمـــــاء فكــرٍ *** يداهمنـــــــا ككابــــوس قبيــــــحِ
نطاردُهـــــم كمــــــا يَبغي دواءٌ *** شفاءَ الجســــم من ألمِ القـــــروحِ
.................................................. ...........
* يهوذا: الذي أراد الإيقاع بعيسى
ودل الرومان على مكانه فأوقع الله عليه شبه عيسى
فأخذوه, وأردت بذلك الإشارة إلى سيطرة فكر الكيد والخديعة والافتراء على فرقتهم.
ملجم: عبد الرحمن بن ملجم, قاتل أمير المؤمنين علي
, واستشهدت به هنا لأنهم مثله
يكرهون عليَّاً وإن ادعوا غير ذلك, ويكيدون للإسلام مثلما كاد ابن ملجم لعلي.
** ابن سبا: عبد الله بن سبأ ودوره معروف في نشأة الشيعة.