31-10-12, 11:16 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2011 |
العضوية: |
5178 |
المشاركات: |
4,486 [+] |
الجنس: |
انثى |
المذهب: |
أهل السنة والجماعة |
بمعدل : |
0.91 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
27 |
نقاط التقييم: |
510 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
البيــت العـــام
القاعدة السادسة: إعلان الانتماء لكل المسلمين، والحرص على عدم تفريق وحدتهم العامة
(وقال: إنني من المسلمين) ف (من ) هذه تفيد التبعيض كما هو معلوم عند اللغويين. والمعنى أنك واحد من المسلمين، جزء من كل، فالدعوة إلى الله هي دعوة إلى الله،وانتماء عام لكل المسلمين. وفي ذلك راحة من مضايق الهيآت والجماعات. فما أجمل أن تجيب أيها الداعي إلى الله إذا سئلت: (من أي جماعة أنت؟) فتقول: (من المسلمين)! ذلك الحق من رب العالمين، {فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون}(يونس: 32)
القـاعدة السـابـعـة: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة}
هذا مبدأ ثابت من مبادئ القرآن ، فاثبت عليه، لا يستوي الخير والشر، لا يستوي الحق والباطل، لا يستوي المعروف والمنكر، لا يستوي الكلام الطيب والكلام الخبيث، ونتيجة ذلك دعويا: لا تستوي الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن، والدعوة إليه بالتي هي أخشن. لا يستوي في ميزان الله من يقرب الناس من الله ويعرفهم بجماله وجلاله، ومن ينفرهم عنه ويجهلهم بقدره، وإن ظن أنه بذلك يحسن صنعا، فلا تغتر به! هذا كتاب ربنا واضح في المسألة وضوح الشمس في رابعة النهار. وتلك سنة نبينا قاطعة بأن المنهج الدعوي الإسلامي إنما هو ما اتسم بالحلم والأناة، والتيسير على الناس في طريق تعريفهم بحقوق ربهم. ذلك هو الحق الثابت أبدا: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة}
القاعدة الثامنة :دفع الشر بالخير
وهي تفسير للقاعدة السابقة، وبيان لها، وتحقيق خاص لمناطها العام: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}. فالعلاقة بين القاعدتين هي العلاقة بين المبدأ الكلي والتطبيق الجزئي كما العلاقة بين المطلق والمقيد، وذلك مثلا حيث يواجهك الخصوم في الدعوة إلى الله من أهلك وعشيرتك، أو حكومتك ، أو يحاصرونك؛ فاقتد برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تلتفت إلى غيره، إياك أن تغلبك الرغبة الجامحة في الانتقام؛ لا يستفزنك تحرشهم، ولا يثيرنك جهلهم وعنتهم، خاصة وأن مناط الأحكام في الدعوة في هذا الزمان غالب أمره أنه يتنزل في بلاد المسلمين، ويخاطب من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فكيف تنزع إلى العنف الجاهلي؟ - حاشا الجهاد في سبيل الله فهو ذروة سنام الإسلام- إنك إن تفقد منهج القرآن، وتخطئ سنة الرسول في الدعوة إلى الله؛ تفقد صفة الداعي إلى الخير، والله أمرك أن تدعو إلى الخير، كما بينت لنا الآية قبل: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير}، وتفقد صفة الداعي إلى الله، فلا تكون داعية إلا إلى نفسك
حذار من التشنج، حذار من الغضب لنفسك. مادمت قد جعلت نفسك لله فاجعل الكل لله، ولا تتحرك في الدعوة إليه تعالى إلا بما تقدر أنه لله. (ادفع بالتي هي أحسن) تلك المقدمة مسلمة في منهج الله، نتيجتها هي الحكمة المذكورة بوضوح في قوله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين} (النحل: 125). عجيب كم ضل كثير من الدعاة - مع الأسف- عن منهج الله؛ لما هجروا القرآن إلى غيره من الأهواء، مستجيبين لردود الأفعال. ألا ما أوضح القرآن، لو يبصرون.. {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر} (القمر:17) ولكن الضلال عمى
اقرأ مرة أخرى. وتدبر: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}. ذلك هو الأصل في المنهج الدعوي، وما سواه جزئي حادث، ولكل حادث حديث. وإنما الغاية عندنا في هذا الكتاب تقعيد الأصول
القاعدة التاسعة: في الصبر على الأخذ بالمنهج القرآني
ذلك أنه يحمل النفس في معاشرة الناس على ما تكره، من تحمل الأذى في الله، ودفع الشر بالخير، ودفع الجَهَلة بالحكمة والموعظة الحسنة، ودفع العداء بالتي هي أحسن. كل ذلك شديد على النفس؛ لأنها جبلت على محبة ذاتها، والانتقام لها؛ ولذلك قال في القاعدة التالية: {ما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}. فدرِّبْ نفسك على الصبر حيث يجب الصبر، وعلِّمْها كيف تكبح جماحها؛ حتى لا ترد الجهل بالجهل، والشر بالشر. فتزيغ عن الصراط المستقيم
القاعدة العاشرة: الحذر من الشيطان
وهاهنا لطيفة من اللطائف، ذلك أن بعض المسلمين قد يغيب عنه في فتنة الانغماس الاجتماعي؛ أن الشر من الشيطان. حقيقة كبرى قد تُنْسى.. اذكر هذا جيدا وجدد إيمانك به. إن الشيطان الملعون خلق من خلق الله، بل هو شر خلق الله، خلقه لحكمة الابتلاء. إنه ليس وهما ولا خيالا، إنه حقيقة. إنه يسعى لتضليل عباد الله، وأنت واحد ممن يستهدفه الشيطان بغوايته، وكل الناس معرض له. فتدبر..
يجب أن تعرف الشيطان وحيله الخبيثة. فالمؤمن الكيس الفطن هو من يسأل عن الشر مخافة أن يلحقه، فاسأل عنه حتى تعرفه. فإنك إن تجهل به تقع في أحابيله. والله عز وجل عرفنا به في غير ما آية من القرآن، فقال تعالى: {يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما. إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم. إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يومنون} (الاعراف: 27). وقال عز وجل في وجوب اتخاذ الشيطان عدوا: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}(فـاطر: 6). وقال عز وجل: {لعنه الله وقال لأتخذنَّ من عبادك نصيبا مفروضا. ولأُضِلَّنَّهم ولأُمَنِّيَنَّهم ولآمُرَنَّهم فليُبَتِّكُنَّ آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا. يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا. أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا}. ( النساء: 118- 121). اعرف عدوك تنتصر عليه!
اعرف الشيطان؛ حتى تعرف طبيعة العلاقة بينه وبين المسلم عموما، وبينه وبين الداعية إلى الله خصوصا. إنك إذ تدعو إلى الله تقوم بهدم ما بناه إبليس اللعين؛ فتزداد عداوته لك أضعافا مضاعفة، ولكنك إن اعتصمت بالله واستعذت به لن يصل إليك، فلا سلطان له على عباد الله الصالحين
إن أسهل ما يمكن أن يزرعه في قلبك هو أن يشغلك بالحسن دون الأحسن، فإذا استجبت له نزل بك دركة، فدركة؛ حتى يجعلك من الغاوين. ومن هنا قال عز وجل من بعد ما أرسى قواعد المنهج الدعوي: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذْ بالله إنه هو السميع العليم}
لقد كان السياق في الحض على الصبر، والثبات على منهج الدفع بالتي هي أحسن وعدم الاستجابة لاستفزاز خصوم الدعوة: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}. فقال بعد ذلك مباشرة: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}
جاءت القاعدة العاشرة في الاستعاذة من نزغ إبليس اللعين؛ خاتمة للقواعد العشر، في المنهج القرآني للدعوة؛ حتى يستشعر الإنسان استقامة ما هو عليه من صراط، وصواب ما سار عليه من سبيل. وأنه ماض في ذلك على بصيرة يدعو إلى الله ، فمهما حصل من اختلال طارئ، أو ابتلاء سابق؛ فأثبت على منهجك لا تغير ولا تبدل. مادمت تنهل من القرآن،كتاب الله رب العالمين. وكلما ألقى الشيطان في روعك من الوساوس ما ألقى؛ {فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}
تلك بلاغات القرآن العملية ا لتي رسمها الله لعباده صراطا مستقيما، فما بقي الآن إلا ضابطها العام، وقانونها الكلي؛ لضمان توقيعها في واقع الحياة بصورة نموذجية؛ سيرا إلى الله وسلوكا إليه تعالى.
من كتاب: بلاغ الرسالة القرآنية من أجل إبصار لآيات الطريق
للشيخ الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله
http://forsanhaq.com/showthread.php?t=332776
|
|
|