ثم ننتقل للقسم الثاني من الرد :
تبين بوضوح تهافت دليل الشيعة الذي استدلوا به
وعجزهم كالعادة عن إثبات خرافاتهم من كتبهم
لذا نراهم يهربون لكتب أهل السنة للبحث عما يمكن
أن يسعفهم ليقنعوا عامتهم و دهمائهم بباطلهم .
حتى يقولوا لعامتهم : أننا نثبت ديننا من كتب مخالفينا !
أقول : بعد فشلهم من إثبات دينهم من كتبهم هربوا لكتب
أهل السنة للتسول , فيستدلون باستدلالات
عوجاء يسمونها أدلة ! ولا ارتباط بين الدليل الذي أتوا به
وبين بدعتهم إلا التلبس و التضليل والجهل و الفقه
الأعوج الذي تعلموه في حوزاتهم .
وبعد تفتيشهم و تعبهم قالوا وجدنا الدليل !
قلنا لهم : ما هو دليلكم ؟
قالوا :
ذكر الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 144) :
" شعبة : أنبأنا محمد بن عبيد الله الثقفي، سمع أبا صالح يقول :
شهدت عليا وضع المصحف على رأسه ، حتى سمعت تقعقع
الورق فقال : اللهم إني سألتهم ما فيه ، فمنعوني ، اللهم إني
قد مللتهم وملوني ، وأبغضتهم وأبغضوني ، وحملوني على غير
أخلاقي ، فأبدلهم بي شرا مني ، وأبدلني بهم خيرا منهم
ومث قلوبهم ميثة الملح في الماء " اهـ .
وذكر القصة الإمام الفسوي في كتابه المعرفة والتاريخ ـ (3 / 216) :
" حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ثنا إبراهيم بن سعد عن
شعبة عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي عن أبي صالح
الحنفي قال : رأيت علي بن أبي طالب أخذ المصحف [ فوضعه ]
على رأسه حتى لأرى ورقه يتقعقع ثم قال : اللَّهمّ إنهم منعوني
[ أن أقوم في الأمة ] بما فيه فأعطني [ ثواب ] ما فيه ، ثم قال :
اللَّهمّ إني قد مللتهم و ملوني ، و أبغضتهم و ابغضوني ،
و حملوني على غير طبيعتي و خلقي و أخلاق لم تكن تعرف لي
فأبدلني بهم خيرا منهم و أبدلهم بي شرا مني ، اللَّهمّ أمت
قلوبهم ميت الملح في الماء - قال إبراهيم : يعني أهل الكوفة " اهـ .
أقول : هذا الدليل هو غاية ما وجده الشيعة المساكين لإثبات بدعتهم !
والجواب : أن هذه الرواية بعيدة الدلالة بل لا تدل على بدعة
وضع المصحف فوق الرأس ليالي رمضان أصلا لأسباب :
1- لقد ثبت عن النبي
و علي و الحسن و الحسين
وبقية أهل البيت
دعاء الله تعالى آلاف المرات
ولم يثبت عن أحدهم أنه فعل هذا الفعل , بل حتى من جاء
بعد علي لم يثبت عنه أنه فهم من هذا الفعل استحباب
أو مشروعية وضع المصحف على الرأس عند الدعاء
وما يورده الشيعة من رويات في مذهبهم فهي تالفة
السند ولا تثبت كما مر , وعليه لم يثبت هذا الفهم عن
أهل البيت
وليس هو من دينهم , مما
يؤكد بطلان استدلال الشيعة المعاصرين بهذا الدليل
الذي لم يستدل به أهل البيت أنفسهم .
2- أنه قد وردت هذه القصة مرسلة في كتب الشيعة
ككتاب الغارات للثقفي و فيها :
" عن أبي أبي صالح الحنفي قال رأيت علياً 
(( يخطب )) وقد وضع المصحف على رأسه ......" ص317 .
أقول : فسياق القصة أن عليا
كان ( خطيبا )
يخاطب شيعته أهل الكوفة ورفع المصحف عاليا مخاطبا
لهم ومبينا قبح أفعالهم فقال كما مر :
" اللهم إني سألتهم ما فيه " , أي هذا المصحف المرفوع .
و في الرواية الأخرى :
" اللَّهمّ إنهم منعوني [ أن أقوم في الأمة ] بما فيه "
أي هذا المصحف فكان خطابه
من
باب الإشارة إلى هذا المصحف ومخالفة شيعته من أهل الكوفة
للكتاب لا من باب مشروعية رفع المصحف عند الدعاء كما هو واضح .
3- ثم يقال لو كان استدلالكم صحيحا وهو استدلال فاسد ولا شك
لكان رفع المصحف مشروع في كل دعاء و من الخطأ الفادح
تخصيصه ليالي رمضان ! , لكن يغلب على ظني
– وإن كنت لا أجزم به – أن الذي لفق لهم هذه الفكرة
وجعلها من أعمال ليالي رمضان شيخهم المشهور بالشعوذة
المدعو ( ابن طاووس ) في كتابه إقبال الأعمال , وابن طاووس
هذا هو من أغرق دين الشيعة في البدع والخرافات واختراع
العبادات دون دليل ومستند بل زعم
هذا الدجال أنه التقى بالمهدي ! .
حتى قال شيخ الشيعة الخونساري في كتابه
( روضات الجنات 4 / 318 ) معترفا أن ابن طاووس هو من
يخترع للشيعة العبادات الجديدة فقال :
" يرى نفسه مأذونا في جعل وظائف مقررة لمواضع مكرمة
ومواقف صالحة , كما أنه يذكر أعمالا من عند نفسه " ! .
4- من الطريف أن يكون دليل الشيعة الذي استدلوا به كان
في سياق الطعن في سلفهم وأجدادهم من شيعة الكوفة
و بيان قبح أفعالهم , فجعلوا من سياق توبيخ أجدادهم دليلا
على ابتداع بدعة جديدة , ولم يأخذوا بكلام علي 
وهذا يدل أنهم لا زالوا على خطى أسلافهم الذين قال
عنهم
: " اللهم إني قد مللتهم وملوني
وأبغضتهم وأبغضوني، وحملوني على غير أخلاقي
فأبدلهم بي شرا مني، وأبدلني بهم خيرا منهم " .
فلم يفهموا من دليل توبيخ أجدادهم إلا فهم أعوج
لما يقوله لهم علي
كعادتهم متبعين في
ذلك إخوانهم الذين آذوا موسى .
و الحمد لله رب العالمين