أقوال المالكية: وفى الشفاء للقاضي عياض عن مالك قال " لا أرى أن يقف عند قبر النبي ولكن يسلم ويمضى " وروى ابن وهب عنه أنه قال " ويدنو ويسلم ولا يمس القبر" قال الشيخ ملا على القاري الحنفي معلقاً " لأن ذلك من عادة النصارى " شرح الشفا 2 / 152 وقال القاضي عياض في الشفاء ما نصه " ومن كتاب أحمد بن سعيد الهندي فيمن وقف بالقبر : لا يلصق به ولا يمسه ولا يقف طويلا عنده ". انظر وفاء الوفاء 4 / 1402 – 1404 انتهى مما نقله السمهودي . وقال نحوه الشهاب الخفاجي في نسيم الرياض واصفاً من يقبلون قبور الأولياء بالعوام انظر نسيم الرياض 3/ 337 ط : الأزهرية، مصر، 1326 وصرح محمد ابن وضاح المالكي بأن مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة كانوا يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار بالمدينة ما عدا قباءً وأحداً قال: لأن ذلك يشبه الصلاة عند المقابر ، إذ هو ذريعة إلى اتخاذها أعياداً وإلى التشبه بأهل الكتاب " . وقال العلامة زروق المالكي في شرح رسالة القيرواني " من البدع اتخاذ المساجد على قبور الصالحين... والتمسح بالقبر عند الزيارة وهو من فعل النصارى وحمل تراب القبر تبركاً به : وكل ذلك ممنوع بل يحرم " انظر شرح رسالة القيرواني 1 / 289 ط: الجمالية بمصر عام 1332هـ . . كذا قال في حاشية الرهوني على شرح الزرقاني لمختصر سيدي خليل انظر 2 / 219 ط : دار الفكر 1978. وقال مالك " وليس يلزم من دخل المسجد وخرج منه من أهل المدينة الوقوف بالقبر وإنما ذلك للغرباء ، فقيل له إن أناساً من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه إلا يفعلون ذلك في اليوم مرة أو أكثر فيسلمون ويدعون ساعة . فقال : لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ببلدنا ، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ، ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك ، ويكره ذلك إلا لمن أتى من سفر أو أراده " انظر التمهيد للحافظ ابن عبد البر 10 / 23 . قال القرطبي المالكي ما نصه " فاتخاذ المساجد على القبور ممنوع لا يجوز... قال علماؤنا- أي المالكية- يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد... " قال " وأما تعلية البناء الكثير على نحو ما كانت الجاهلية تفعله تفخيماً وتعظيماً فذلك يُهدم ويُزال فإن فيه تشبها بمن كان يعظم القبور ويعبدها . وهو حرام " انظر تفسير القرطبي المسمى جامع الأحكام 10 / 247 تفسير سورة الكهف آية ( 21 ). وقال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: • " التمسك بسد الذرائع وحمايتها وهو مذهب مالك وأصحابه ودل على هذا الأصل الكتاب والسنة " ثم ذكر حديث عائشةعليها السلام " أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا للرسول الله كنيسة بالحبشة فيها تصاوير فقال رسول الله " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله " . •قال " قال علماؤنا : ففعل ذلك أوائلهم ليتأنسوا برؤية تلك الصور ويتذكروا أحوالهم الصالحة فيجتهدوا كاجتهادهم ويعبدوا الله عز وجل عند قبورهم فمضت لهم بذلك أزمان ، ثم انهم خلف من بعدهم خلوف جهلوا أغراضهم ووسوس لهم الشيطان أن آباءكم وأجدادكم كانوا يعبدون هذه الصورة فعبدوها فحذر النبي صلى الله عليه و سلم من مثل ذلك وسد الذرائع المؤدية إلى ذلك فقال " اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم وصلحائهم مساجد" وقال " اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد " الجامع لأحكام القرآن 2 / 41 . موقف أهل البيت من هذا التبرك روى عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي شيبة أن على بن الحسين رأى رجلاً يأتي فرجة كانت عند قبر النبي فيدخل فيها فيدعو ، فنهاه