المسألة الخامسة دلالة صلة الموصول
(وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (75) الأنفال
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (29) الفتح
صلة الموصول هي الجملة التي تأتي بعد الاسم الموصول. والاسم الموصول هو ما ذكرناه في المسألة السابقة.
فهذه الجملة لها دلالة ومعنى للاسم الموصول فهناك فرق بين قولك:
جاء محمد الكريم، وجاء الذي يكرم.
 |
|
 |
|
دلالة صلة الموصول على إيمان الصحابة  |
|
 |
|
 |
1- الثبوت: الصفة التي بعد الاسم الموصول تدل على أنها تكررت تكررت في هذا الشخص حتى صارت صفة ثابتة عميقة قائمة مقام التعريف لهذا الشخص فبدل أن تقول هذا فلان تقول هذا الذي آمن وهاجر وناصر...
فصارت هذه الصفات قائمة مقام الاسم العلم الذي به يعرف صاحبه؛ وذلك لثبوتها ورسوخها فيهم رضوان الله عليهم، فإيمانهم باق ثابت لم يتغير بشهادة رب العالمين.
كما تقول: هذا الذي يكرم أباه، فصارت صفة الكرم راسخة فيه.
2- التعليل: أيضا تدل هذه الصفة على التعليل والتفسير فهي تعلل وتفسر لنا الخبر مثال (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون) لماذا يضحكون؟ لأنهم أجرموا.
فالله تعالى لم أعد للصحابة
مغفرة ورزقا كريما؟ لأنهم أمنوا وهاجروا وجاهدوا ونصروا.
كما تقول: الذي اجتهد نجح.
لم نجح؟ لأنه اجتهد.
أيقول عاقل بعد كل هذه الدلائل الواضحات البينات أن الصحابة
ارتدوا؟؟!!
والله لا يقول ذلك إلا من افترى على الله كذبا.