ففيه وفي عبد الله بن أُبي نزلت الآية : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ - إلى قوله - وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ فالآيات نزلت فيمن تولى الله ورسوله والمؤمنين وتبرأ من حلف الكافرين، وهو عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه وارضاه فهي تأمرنا بأن نتخذ الله ورسوله والمؤمنين أولياء كما فعل عبادة بن الصامت، وتنهانا عن اتخاذ اليهود وإضرابهم أولياء كما فعل ابن سلول .
ولاشك أن الولاية هنا لا علاقة لها بـالإمامةأو الخلافة لأنها لم تكن موضع اختلاف فعبادة لم يكن متخذاً اليهود أئمةأو خلفاء، وإنما كان حليفاً لهم ونصيرا. فهذاالحلف هو الولاية التي نهى الله أن تتخذ من دون المؤمنين – كما هو شأن المنافق عبدالله بن أُبَي بن سلول الذي تولى اليهود دون المؤمنين- أي حالفهم وناصرهم.
كقوله تعالى : لاَ تَجدُ قَوْمًاً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواآبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ المجادلة/22.
وقوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوالاَ تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّواالْكُفْرَ عَلَى الإْيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ التوبة/23. وليس معنى ذلك: لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أئمة.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَالممتحنة/1.
المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضالتوبة/17. وليس معناه : المؤمنون والمؤمنات بعضهم أئمةوخلفاء بعض، وإلا صار عددهم بلا حصر ، سيما وأن المؤمنات لا يصلحن لـالإمامة.
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواتَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُواوَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُون * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآْخِرَةِفصلت/30-31
لاَيَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍآل عمران/28.
وهذا هو معنى قوله تعالى : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوابالضبط . فالآيةالأولى تنهى عن اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين . والثانية تأمر باتخاذ المؤمنين أولياء دون الكافرين . والمعنى واحد تماما . وليس معنى المؤمنين هنا أشخاصاً معينين بأسمائهم . ولا معنى أولياءهو أئمةأوخلفاء .
يتبع