وهذا جواب عن حديث وانت خليفتي ولي كل مؤمن بعدي قوله : ( إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ) قال عنه شيخ الإسلام بن تيمية : ( والجواب أن هذا ليس مسندا بل هو مرسل لو ثبت عن عمرو بن ميمون وفيه ألفاظ هي كذب على رسول الله كقوله أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنك لست بنبي لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي فإن النبي ذهب غير مرة وخليفته على المدينة غير علي كما اعتمر عمرة الحديبية وعلي معه وخليفته غيره وغزا بعد ذلك خيبر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره وغزا غزوة الفتح وعلي معه وخليفته في المدينة ) أهــ قلت : المقصود من كلام شيخ الإسلام هو قوله : ( لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ) أما حديث المنزلة فهو صحيح . ثانيا : قوله : ( وهو ولي كل مؤمن بعدي ) قال العلامة الألباني عليه رحمة الله : ( و هو بمعنى قوله : " من كنت مولاه فعلي مولاه ) وقال : ( فالحديث ليس فيه دليل البتة على أن عليا هو الأحق بالخلافة من الشيخين كما تزعم الشيعة لأن الموالاة غير الولاية التي هي بمعنى الإمارة ، فإنما يقال فيها : والي كل مؤمن ) أهــ قلت : وكذلك المؤمنون بعضهم أولياء بعض قال تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } فعلي ولي كل مؤمن وكذلك عمر وعثمان وباقي الصحابة رضوان الله عليهم وليس الأمر خاص بعلي .