الوقفة الحادية عشرة
عن الاعتصام والاجتماع مع أهل البدع والأهواء وكيف يكون وعلى ماذا يكون وبعض التطبيقات الخاطئة له من قبل بعض الدعاة
إذ قال – رحمه الله – في " لقاء الباب المفتوح" (رقم194) :
((أما اجتماع الأمة لا شك أنه واجب، كما قال الله عز وجل: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}.
لكن واجب على أي شيء؟ على هدي النبي –
– وأصحابه، ما هو على الأهواء، {اعتصموا بحبل الله} بدأ بالحبل قبل أن يقول: {جميعاً}
وحبل الله هو دينه وشريعته، وأما أن نتفق بالمداهنة، فهذا غلط، ولهذا نجد العلماء - رحمهم الله - يردون على المبتدعة
ويرون أن الواجب عليهم الرجوع إلى الحق)). اهـ
وقال – رحمه الله – أيضاً في "لقاء الباب المفتوح" (رقم156) مجيباً على سؤال نصه:
[بعض إخواننا الدعاة إلى الله عز وجل في البلاد رأوا أن من المصلحة أنهم يتفقون مع الصوفية في عدم الكلام في المحاضرات
أو في الخطب في الاستواء مثلاً أو الاستغاثة وغيرها من الأشياء، واستدلوا باتفاق النبي –
– مع اليهود
فهل الاستدلال صحيح يا شيخ؟ ما توجيهكم؟] :
((لا هذا الاستدلال غير صحيح، لأن هذا الذي تذكر هو قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}.
المداهنة في الدين لا تجوز، والرسول - عليه الصلاة والسلام - إنما صالح اليهود على ألا يعتدي أحد على أحد، لا على أن نرضى بدينهم أبداً
ولا يمكن يرضى الرسول بدينهم أبداً، وهذا الذي تذكر، يعني: الرضا بما هم عليه من الباطل، فالمصالحة على هذا الوجه هي مداهنة في الواقع
والمداهنة محرمة، لا يجوز لأحد أن يداهن أحداً في دين الله، بل يجب بيان الحق مهما كان
لكن من الممكن إذا رأوا من المصلحة ألا يبدءوا بالإنكار قبل كل شيء، وأن يبدءوا أولاً بالشرح الصحيح
فمثلاً إذا تكلم عن الاستواء كما قلتم يشرح معنى الاستواء ويبين حقيقته دون أن يقول:
ويوجد أناس يفسرونه بكذا إلا بعد أن يتوطن الناس ويعرفوا الحق ويسهل عليهم الانتقال من الباطل إلى الحق)). اهـ