السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدينا في اللغة العربية أربعة أنواع من الكتابة - أو الرسم الإملائي :
(أ) - الكتابة الإملائية المعتادة .
(ب) - الكتابة العروضية .
(جـ) - الكتابة الإملائية للشعر في بعض الحالات .
(د) - رسم المصحف الشريف .
---------------------------
(أ) - الكتابة الإملائية المعتادة :
طبعا هي التي نطالعها في الكتب والصحف والمجلات ، ويستعملها الناس في حياتهم كوسيلة حضارية أو حياتية .. أو هي التي تراها أمامك في هذا الموضوع .
------------------
(ب) - الكتابة العروضية :
وهي التي سنتطرق إليها في هذا الموضوع ونجعل التبويب (جـ) في موضوع مستقل .
أما الكتابة العروضية فهي : كتابة مساوية للنطق تماما - دون زيادة أو نقصان - فكلمة مثل (هذا) تكتب عروضيا هكذا (هاذا).. وهي أول ما يجب أن يتقنه دارس العَروض ، وهذا يتطلب بالضرورة عدم الخلط بين السكون والحركة ، وتعرف الحرف المشدد وغير المشدد ، والمنون وغير المنون ، ومواضع همزة الوصل وهمزة القطع ، واللام والقمرية واللام الشمسية ، والإلمام بقاعدة التقاء الساكنين .. وعلى الجملة م، معرفة الضبط والنطق الصحيحين .
والقاعدة الضابطة للكتابة العَروضية هي أن (( ما ينطق يُكتب ، وما لا يُنطق لا يكتب )).
وفي سبيل تحقيق ذلك يجب مراعاة عدة أمور ، منها :
1 - الحرف المشدد يحول في الكتابة العروضية إلى حرفين (( ساكن + متحرك )) ، مثل :
( كلُّ شيء بقضاء ) فكلمة ( كلُّ ) هنا تكتب عروضيا هكذا : كُ لْ لُ .
2 - التنوين يكتب نوناً ، مثل : (شيْء ) تكتب ( شيئنْ ) ، ومثل (كتاباً) تكتب (ك تَ اْ بَ نْ ) *
3 - ألف الوصل تحذَف إذا لم نبدأ بها النطق ، مثل :
( والحرب في حق لديك شريعة ٌ ) فكلمة ( والحربُ ) تكتب هكذا : ( وَ لْ حَ رْ ب ُ ) .
4 - اللام الشمسية تحذف أيضا ، لأنها لا تظهر في النطق ، مثل :
( والطّبع ) فإنها تكتب هكذا ( وَ طْ طَ بْ عُ ) ، أي تحذف ألف الوصل واللام الشمسية .
5 - إذا التقى ساكنان حرك الأول ، مثل :
(أ) ( عن المرء ) تكتب عروضا هكذا : ( عَ ن ل ْمَ رْ ء ) لاحظ أننا حركنا النون في كلمة ( عَنْ ) لالتقاء الساكنين ، وحذفنا ألف الوصل من كلمة ( المرء ) ، أو قل إننا كتبنا الكلمتين كما ننطقهما .
(ب) فإن كان ما قبل الساكنين حرف مد ( الألف أو الواو أو الياء ) فإنه يحذف ، مثل ( أفدي الوطن ) إذ يكتب عروضيا هكذا : ( أَفْد لْوطن ) ( تذكر أن الضابط لكل ذلك هو النطق ، فما ينطق يكتب ، وما لا ينطق لا يكتب ) .
6 - الحروف التي تحذف في الخط العادي ، تكتب في الخط العروضي ، من مثل : ( هذا ) تكتب ( هاذا ) . هؤلاء تكتب ( هاؤلاء ) ( الرحمن ) تكتب ( أررحمان ).
7 - الحروف التي تزاد في الخط العادي لا يعتد بها في الخط العروضي ، مثل : ( مائة ) تكتب ( مئة ) - (حضروا ) تكتب ( حضرو ) -( أولائك ) تكتب ( ألائك ) .
وقس على ما سبق عند الكتابة العروضية ، عملا بالقاعدة الضابطة لها ( كل ما ينطق يكتب ، وما لا ينطق لا يكتب ) .
8 - يكون إنشاء الشعر - أحيانا - هو الضابط وحده ، ومثال ذلك :
إذا المرءُ لَمْ يدنس من اللؤم عرضُهُ *** فكل رداء يرتديه جميلُ
فحركة الهاء في كلمة ( يرتديه ) لا تشبع ، بينما تشبع في مثل قول الشاعر :
نطالب بالحق في أمة *** جرى دمها دونهُ وانتشرْ
إٍذ نكتب ( دونهُ ) - عروضيا - هكذا : ( دُونَهو )
كما نشبع ميم الجمع في مثل قول الشاعر :
أوصيكمُ بتقى الإله فإنه *** يعطي الرغائب من يشاء ويمنعُ
ومن مثل قول الشاعر :
إن الزمان الذي ما زال يضحكنا *** أنساً بقربهمُ ما زال يبكينا
9 - إذا كان آخر حرف في البيت مضموما ، أشبعنا الضمة حتى يتولد عنها واو مد ، مثل :
ولست بعلام الغيوب وإنما *** أرى بلحاظ الرأي ما هو واقع
فآخر كلمة في هذا البيت تكتب عروضيا هكذا : ( واقعو ).
وقل مثل ذلك فيما آخره كسرة ، كقول الشاعر :
فإذا القرابة لا تقرب قاطعا *** وإذا المودة أقرب الأنساب
فالباء الأخيرة تكتب عروضيا : ( بي ) .
فإن كان آخر البيت مفتوحا لزم وضع ألف بعده ، سواء في الكتابة الإملائية أو في الكتابة العروضية ، كقول الشاعر : وكنت إذا سألت القلب يوما *** تولى الدمع عن قلبي الجوابا
فكلمة القافية أصلها (( الجواب )) ولذا لزم إضافة ألف بعد الباء .
هذه الألف تسمى ألف الإطلاق ، وهي خاصة بالكتابة الشعرية التي تختلف بعض الحالات عن كتابة النثر ، كما سنوضح في موضوع لاحق .
------------------------
* ليس للكتابة العروضية شكل إملائي بعينة ، فكلمة (كلُّ) مثلا يمكن أن تكتب ( كُ ل ْلُ ) أو ( كُلْ لُ ) أو ( كُلْلُ ) - وقس على ذلك .