الموضوع
:
واجبنا تجاه الصحابة رضي الله عنهم جزء من واجبنا تجاه ديننا
عرض مشاركة واحدة
16-11-12, 10:44 PM
المشاركة رقم:
3
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة
البيانات
التسجيل:
Apr 2011
العضوية:
2735
المشاركات:
6,427 [
+
]
الجنس:
انثى
المذهب:
سني
بمعدل :
1.26 يوميا
اخر زياره :
[
+
]
معدل التقييم:
33
نقاط التقييم:
729
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع :
تألق
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
ماذا ينبغي علينا ؟ ما يجب علينا تجاه الصحابة على ضوء هذه الآية الكريمة ؟
يتلخَّص الواجبُ علينا تجاه الصحابة على ضوء هذه الآية الكريمة في أمريْن اثنَيْن - تَنَبَّه لهما جيِّدًا ينفعك الله عز وجل بهما :
v الأمر الأوَّل
:
سَلامة الصَّدر تجاه الصَّحابة ؛ أن تكونَ قلوبُنا سليمةً تُجاه الصحابة ، ليس فيها غِلٌّ ، ليس فيها حِقدٌ ، ليس فيها ضَغِينَةٌ، ليس فيها بَغْضَاء ليس فيها عَدَاوةٌ، وإنَّما فيها المحبَّةُ ، فيها الإحسان ، فيها الرِّفق ، فيها المودَّة ، فيها اللين ، هذا نأخذه من قوله: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ يعني اجعلْ قلوبَنا سليمةً تجاه مَن سَبَقنا بالإيمان ، وهُم إخوانُنا ، بل هُم خيرُ إخوانِنا رضيَ الله عنهُم وأرضاهُم ؛ ولهذا قال: ﴿
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ
يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ فهم إخوانُنا ، وإضافةً إلى أخوَّتهم لنا مُيِّزوا عنا بميزةٍ عظيمةٍ وشُرِّفوا بتشريفٍ كبيرٍ ما هو ؟ ﴿الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ
﴾، وفي الآية الأخرى قال: ﴿
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ﴾ ، سبقونا بالإيمان هذا خصَّهم اللهُ عز وجل به.
نحنُ الآن في القَرن الرَّابع عشر من القرون الهجرية ، بينَنا وبينَهُم قرون ، وهُم كانُوا معَ النَّبيِّ
من حين بُعِثَ ، ونَصَرُوه وعزَّروه وأيَّدوه، وكانُوا معه جنبًا إلى جنبٍ، أينَ نحنُ منهم؟! سبقونا بالإيمان، سبقونا بنصر الدِّين، سبقُونا بأن شرَّفهم الله عز وجل بصُحبة النَّبيِّ الكريمِ عليه الصَّلاة والسَّلام ، ولهذا ؛ وأنتَ تدعو للصَّحابة تذكَّر سابقة الصحابة ، وهذه لفتَةٌ في الآية عظيمةٌ لما قال: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ لهُم حقٌّ عليكَ في هذا السَّبقِ العظيمِ ؛ سبقوك بالإيمان ولهذا حتى تعرفَ قدرَهُم استحضِرْ سابقتَهم الَّتي مَدَحَهم الله عز وجل وأثنَى عليهم بها: ﴿الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾.
الشاهد ؛ الخصلة الأُولى: سَلامةُ القَلب تُجاه الصَّحابة ، وهذا نأخُذُه من قوله : ﴿ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ .
v
والخصلة الثَّانية :
سَلامة اللِّسان تجاه الصحابة ؛ فاللِّسان تجاه الصحابة ليس فيه سبَّ ، ليس فيه فُحشَ ، ليس فيه لَعنَ ، ليس فيه طَعنَ، ليس فيه بذاء ، ليس فيه إلا الدُّعاء ؛ من أين نأخُذ سَلامة اللِّسان ؟ ﴿يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ ، هل يسبُّون الَّذين سبَقُوهم بالإيمان ؟! هَل يشتُمونهم؟! هل يطعنون فيهم؟! هل يقعون في أعراضِهم ؟! حاشَا وكلَّا ؛ ليسَ هذا مِنْ شأنِ المؤمنين ، شأنُ المؤمنين كما قال الله: ﴿
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ
﴾ يعني من أهل الإيمان ﴿
يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
﴾ .
ولهذا يتلَخَّص منهجُ أهل الإيمان تُجاه الصَّحابة
في نُقطتَين:
% النقطة الأولى: سلامة القَلب ؛ القلب ليس فيه غل ، ليس فيه حقد ، ليس فيه ضغينة ، ليس فيه عداوة .
% والخصلة الثَّانية: سلامة اللِّسان ؛ ليس فيه سب ، ليس فيه طعن ، ليس فيه بذاء ، ليس فيه فحش ، وإنما قلبٌ نظيفٌ، ولسانٌ نقيٌّ تُجاه الصَّحابة الكرامِ
وأرضاهم.
ولهذا اسمع ما جاء في الصَّحيحين عن النَّبيِّ
يحذِّر الأمَّة وفي الوقتِ نفسِه يبيِّن لهم مكانَة الصحابة ، قال عليه الصَّلاة والسَّلام : «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا – اذهب إلى جبل أحد وانظر ما أكبره وما أكبر حجمه - مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» ؛ لو أحدَ الصَّحابةِ
جاء بمُدٍّ من الذهب وتصدَّقَ به على مسكين ، وجئتَ أنتَ بمِثْلِ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهبًا - ولا يستَطيعُه أحدٌ منَّا مهما بلغَ مالُه أن يأتي بذهب مثل جَبل أُحُد يتصدَّق به - وربَّما لو جاءه من الذَّهب مثل جَبل أُحُدٍ لفَتَنَهُ وأقبَل عليه وأصبح شَحِيحًا به بخيلًا ، لكن لَو فُرِض أنَّ أحدَنا عنده منَ الذَّهب مثلُ جبلِ أُحُدٍ وتصدَّق به ما بلَغَ مثل مُدَّ أحد الصَّحابة ، يقول احذروا يحذِّر عليه الصلاة والسلام احذروا تنبَّهوا اعرِفُوا قدرَ هؤلاء اعرفوا مكانتهم «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي» اعرفوا مكانة الصَّحابةَ
وأرضاهم. «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي» ؛ هذا كلامُ النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام ليسَ كلامَ أَحَدٍ مِنَ النَّاس أو أَحَدِ العلماء ، وإنَّما كلامُ الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام ينصَح الأمَّة «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» .
والأحاديث عنه
في هذا الباب كثيرةٌ جدًّا ؛ يبيِّنُ للأمَّة شأنَ الصَّحابةِ ، ومكانَة الصَّحابةِ ، وقدرَ الصَّحابةِ ، ومناقِبَ الصَّحابةِ ، حتَّى إنَّ بعضَ العلماءِ عندما أرادَ أن يُفرِد مناقبَ الصَّحابةِ في كتابٍ مَا استطاعَ أن يجمع مناقبهم في مجلَّد واحد ، بل احتاجوا إلى مجلَّدات ومجلَّدات ومطوَّلات من الأحاديث الثَّابتة عن النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام في الثَّناء على الصَّحابة أفرادًا وجماعاتٍ ؛ لا إله إلَّا الله! ما أعلى قدرَهم ، وما أجلَّ مكانَتَهم ، وما أرفعَ شأنَهم ، وما أعظمَ واجبَ المسلمين نحوَهم؛
وأرضاهم.
أُمِرَ أهلَ الإيمان بالدُّعاء للصَّحابة والاستغفارِ لهم ، ولكن بعضَ النَّاسِ عكسُوا الأمرَ وقلَبوه رأسًا على عقبٍ ، ففعلوا عكسَ ما طُلِبَ منهُم في القُرآن وعكسَ ما طُلِبَ منهُم في سنَّة النَّبيِّ
؛ ولهذا جاء في صحيح مسلم أَنَّ عَائِشَةَ
ا قيل لها إنه يوجد ناس سُمع منهم سب للصحابة قالت : « أُمِرُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا لأصحَابِ النَّبيِّ
فسَبُّوهُمْ» ؛ أمِروا أن يستغفروا لهم لأن الله قال في القرآن : ﴿ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا ﴾ أمرنا بالاستغفار لهم ، تقول « أُمِرُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا لأصحَابِ النَّبيِّ
فسَبُّوهُمْ» ، لكنَّ الله له حكمة في وجود من يسب الصحابة ، ما هي ؟
تَقُولُ عَائِشَةُ
ا - كَمَا أَوْرَدَ ذَلِكَ ابْنُ الأَثِيرِ فِي كِتَابِهِ «جَامِعِ الأُصُولِ» - : عن جابر بن عبد الله
قال: قيل لعائشةَ: «إِنَّ ناسا يَتَنَاوَلون أصحابَ النبيِّ
، حتَّى أبا بكر وعمر، فقالتْ: وما تَعْجَبون من هذا؟ انقطع عنهم العملُ، فأحبَّ الله أن لا يقطعَ عنهم الأجْرَ» ؛ كَيْفَ هَذَا؟
أنتم تعلمون عِلْمًا وَاضِحًا مِنَ السُّنَّةِ أَنَّ مَنْ يَطْعَنُ فِي غَيْرِهِ بِغَيْرِ حَقٍّ ماذا يحدث يوم القيامة ؟ يُؤْخَذُ مِنْ حسنَاتِ هذا الطَّاعن وَتُعْطَى لِلمَطْعُونِ فِيهِ بغِيْرِ حَقٍّ ، واقرؤوا في ذلك حَدِيثُ المفْلِسِ حتَّى تعرفوا من خلالِ حَدِيثُ المفْلِسِ ماذا سيَحْدُث يومَ القيامة لمن يطعَنُون في الصَّحابة ؛ ما هو حديث المفلس ؟ قَالَ النَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام لِلصَّحَابَةِ يَوْمًا : «أَتَدْرُونَ مَا المفْلِسُ؟» قَالُوا: يا رسولَ الله! المفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ ؛ فَقَالَ: «إِنَّ المفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»؛ نسألُ الله العافيةَ والسَّلامةَ ؛ هذا فيمن يسبُّ آحادَ المسلمين ، فكيفَ بمَن يسبُّ أصحابَ النَّبيِّ الكريمِ عليه الصَّلاة والسَّلام ؟! ما أعظمَ مصيبته وما أشدَّ رَّزِيَّته يومَ القيامةِ ، تؤخَذُ من حسناتِه وتُعطى للصَّحابة الكِرام، فإنْ فنِيَت حسناتُه أُخِذ من سيِّئات مَن طَعنَ فيه إن كانت له سيئات فطُرحت عليه فطُرح في نَار جهنَّمَ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ! ما أعظمَ مصيبةَ مَن يَطعنُ في الصَّحابة ؟! وما أشدَّ بليَّته يومَ القيامةِ عندَما يأتي يومَ القيامةِ مفلسًا ؟! يأخذُ أبو بكر
من حسناتِه، ويأخذُ عمَرُ
من حسناتِه، ويأخذُ عثمانُ
من حسناتِه ، وزوجاتُ النَّبيِّ رضيَ الله عنهُنَّ وأرضاهُنَّ يأخذُنَ من حسناتِه ، الكل يأخذُ من حسناتِه .
أمَّ الُمؤمنين عائشةَ
ا لم تسلَمْ !! طُعن فيها معَ أنَّ اللهَ برَّأَها في القُرآن وأنزَل فيها في سورة النُّور ثمانية عشر آية تُتْلى في محارِيب المسلمين إلى يَوم القِيامة ، برأها ممَّا رماهَا به أهلُ الإفكِ ومَع ذلكَ لا يزال يوجَد مَن يطعنُ فيها !! إذاً هذا ماذَا سيكونُ لعائشةَ
ا يوم القيامة ؟ رصيد عظيمٌ في الحسناتِ ، أبو بكر
رصيد عظيمٌ في الحسناتِ ، عمر
رصيد عظيمٌ في الحسناتِ ، ثمَّ يأتي الطَّاعنُ من المفاليس يومَ القيامةِ ، لماذا يأتي مفلسًا ؟ لأنَّه انتدبَ نفسَه طعَّانًا لعَّانًا في أصحابِ النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام ، حتَّى إنَّ بعضَ النَّاس يصبِّحُ ويُمْسِي - عياذًا بالله - طَعْنًا ولعنًا في صَحابة رسُول الله ؛ هذا ماذا سيكون يوم القيامة ؟ كيفَ يكونُ شأنه يوم القيامة عندمَا يلقَى اللهَ جلَّ وعلا وهو يصبح ويمسي لعنا في الصحابة ! حتَّى إنَّ بعضَهم ليقول: " اللَّهُمَّ الْعَنْ جِبْتَي قُريش وطاغوتَيْهمَا وأقبَاطَيْهمَا وابنتَيْهمَا أبَا بكر وعُمَر" أعوذ بالله استجرنا بالله العظيم ، ماذا سيأتي هذا يوم القيامة ؟ النَّبيَّ
قال في شأنِ المؤمنِ عُمومًا : «لَيْسَ المؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلَا الفَاحِشِ، وَلَا البَذِيءِ» ؛ بَل لما قيل للنَّبيِّ
: يَا رَسُولَ الله! ادْعُ عَلَى المشْرِكِينَ؛ قَالَ: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا» ؛ ثمَّ يأتِي فِئَامٌ مِنَ الناس فيَخْتَارُون صَفْوَةَ الأمَّةِ وخيارَها فيلعنونَهم ! أعوذُ بالله .
جَاء عن النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام حديثٌ صحيحٌ رواه غيرُ واحدٍ من الصَّحابةِ منهم عليُّ بن أبي طالب
يقول : قال عليه الصَّلاة والسَّلام : «أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ إِلَّا النَّبِيِّينَ وَالمرْسَلِينَ» ، ولهذا أفضلَ النَّاس في الجنَّة بعدَ الأنبياءِ والمرسلين أبو بكرٍ وعمر
ا وأرضاهما .
وجاء في صحيح البخاري عن ابن عُمَر
ا قال: «كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ – يعني نفاضل بينهم - فِي زَمَنِ النَّبِيِّ
، فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، ثُمَّ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ
»، وفي زيادةٍ عند غيره: «فَيَبْلُغُ ذَلِكَ النَّبِيَّ ح فَلا يُنْكِرُهُ».
بل جاء في صحيح البخاري عن محمَّد بن الحنفيَّة قال: قُلْتُ لَأَبِي – أبوه عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ
- : «أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ الله
؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ؛ قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ؛ وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ؛ قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ! قَالَ: مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنَ المسْلِمِينَ» ، هذا عليٌّ
.
بَلْ جَاءَ عَنْه كَمَا فِي السُّنَّةِ لابْنِ أَبِي عَاصِمٍ أَنَّهُ قَالَ : «لَا يَبْلُغنِي عَنْ أَحَدٍ يُفَضِّلُنِي عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ إِلَّا جَلَدْتُهُ حَدَّ المفْتَرِي» ؛ هذا افتراء ! يقول علي كيف أُفَضَّل على أبي بكر وعمر ! هذا كلام أميرِ المؤمنين الخليفةِ الرَّاشد عليِّ بن أبي طالب
وأرضاه .
ولهذا يا إخوان ؛ ينبَغي أن نعلمَ أنَّ من واجبِنا نحوَ الصَّحابة أن نعرفَ التَّفاضُلَ الَّذي بينهُم ، ومن هو أفضلهم ؟
وما التَّرتيب بينهم في الأفضليَّة ؟ لنعطيَ كلَّ ذِي حقٍّ حقَّه ، أليسَ اللهُ قال في القُرآن: ﴿
لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ﴾ [الحديد:10] أي الجنَّة ، الفَتْح : أي فتح مكَّة ، وقيل المراد به صُلْح الحُدَيبيَّة ؛ فالَّذين بايَعُوا النَّبيَّ
تحتَ الشَّجرة يومَ صُلح الحُديبية، لا يستَوُون في الإيمان وفي المكانة وفي الشَّأن والقَدْرِ مع الصَّحابة الَّذين أسلَموا من بعد الفَتح وقاتَلوا ، فَرْقٌ بين هؤلاء وهؤلاء ، وكلُّهم صحَابةٌ ، وكلُّهم أهلُ إيمانٍ ، وكلُّهم في الجنَّة .
فالصَّحابة بينهم تفاضل:
أفضَلُ الصَّحابة :
الَّذين بايعوا تحتَ الشَّجرة ، وأفضلُ مِن هؤلاء: الَّذين شهِدوا بَدْرًا ،
وأفضلُ هؤلاء كلِّهم:
العَشرة المبشَّرون بالجنَّةِ ؛ من هم العَشرة المبشَّرون بالجنَّةِ ؟ هؤلاء عَشْرةٌ من أصحابِ النَّبيِّ
شهِد لهم عليه الصَّلاة والسَّلام في مجلسٍ واحدٍ بأنَّهم في الجنَّة ، نصَّ عليه الصَّلاة والسَّلام نصًّا زادَهُم شرفًا أنَّهم في جنَّة الخُلد في مجلسٍ واحدٍ ؛ والحديث رواه التِّرمذيِّ ورواه الإمام أحمد ورواه غيرهما عن عبد الرَّحمن بن عَوف
قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله
يَقُولُ: «أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ عَوْفٍ فِي الجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ ابْنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ فِي الجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ فِي الجَنَّةِ» ، فهؤلاء عشرةٌ في مجلس واحد شهِد لهمُ النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام بأنَّهم في الجنَّة ، لهذا - يا إخوان - أَبُو بَكْرٍ
وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وبقية هؤلاء العشرة كانوا يمشُون على الأرضِ وهُم يعلمُونَ أنَّهم في الجنَّة ، شهِد لهم الصَّادق الأمينُ عليه الصَّلاة والسَّلام ، وأَعْظِمْ بها وأَكْرِمْ بها من شهادةٍ ؛ يمشي على وجهِ الأرض وهو يعلَمُ أنَّه في جنة الخلد يومَ القيامة مِن أهل الجنَّة شهِد له النبي عليه الصَّلاة والسَّلام بذلك .
وأفضَلُ هؤلاء العَشْرة: الخلفاء الأربعة
، وأفضَل الخلفاء الأربعة : أبو بكر وعمر ،
وأفضل الصَّحابة على الإطلاق: أبو بكر الصِّدِّيق
، صدِّيق الأمَّة ؛ حتى إن أبو بكر الصِّدِّيق
خُصَّ من بين الصَّحابةِ كلِّهم بأنْ نُصَّ على صحبتِه في القرآن: ﴿
إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ﴾ [التوبة:40]
لا يوجَد أحدٌ من الصَّحابة نُصَّ على صُحبَتِه في القُرآن إلَّا أبا بكرٍ
صدِّيقَ الأمَّة ﴿
إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ
﴾ ، وهو أوَّل من أسلمَ من الرِّجال ، وكان صِدِّيقًا ، ما يبلُغه عن النَّبيِّ
يقول – رأساً – صَدَق ، حتَّى إنَّ المشركين لما جاء النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام وأخبرهم أنَّه أُسرِي به إلى بيت المقدس، وعُرِجَ به إلى السَّماء، وركب البُراق، سمعوا أخبارًا ما استطاعوا أن يصدِّقوها ، فجاءوا إلى أبي بكر
فقالوا: أما علمتَ ماذا يقولُ صاحبُك؟ يقول كذا وكذا وكذا، قال: «إنْ كانَ قالَ ذلكَ فقَد صَدَق» ؛ فهو صدِّيق الأمَّة
ما يبلغُ أحدٌ منزلتَه في الصِّدِّيقيَّة ﴿
وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ﴾ [الحديد:19] ، أوَّل الأمَّة – أمة محمد
- دخولًا في هذا الشَّرف وهذا اللَّقب : أبو بكر الصِّدِّيق
.
توقيع :
تألق
التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 14-04-18 الساعة
08:04 PM
تألق
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى تألق
البحث عن كل مشاركات تألق