عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-12, 06:12 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
الصقار الحر
اللقب:
محاور مشارك
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 8073
المشاركات: 480 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.10 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 13
نقاط التقييم: 12
الصقار الحر على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
الصقار الحر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الصقار الحر المنتدى : بيت شبهات وردود
افتراضي

رابعًا: رواية عبدالرحمن بن يزيد النخعي:
واختلفتِ الرِّواية عن عبدالرحمن بين ثلاثةٍ من الثِّقات الأثبات عن أبي إسحاق عنه، وهم الأعمش في جانب، والثَّوري وشعبة في جانب آخر.

روى عبدالله في زوائد المسند، وأبو نعيم في طبقات المحدثين، كلاهما من طريق محمد بن الحسين بن إشكاب، ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي، ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله أنَّه كان يَحُكُّ المعوذتين من مصاحفه، ويقول: ليستا من كتابِ الله.

ورواه الطبراني، حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا علي بن الحسين بن إشكاب، ثنا محمد بن أبي عبيدة به مثله.

ولعلَّ الخبر هذا محفوظٌ من طريقهما، وهما أخوان ثقتان.

ورواه الطبراني في الكبير من طريق، قال: حدثنا علي بن عبدالعزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن...

ورواه حدثنا عثمان بن عمر الضبي، ثنا أبو عمر حفص بن عمر الحوضي (ح)، وحدثنا محمد بن محمد التمار، ثنا محمد بن كثير قالا: ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله كلاهما بلفظٍ واحد: "كان يحك المعوذتين من مصحفه، ويقول: ألا خلطوا فيه ما ليس منه".

محمد بن أبي عبيدة: قال ابن عدي: له غرائب وإفرادات، ولا يعرف لأبيه رواية عن الأعمش، فلم يذكره المزِّي ولا غيره أنَّه من شيوخه على أنه يروي عن أبيه وهو قليل الحديث ثقة فاضل.

والرواية من طريقه جاءتْ معنعنة عن الأعمش عن أبي إسحاق.

والرواية الثانية أضبط وأوثق في أبي إسحاق مع اجتماع الثوري وشعبة، ولها تأويل وليس فيها إنكار.

كما أنَّ خَبَرَ أبي رُوي بسندٍ قابل للتحْسين عن عبدالله بن مسعود.

روى الطبراني في الأوسط والكبير قال: حدثنا الحسين بن عبدالله الخرقي، ثنا محمد بن مراد مرداس الأنصاري، ثنا محبوب بن الحسن عن إسماعيل بن مسلم عن سيار أبي الحكم، عن زر بن حبيش، عن عبدالله بن مسعود أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - سئل عن هاتين السورتين، فقال: ((قيل لي، فقلت: فقولوا كما قلت)).

الحسين بن عبدالله الخرقي صاحب المروزي الإمام، وكان يُسَمَّى بخليفة المروزي، مصري صدوق مكثر.

محمد بن مرداس الأنصاري لَم يعرفه أبو حاتم، فقال: مَجهول، وروى عنه مباشرة البخاري، وابن أبي عاصم وغيرهما من الثِّقَات، وقال أبو حاتم بن حبان: مستقيم الحديث، وقد احتج الألباني والمعلمي اليماني بتوثيقه للراوي بمثل هذه العبارة، وقال المعلمي اليماني: فإذا قال ثقة أو مستقيم الحديث، فتوثيقه كغيره من الأئمة، وقال الحافظ: مقبول.

ومحبوب بن الحسن صدوق وإسماعيل بن مسلم أيضًا ضعيف عندهم، والسبب مناكيره عن الحسن خاصَّة، ومَشَّاه أحمد في رواية، وسيار أبي الحكم صدوق سمع زِرًّا، فمع حديث أبي يصير حسنًا لغيره إن شاء الله، فأين ذلك كله من دعوى الإنكار؟!

والذي يترجح من تأويل الحك لهما أنَّ ابنَ مَسعود عُرِفَ عنه الدِّقَّة والتورُّع، وقد سبق له حضور الجمع الأول للمصحف، واشتراط الشروط في الكتابة، وهو أن يشهد شاهدان على أن كتابتهما بمحضر رسولِ الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وهو عنده أنَّهما تلقاهما عَرْضًا على النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - في العَرْضَة الأخيرة وَحْدَه، ولم يكتبهما بحضرة النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وهذا بالنسبة لمصحفه، وأمَّا بالنسبة لمصاحف تلامذته، فهي إمَّا أن يكون أجرى عليهم ما ألزم به نفسه مع إقرائه لهم السورتين، أو يكون في بعض المصاحف زيادة من الفواصل، فقد ثَبَتَ عنه أنَّه رأى أحَدَهم يكتب فواصِلَ السور والآيات فحَكَّها.

كما هو عند ابن أبي شيبة وغيره.

ثُم هناك دليلٌ نَستأنس به أخيرًا: لو كان ابنُ مسعود يُنكر المعوذتين من القرآن، لأنكر عليه أصحابُ النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - ممن وفدوا عليه وسَمعوا منه، ومن أصحابه، وفيهم مَن أخذ المصحف من رسولِ الله، كأبي موسى الأشعري، وقراءة يعقوب الحضرمي، التي تنتهي إلى أبي موسى فيها المعوذتان، كما لا يَخفى أنَّ عمر أنكر عليه حرفًا واحدًا في قراءة القرآن الكريم، كما روى الخطيب وابن الأنباري وابن عبدالبر قال ابن عبدالبر: أخبرنا عبدالله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا الحسن بن علي الواسطي، قال: حدثنا هشيم، عن عبدالله بن عبدالرحمن بن كعب الأنصاري، عن أبيه، عن جده، أنَّه كان عند عمر بن الخطاب، فقرأ رجل: (من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه عتى حين) [يوسف: 35]، فقال عمر: مَن أقرأكها؟ قال: أقرأنيها ابنُ مسعود، فقال له عمر: ﴿ حتى حين ﴾، وكتب إلى ابن مسعود: " أمَّا بعد: فإنَّ اللهَ أنزل القرآن بلسان قريش، فإذا أتاك كتابي هذا، فأقرئ الناسَ بلُغَةِ قريش، ولا تُقرئهم بلغةِ هُذيل، والسلام".

وهذا إسناد حسن.

وهل الإنكار في هذا مع علم عمر بخبر إملاء المصاحف وإقراره به أولى من الإنكار على الشبهة المذكورة إن ثبتت؟!

وأمَّا إملاؤه المصاحف وإقرار عمر - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - فقد جاء بإسناد صحيح.

29297 - عن قيس بن مروان: أنَّه أتى عمر، فقال: جئت - يا أمير المؤمنين - من الكوفة، وتركت بها رجلاً يُملي المصاحفَ من ظهر قلبه، فغضب وانتفخ حتى كاد يَملأ ما بين شعبتي الرجل، فقال: ومَن هو ويحك؟ قال: عبدالله بن مسعود، فما زال يطفأ ويسير عنه الغضب حتى عاد على حاله التي كان عليها، ثُمَّ قال: وَيْحَك، والله ما أعلمه بَقِيَ من الناس أحدٌ هو أعلم بذلك منه، وسأحدثك عن ذلك: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلةَ كذلك في الأمر من أمر المسلمين، وإنه سمر عنده ذاتَ ليلة وأنا معه، فخرج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وخرجنا معه، فإذا رجل قائِمٌ يصلي في المسجد، فقام رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يستمع قراءتَه، فلما كدنا أن نعرفه قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَنْ سَرَّه أن يقرأ القرآن رطبًا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد))، ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((سل تعطَه))، قلت: والله لأغدُوَنَّ إليه، فلأبشرنه، فغدوت إليه لأبشره، فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه، فبَشَّرَه، والله ما سابقته إلى خير قطُّ إلاَّ سَبَقني إليه؛ (أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة، والبخاري في التاريخ، وابن حبان، والدارقطني في الأفراد، والحاكم، وأبو نعيم في الحلية، والضياء)؛ أخرجه أحمد (1/25، رقم 175)، والنسائي في الكبرى (5/71، رقم 8257)، وابن خزيمة (2 /186، رقم 1156)، والحاكم (2/246، رقم 2893)، وأبو نعيم في الحلية (1/124)، والضياء (1/93، رقم 14).

وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (1/172، رقم 194)، والبيهقي (1/452، رقم 1968).










عرض البوم صور الصقار الحر   رد مع اقتباس