وذلك مستحيل ؛ لأن الأخبارمجمعة على أن علياً - لاسيما عند نزول الآية - كان فقيراً إن التنصيص على شخص وتعيينه بصفة ليست فيه.. كذبٌ ، وتعيينه أوتشخيصه بصفة خفية- بل فعل منقطع خفي- لا يفعله عاقل. وذلك كله لا يليق بشأنه سبحانه .
إن علياً لم يؤد الزكاة لأنه فقير. وأداء الزكاة حال الصلاة أمرخفي وفعل منقطع، فكيف يرتب الله عليه أمراً عظيماً هو أصل من أصول الدين؟!
الثامن : إثبات أن علياً تصدق بخاتم حال الركوع .
وهذا - حتى لو ثبت - لا ينفع لسببين مهمين أساسيين :
الأول: إن هذااحتجاج بالرواية وليس بالآية وذلك لا يصح في الأصول .
الثاني: إن هذا غايته أن يكون سبباً للنزول، وقد تقرر في الأصول أن العبرةبعموم اللفظ لا بخصوص السبب وإلا فلو حصرنا كل آية بسببها لتعطلت أحكام القرآن.
وقد ورد - كما أسلفت - أن الآية نزلت في عبادة بن الصامت . ولكنها لا تخصه وحده بل قد يكون غيره أولى منه بها -كما سيأتي- لتحقق الوصف فيه أكثر من تحققه فيمن نزلت فيه .
وهكذا قوله تعالى : وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَات اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤوفٌ بِالْعِبَادِالذي نزل في صهيب الرومي رضي الله تعالى عنه لما فدى نفسه بجميع ماله وهاجر ابتغاء مرضاة الله. والذين يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله كثيرون ، ومنهم منهو أفضل منه كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي. فالآية لا تدل على أكثر من الفضيلة. فهي فيفضل من نزلت فيه قطعاً ، لكنها ليست خاصة به حكماً.
يتبع