بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد ...
فإن السؤال في أصله يحمل فساداً واضحا
إذ الإمام عندنا معصوم والمعصوم لا يجتهد إذ الإجتهاد مرتبط بمن هم دون أهل العصمة
فيكون الجواب : تنازل عصمةً ، وليس ذلك لأن معاوية أهلاً للخلافة بل لإعتبارات أخرى معلومة في هذا المقام إذ لا يخفى أن الإمام قد عزم على قتال معاوية
روى البخاري في صحيحه ج3-ص169 بإسناده عن الحسن البصري قال :
(استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال .. الخ)
فيكون هذا هو جوابنا على هذه الشبهة التي يرددها البعض وهي ركيكة كما لا يخفى على العاقل المتدبر
وفي المقام نسأل سؤالاً نقضياً ونجعلكم أيها الأعزاء بأنفسكم تهدمون هذه الشبهة
فنقول : أتفق علماء السنة بلا خلاف بينهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم معصوم في مجال التشريع الإلهي وما يتضمنه من تطبيق أحكام الله تعالى إذ يأمر من استحق الحد أن يُحد ومن يستحق التعزير أن يُعزر ومن يستحق القصاص أن يُقتص منه
وأتفق علماء السنة بلا خلاف أن رأس المنافقين (ابن أبي سلول) هو رأس من اتهم السيدة عائشة بالإفك والبهتان .. واتفق علماء السنة أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد حد جميع من تكلم في هذا الإفك ولكن لم يحد ابن أبي سلول
قال ابن القيم الجوزية في زاد المعاد ج3-ص231 :
( ولما جاء الوحي ببراءتها أمر رسول الله
بمن صرح بالإفك فحدوا ثمانين ثمانين ولم يحد الخبيث عبد الله بن أبي مع أنه رأس أهل الإفك )
السؤال : هل ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحد عن ابن أبي سلول مع علمه به ، عصمةً أم اجتهاداً ؟
والحمد لله تعالى