عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-12, 04:30 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
أبو عائشة السوري
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 5125
العمر: 40
المشاركات: 508 [+]
الجنس:
المذهب: القرآن و السنة بفهم سلف الأمة
بمعدل : 0.10 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 15
نقاط التقييم: 91
أبو عائشة السوري سيصبح متميزا في وقت قريب

الإتصالات
الحالة:
أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عائشة السوري المنتدى : بيت فـرق وأديـان
افتراضي

الآن وبعد أن انتهينا بفضل الله تعالى من أسرار الكنيسة السبعة ننتقل بعون الله وتوفيقه إلى مبحث شطحات الكتاب المقدس .
ينبغي علينا أن نسأل أنفسنا سؤالا ،ألا وهو لماذا نرفض الكتاب المقدس؟والجواب ،من ناحية أننا مسلمون موحدون ،يكفي أن نقول بأن القرآن أخبرنا بأن الدين عند الله الإسلام،وأن الكتب والديانات السابقة منسوخة محرفة مبدلة،ونتكلم في هذا الفصل عن أسباب رفضنا له من وجهة نظر الحياد مستعينين بالله ثم بأقوال أهل الاختصاص والفضل في هذا المجال،في البداية نعرف بالعهد القديم،فهو مجموع الكتب المنسوبة إلى الأنبياء قبل عيسى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بما فيها التوراة،ونذكر أسماءها بعون الله.
1 – الأسفار الخمسة المنسوبة إلى نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام التي تشكل التوراة وهي: (سفر التكوين، سفر الخروج، سفر اللاويين، سفر العدد، سفر التثنية) .
2 - الأسفار التاريخية: وهي أسفار منسوبة لعدد من الأنبياء الذين عاصروا هذه المراحل التاريخية من حياة بني إسرائيل،يعني قبل عيسى عليه الصلاة والسلام، وعددها اثني عشر: (سفر يشوع، سفر القضاة، سفر راعوث، سفر صموئيل الأول، سفر صموئيل الثاني، سفر الملوك الأول، سفر الملوك الثاني، سفر أخبار الأيام الأول، سفر أخبار الأيام الثاني، سفر عزرا، سفر نحميا، سفر أستير) .
3 - أسفار الشعر والحكمة، وهي خمسة أسفار: (سفر أيوب، سفر المزامير، سفر الأمثال، سفر الجامعة، سفر نشيد الإنشاد)، وتنسب هذه المجموعة في غالبها إلى داود وسليمان، ومن المزامير ما ينسب إلى آخرين مجهولين يدعون بني قورح وأساف وإيثان (23 مزموراً)، ومنها المزامير اليتيمة (51 مزموراً)، ولا يعرف قائلها .
4 - الأسفار النبوية، وتتكون من سبعة عشر سفراً، وهي : (سفر إشعيا، سفر إرميا، سفر مراثي إرميا، سفر حزقيال، سفر دانيال، سفر هوشع، سفر يؤئيل، سفر عاموس، سفر عوبديا، سفر يونان، سفر ميخا، سفر ناحوم، سفر حبقوق، سفر صفينا، سفر زكريا، سفر حجي، سفر ملاخي). وتسمى الأسفار الستة الأولى أسفار الأنبياء الكبار، والبقية الأنبياء الصغار ..
5 - أسفار الأبوكريفا السبعة، وهي: ( باروخ، طوبيا، يهوديت، الحكمة، يشوع بن سيراخ، المكابيين الأول، المكابيين الثاني) .
ولكن اختلفت الكنائس في عدد الأسفار التي تعتمدها كما سنبين ،وقبل أن نبين اختلاف الكنائس لاحظوا بأن عدد الأسفار التي ذكرناها 39 سفرا.
فاليهود السامريون لم يعترفوا إلا بأسفار موسى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة الخمسة التي تشكل التوراة على حد زعمهم وهؤلاء السامريون لا يحبون أن يناديهم أحد باليهود بل يفضلون لقب الإسرائيليين.
واليهود العبرانيون يعتمدون الأسفار ال39 التي تشكل العهد القديم ولكنهم لا يعترفون بالعهد الجديد.
والبروتستانت الذي يسمون بالإنجيليين والأسقفيين اعتمدوا 66 سفراً ،و كلمة بروتستانت لاتينية و تعني احتجاج .
والكاثوليك اعتمدوا 73 سفرا من العهدين القديم والجديد.
وكنيسة الحبشة اعتمدت 81 سفرا.
وكنيسة روما اعتمدت 87 سفرا.
أما الأرثوذكس فلا يُعرف لهم كتاب ولا منهج وهم إلى اليوم في تخبط في هذا الأمر،وهي الكنيسة السلبية بينهم،وتعاني إلى اليوم من نزيف إلى غير كنائس فضلا عن اعتناقهم الإسلام،وبابا شنودا في مصر على عقيدة الأرثوذكس.
ونلاحظ من خلال هذا الخلاف الشاسع والعميق بين الكنائس أن الكتاب المقدس لا يعرف رأسه من أساسه،فليس خلافهم مجرد كلمة هنا أو هناك،أو نص هنا أو هناك،بل هو أسفار بحالها و بأعداد كبيرة كما رأينا،بل والمضحك أن كل كنيسة من تلك الكنائس تأتي بأدلة ووثائق تثبت مصداقية وقانونية ما لديها وهذا يدل على التلاعب الفاضح وهشاشة بيوتهم الزجاجية،فلو أن أحداً عندنا ظهر على شاشات الفضائيات ولغط لسانه بتشكيل حرف من القرآن لظهر ذلك جلياً عند قرائنا فضلا عن العوام،ولو أن أحدا تجرأ على طباعة نسخة فيها كلمة أو تشكيل واحد زائد أو ناقص أو مبدل عن وجهه لهاجت الدنيا و ماجت وقامت ولم تقعد والواقع يشهد بذلك،ونود أن نشير بأن الكتاب المقدس ليس له سند متصل مثل القرآن،وإن هذه وحدها لتكفي، وكثيراً ما نرى النصارى يستشهدون على صحة كتبهم بما جاء في القرآن من ثناء على كتاب موسى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ، مدعين أنها توثق الأسفار التي بين يديهم،وهذا يدل على مبلغ عجزهم عندما يستدلون بنصوص من كتب أقرت بتحريف ديانتهم وأوجبت عليهم الإسلام،ونود قبل الشروع بتبيان تحريف العهد القديم أن نمر مروراً موجزاً على تاريخ بني إسرائيل.
يبدأ تاريخ بني إسرائيل بأبيهم يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وقد سمي يعقوب فيما بعد "إسرائيل " (بناءاً على ذلك فسبّ إسرائيل إثم عظيم ، و الأصوب هو سبّ الصهاينة )، ورزق اثني عشر من الولد، وكل واحد منهم ولَد أمة تسمى سبطاً ينسب إليه، وقد دخل يعقوب وأبناؤه مصر إبان سيطرة الهكسوس عليها، فعاشوا فيها، ولما أخرج الهكسوس من مصر، أذل المصريون بني إسرائيل وساموهم أصناف العذاب، ثم بعث الله فيهم موسى عليه السلام فاستنقذهم من أسر فرعون وذله، وقادهم باتجاه الأرض المقدسة، فجبُنوا عن دخولها، وبقوا في التيه في سيناء أربعين سنة توفي فيها موسى وهارون، ثم قاد يشوع(يوشع بن نون وصي موسى ) بني إسرائيل فأدخلهم الأرض المقدسة في القرن الثاني عشر قبل الميلاد،وهنا نشير إلى أن الرافضة قد أخذوا نظرية وصاية علي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة من وصاية يوشع بعد موسى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة،وهذا يؤكد أنهم من صنع اليهود، وبعد وفاته تفرق بنو إسرائيل إلى مجموعات متناثرة يحكمها عدد من القضاة، واستمر ذلك زهاء قرن ونصف، ثم اختار لهم النبي صموئيل شاول(طالوت ) ملكاً، فحكمهم عشر سنين، ثم ملك بعده داود ثم ابنه سليمان، وولي بعده ابنه رحبعام، وثار عليه يربعام بن ناباط، وتبعه عشرة من الأسباط(وهم غير أبناء يعقوب نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة)، وكونوا دولة شمالية سميت: مملكة إسرائيل، وعاصمتها شكيم
( نابلس ) إلى أن جاء الآشوريون وقضوا عليها وحكموها ، وأما المملكة الجنوبية (يهوذا)، فعاصمتها أورشليم، فبقي الملك فيها في ذرية سليمان حتى جاء بختنصر فقتل ملكها صدقيا، وأحرق أورشليم وهيكلها، وسبى سكانها إلى بابل، فبقوا هناك حتى أعادهم الملك الفارسي قورش، ثم بقوا في فلسطين في ظل اليونان ثم الرومان الذين دخلوا أورشليم، واستمرت سيطرتهم على فلسطين حتى ظهور الإسلام.
نعود إلى الكتاب المقدس ،فلقد نزل مكتوباً باللغة العبرانية التي هي فرع من الآرامية،وهي مكتوبة عند السامريين باللغة السامرية،و الكاثوليك والأرثوذكس يعتمدون الترجمة اليونانية،وأما اليهود والبروتستانت فلقد اعتمدوا الترجمة العبرانية على الرغم من أن البروتستانت جاءوا بعد الكاثوليك والأرثوذكس،وما من ترجمة تصدر إلا ويصدر معها نصوص زائدة أو ناقصة وتلاعب فاضح رغم أنها متشابهة في عمودها الفقري،فالنص السامري يختلف عن النص اليوناني في الأسفار الخمسة بما يزيد على أربعة آلاف اختلاف،كما أن النص اليوناني يختلف عن النص العبري بما يزيد على ستة آلاف اختلاف، فعلى سبيل المثال، مما زادت به التوراة الكاثوليكية على العبرية البروتسنتية ما جاء في سفر الخروج،حيث ذكر النصان ولادة جرشوم ابن موسى، ثم انفرد النص الكاثوليكي، فقال: "وولدت أيضاً غلاماً ثانياً ، ودعا اسمه العازر فقال : من أجل أن إله أبي أعانني وخلصني من يد فرعون"
( الخروج 2/22 )، وهذه الفقرة غير موجودة في التوراة العبرانية التي يؤمن بها اليهود والبرتستانت.
ومثلها قول إبراهيم في النص اليوناني الذي أثبتته نسخة الرهبانية اليسوعية: "الرب إله السماء وإله الأرض الذي أخذني من بيت أبي" (التكوين 24/7)، وقوله: "وإله الأرض" محذوف من نسخة البروتستانت، التي تعتمد النص العبري فقط.
ومن الاختلافات بين توراة الكاثوليك والبرتستانت ما جاء في سياق طلب موسى من الله أن يردف معه أخاه هارون نبياً، فيجعل النص العبراني كلام موسى مجافياً للأدب، فقد قال موسى للرب: "استمع أيها السيد، أرسل بيد من ترسل ، فحمي غضب الرب على موسى " ( الخروج 4/14 - 15)، لكن النص الكاثوليكي يقدم صورة محسنة لخطاب موسى للرب، فيقول:
" رحماك يا رب، ابعث من أنت باعثه "، لكن الأدب الجم الذي ذكروه لم يمنع من حلول السخط على موسى، إذ يكمل النص الكاثوليكي فيقول:
"فاتقد غضب الرب على موسى"!
ومن صور الاختلاف بين نسخ التوراة الخلاف المشهور بين السامريين والعبرانيين في الجبل المقدس الذي أمر الله ببناء الهيكل فيه، فالعبرانيون يقولون : جبل عيبال، لقوله :" تقيمون هذه الحجارة التي أنا أوصيكم بها اليوم في جبل عيبال " ( التثنية 27/4 )، وفي السامرية والترجمة اللاتينية والنسخ الكاثوليكية التي اعتمدت عليها أن الجبل جرزيم، ففيها: "تقيمون الحجارة هذه التي أنا موصيكم اليوم في جبل جرزيم".....
ولو أن كل المحققين في الدنيا لو اجتمعوا على أن يحاولوا الجمع بين هذه الترجمات والتناقضات ،والمجيء بالقرائن والشواهد كلها ،فإن جل ما يستطيعون الوصول إليه هو نص يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، أي إلى نص كتب بعد موسى بألف سنة،أما الوصول إلى النص الذي كتبه موسى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فدونه نجوم السماء ولا نبالغ.
يفتخر النصارى اليوم بوجود الآلاف من المخطوطات للكتاب المقدس، لكن المفاجأة أن هذه الآلاف من المخطوطات لا يعرف كاتبها، ولا يدرى عن مدى موثوقيته وأمانته وتمكنه من عمله كما نبين بإذن الله ، لا يوجد فيها مخطوطان متطابقان،وهذا أحد كبار علمائهم فريدريك جرانت يقول في كتابه
" الأناجيل أصلها، ونموها :" إن أول نص مطبوع من العهد كان ذلك الذي قام به إرازموس عام 1516م، وقبل هذا التاريخ كان يحفظ النص في مخطوطات نسختها أيدٍ مجهدة لكتبة كثيرين، ويوجد اليوم من هذه المخطوطات 4700 ما بين قصاصات من ورق إلى مخطوطات كاملة على رقائق من الجلد أو القماش.
إن نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف اختلافاً كبيراً، ولا يمكننا الاعتقاد بأن أياً منها نجا من الخطأ ... إن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على أيدي المصححين الذين لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة "ولقد أشار فريدريك إلى مسألة في غاية الأهمية ألا وهي أحجام الصفحات والكتابة،فأحجام المخطوطات والمكتوب فيها سيختلف حتما فيما بينها،وعملية تحقيقها ونقلها إلى الشكل الحالي الذي نعرفه ونألفه سيؤثر على مصداقيتها وتوثيقها كعامل آخر يضاف ليزيد البلة في الطين،بل وتأتي دائرة المعارف الأمريكية وتقول: "لم يصلنا أي نسخة بخط المؤلف الأصلي لكتب العهد القديم، أما النصوص التي بين أيدينا، فقد نقلتها إلينا أجيال عديدة من الكتبة و النساخ، ولدينا شواهد وفيرة تبين أن الكتبة قد غيروا - بقصد أو دون قصد منهم - في الوثائق والأسفار، التي كان عملهم الرئيسي هو كتابتها ونقلها".
وقام مجموعة من العلماء وكبار القسس في ألمانيا في القرن التاسع عشر بجمع كل المخطوطات اليونانية في العالم كله، وقارنوا بينها سطراً سطراً، فوجدوا فيها مائتي ألف اختلاف، كما أعلن مدير المعهد المختص بذلك في جامعة ميونيخ الأستاذ بريستل.
ويزداد أمر هذه المخطوطات سوءاً إذا علمنا أن موسى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة عاش في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، فيما أقدم المخطوطات التوراتية يعود لما بعد ميلاد المسيح – إذا استثنينا مخطوطات قمران المكتشفة حديثاً بجوار البحر الميت(إن ثبت فعلاً أنها مكتشفة وليست مزورة بأساليب العلم الحديث) والتي تعود للقرن الثاني قبل الميلاد - أي أن بين هذه المخطوطات وبين موسى ما يقارب الستة عشر قرناً فقط؟!
والآن نتكلم عن نقضها من الداخل بعد أن انتهينا من نقضها من الخارج مستعينين بالله وحده ثم بأقوال أهل الاختصاص جزاهم الله عنا كل خير.
إذ يدعي النصارى بأن التوراة المزعومة قد كتبها موسى عليه السلام،جاء في سفر التثنية 31/9 – 10" وكتب موسى هذه التوراة، وسلمها للكهنة بين لاوي حاملي تابوت عهد الرب" وكان من المفروض أن تكون هذه آخر عبارة في التوراة، ولكن الذي نراه أنه جاء بعدها ثلاث إصحاحات، والمفروض أن التوراة سلمت للكهنة من بني لاوي، مما دل على أن المكتوب من قبل موسى ليس النص الذي يحكي القصة،طب أليس النصارى يدعون بأن موسى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة كتبها؟فمن كتبها إذن؟
بل وتذكر التوراة أحداثاً حصلت بعد وفاة موسى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ومثال ذلك:
" وأكل بنو إسرائيل المن أربعين سنة، حتى جاؤوا إلى أرض عامرة، أكلوا المن حتى جاءوا إلى أرض كنعان "خروج 16/35 وليس ذلك فحسب،ولكن وردت نصوص في التوراة تصف المن وصف شخص شاهد وعاين عملية الأكل والطهي ، "وأما المنّ فكان كبزر الكزبرة، ومنظره كمنظر المقل، كان الشعب يطوفون ليلتقطوه، ثم يطحنونه بالرحى، أو يدقونه في الهاون، ويطبخونه في القدور، ويعملونه ملّات، وكان طعمه كطعم قطائف بزيت" العدد 11/7-8 و الخروج 16/31
وإن ظن أحد من الناس بأن كل هذا على سبيل التنبؤ و اطلاع نبي الله موسى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة على الغيب بإذن الله و وحيه وإخبار الكتاب المقدس عن غيبيات،فهذا نص يبطل هذا الادعاء، فقد جاء في سفر التثنية " فمات هناك موسى عبد الرب في أرض مؤاب حسب قول الرب، ودفنه في الجواء في أرض مؤاب مقابل بيت فغور، ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم، وكان موسى ابن مائة وعشرين سنة حين مات، ولم تكل عينه ولا ذهبت نضارته، فبكى بنو إسرائيل في عربات مؤاب ثلاثين يوماً، فكمُلت أيام بكاء مناحة
موسى "34/5 – 8 التثنية
بل والطامة في كل هذه النصوص،والذي يؤكد أنها ليست على سبيل التنبؤ بالمستقبل،أن صيغة الكلام عن المستقبل تكون مثل"سيحدث كذا،وسيموت فلان،و سيدفن فيما بعد في الأرض كذا"وهذه النصوص وغيرها تتحدث بصيغة الكلام عن أمور قد مضت رغم أن التوراة نزلت على موسى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة في حياته.
وكذلك الأمر بالنسبة للأسفار الأخرى ،لا يعرف كاتبها ،فسفر يشوع مثلاً،إذا سألت النصراني من كتبه،فإما أن يقول لك أن الذي كتبه هو يشوع ،وإما أن يسكت لأن كاتبه غير معروف،وعلى سبيل المثال جاء فيه:" وعبد إسرائيل الرب كل أيام يشوع وكل أيام الشيوخ الذين طالت أيامهم بعد يشوع والذين عرفوا كل عمل الرب الذي عمله لإسرائيل" يشوع 24/31.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى سفر القضاة فهو منسوب إلى النبي صموئيل نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة آخر قضاة بني إسرائيل أو عزرا وهو قاض آخر،جاء فيه أيضاً ذكر الملوك،وعصر الملوك جاء بعد عصر القضاة:" وفي تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل " القضاة 17/6.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى سفري صموئيل الأول والثاني فهما منسوبان إلى نبي الله صموئيل نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة الذي أمر بني إسرائيل بطاعة طالوت الذي هزم جالوت كما ثبت في القرآن ، لكن السفر الأول منهما يذكر وفاة النبي صموئيل ودفنه "فمات صموئيل، فاجتمع إسرائيل، وندبوه، ودفنوه " صموئيل الأول 25/1،إذا كان صموئيل قد مات في السفر الأول فمن الذي كتب الأول ومن الذي كتب الثاني؟!
وكذلك بالنسبة لسفري عزرا ونحميا،وهما منسوبان إلى عزرا و نحميا،فنحميا كان معاصرا للسبي البابلي،ويتحدث سفره عن يشوع اللاوي العائد من السبي بعده " وهؤلاء هم الكهنة واللاويون الذين صعدوا مع زربابل بن شألتيئيل ويشوع" نحميا 12/1،بل ويتحدث السفر عن الجيل الخامس ليشوع اللاوي، فيقول: "يشوع ولد يوياقيم ، و يوياقيم ولد ألياشيب، و ألياشيب ولد يوياداع، ويوياداع ولد يوناثان ، ويوناثان ولد
يدوع" نحميا 12/10 – 11.
وأما سفر أستير ،فهو يتحدث عن ملكةَ يهودية لفارس ،وذات نفوذ تستخدمه لصالح الشعب اليهودي،والغريب أن اسم الله لم يذكر في هذا السفر على الإطلاق!ولا نعلم لماذا لم يحترز من ذكر اسم الله في سفر نشيد الإنشاد وهو مليء بالكلمات الفاحشة التي لا تليق ببشر لديه أدنى مروءة،فضلاً عن أنها لا تليق بنبي مثل سليمان نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ،فضلاً عن أنه من العيب والعار والشنار أن تنسب كلمات قذرة مثلها إلى الله عز وجل،وإليكم بعض النصوص في نشيد الإنشاد ونستغفر الله من أن يُنسَب إليه مثل هذا الكلام فضلاً عن أنبيائه عليهم الصلاة والسلام :
"نَشِيدُ الأَنْشَادِ الَّذِي لِسُلَيْمَانَ:لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ، لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ ،لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ، اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ، لِذلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى "1\1-2-3
"مَا دَامَ الْمَلِكُ فِي مَجْلِسِهِ أَفَاحَ نَارِدِينِي رَائِحَتَهُ،صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ"1\12-13.
"لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ"8\8
"أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً"8\10
والمثير للسخرية أنه ذُكر في مقدمة الآباء اليسوعيين: "لا يقرأ نشيد الإنشاد إلا القليل من المؤمنين، لأنه لا يلائمهم كثيراً".
ونود أن نشير بأن الكلمات الإباحية والعياذ بالله تعالى كثيرة جمة في الكتاب المقدس،والعلة الكبرى في ذلك أنه جاء ليتلاءم مع طبيعة الشعب الروماني الغارق في الإباحية فضلاً عن الوثنية .
نعود إلى تحريف الأسفار،فنجد سفر أيوب أيضاً وهو منسوب إلى أيوب عليه الصلاة والسلام،فلقد جاء فيه ما يؤكد أن كاتبه شخص آخر مجهول،"تمت أقوال أيوب " أيوب 31/40.
بل وجاء في نهاية السفر " وعاش أيوب بعد هذا مائة وأربعين سنة ورأى بنيه، وبني بنيه إلى أربعة أجيال، ثم مات أيوب شيخاً وشبعان الأيام " أيوب 42/16
وأما سفر المزامير فهو منسوب إلى عدة مؤلفين، إذ ينسب إلى النبي داود ثلاثة وسبعون مزموراً، وإلى موسى مزمور واحد، وإلى أساف اثنا عشر مزموراً، وينسب إلى بني قورح تسعة مزامير، ومزموران إلى سليمان، وآخر إلى ايثان، وتسمى المزامير الباقية (51 مزموراً) بالمزامير اليتيمة لأنه لا يعرف قائلها!!!بل وكيف وصفت بالوحي؟ وهل كان بنو قورح أيضاً أنبياء؟ وهل كان أساف كبير المغنيين في بلاط داود نبياً؟ وما أدلة نبوة هؤلاء؟بل وهي الأخرى منسوبة بكاملها إلى عهد بعد سليمان وداود عليهما السلام فلقد جاء فيها "اللهم إن الأمم قد دخلوا ميراثك، ونجسوا هيكل قدسك، وجعلوا أورشليم أكواماً، دفعوا جثث عبيدك طعاماً لطيور السماء " 79/1 – 2فهي تتحدث عن السبي البابلي الذي جاء بعد سليمان وداود عليهما السلام كما ذكرنا في المقدمة عن تاريخ بني إسرائيل .
وأما من الناحية المسلكية التربوية فإن الكتاب المقدس لا يصلح أن يكون كتاب عقيدة ومنهج للبشرية على الإطلاق،فالكتاب المقدس يتحدث عن تجسيد الله حاشاه وجل في علاه " وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا " ( التكوين 1/26 )، وفي أكبر كنائس الكاثوليك في روما ( كنيسة " سانت بيتر") رسم الرسام مايكل أنجلو صورة لله-حاشاه- تشبه البشر،بل وحتى في بلداننا الإسلامية نجد تصاوير منسوبة لله جل في علاه في الكنائس والعياذ بالله،بل ويذكر هذا الكتاب أوصافاً لله وحاشاه ، "وجلس القديم الأيام، لباسه أبيض كالثلج، شعر رأسه كالصوف النقي، وعرشه لهيب
نار "دانيال 7/9 .
،وجاء في وصف عينيه وأجفانه" عيناه تنظران، أجفانه تمتحن بني آدم " المزمور 11/4 .
وجاء في وصف شفتيه " شفتاه ممتلئتان سخطاً، ولسانه كنار آكلة، ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرقبة " إشعيا 30/27 - 28 .
بل ويصفونه قبحهم الله كما لو أنهم يشاهدون فلماً كرتونياً للأطفال" صعد دخان من أنفه، ونار من فمه " ( المزمور 18/9).
وقدميه أيضاً " نـزل وضباب تحت رجليه " المزمور 18/9 ، وليس ذلك وحسب،لكنهم ادعوا بأنهم رأوه بأعينهم" لما صعد موسى وهارون وناراب وأبيه و وسبعون من شيوخ إسرائيل رأوا إله إسرائيل، وتحت رجليه حلية من العقيق الأزرق الشفاف، كالسماء في النقاء، ولكنه لم يمد يده إلى أشراف إسرائيل " الخروج 24/9 – 11
وليت الأمر توقف على كل ما سبق،بل اقرأوا معي هذه القصة " فبقي يعقوب وحده، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر، ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه، فانخلع حقّ فخذ يعقوب في مصارعته معه، وقال: أطلقني لأنه قد طلع الفجر،فقال: لا أطلقك إن لم تباركني. فقال له: ما اسمك؟ فقال يعقوب: فقال: لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب، بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت. وسأل يعقوبُ وقال: أخبرني باسمك. فقال: لماذا تسأل عن اسمي؟ وباركه هناك. فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل، قائلاً: لأني نظرت الله وجهاً لوجه" التكوين 32/24 – 32الله أكبر،إمعاناً منعهم في التمثيل قالوا"صارعه إنسان حتى طلوع الفجر"بل والمضحك المبكي أن يعقوب في هذه القصة رفض أن يطلق الله طالباً منه بركته،ومعنى كلمة فينيئيل وجه الله،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وانظروا أيضاً كيف نسبوا الجهل والقصور ونفوا علم الغيب عن لله جل في علاه" كلم الرب موسى وهارون ... فإني أجتاز في أرض مصر هذه الليلة، و أضرب كل بكر في أرض مصر من الناس والبهائم، وأصنع أحكاماً بكل آلهة المصريين. أنا الرب، ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها، فأرى الدم، وأعبر عنكم، فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر " ( الخروج 12/1 - 13)ومعنى الكلام أن الله سينزل ويحارب الناس والبهائم في مصر،وطلب من اليهود أن يضعوا على أبواب بيوتهم الدم علامة وإشارة حتى يعرفها ولا يقربها.
بل وينسبون الندم إليه أيضاً" ندمت على أني جعلت شاول ملكاً، لأنه رجع من ورائي، ولم يقم كلامي " صموئيل الأول 15/10.
وينسبون الحزن أيضاً"رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم، فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض، وتأسف في قلبه، فقال الرب: ... لأني حزنت أني عملتهم" التكوين 6/5-7
ومن المخازي التي يندى لها الجبين في هذا الكتاب المقدس نذكر أيضاً: "لأن بعلك هو صانعك، رب الجنود اسمه .. لأنه كامرأة مهجورة ومحزونة الروح، دعاك ربك" (إشعيا 54/1-6)
وفي موضع آخر أنه قال: "من أجل ذنوبكم طلَّقتُ أمكم" (إشعيا 50/1)
وخلاصة ما أردنا قوله،أن الإله الذي يحزن ،وينسى ،ويسهو ،ويخطئ ،ويندم ،ويتعب ،ويستريح ،ويتزوج ،ويطلق ،ويصف نفسه بامرأة،ويتصارع مع بشر فلا يقدر عليه،إله لا يستحق العبادة،وإن عُبِدَ فإنه لن يُعبد حق العبادة،وهذا هو واقعهم ،ثم إن التجسد يقتضي خلايا ،وأنسجة، و جوعاً، و عطشاً، وأكلاً ،وشرباً ،وتعباً ،وراحة، ونوماً ،ويقظة ،وصحة، ومرضاً، و ........ موتاً.ً
يتبع إن شاء الله











توقيع : أبو عائشة السوري

من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
و تذكر : لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :" كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله "

عرض البوم صور أبو عائشة السوري   رد مع اقتباس