أخي الشاب: وها أنا أخبرك بضرر العشق في الدين والدنيا!
أما في الدين: ( فيشغل القلب من معرفة الله تعالى، والخوف منه تعالى، فيقع العاشق في الحرام؛ فيخسر آخرته، ويتعرض لعقوبة ربه تعالى ).
وأما ضرره في الدنيا: ( فإنه يورث الهم الدائم والفكر اللازم والوسواس والأرق وقلة المطعم وكثرة السهر ويتسلط على الجوارح فتنشأ الصفرة في البدن والرعدة في الأطراف واللجلجة في اللسان.. وربما خرج بصاحبه إلى الجنون... ) [ابن الجوزي] بتصرف.
أخي: ما أظنك تزهد في معرفة دواء العشق وحاسم شروره!
أخي: إن أردت الوصفة الناجحة لداء العشق، فهي تتكون من عنصر واحد يشتمل على كل عناصر الدواء إن شاء الله.. وهو: الإعراض عن النظر مع قوة شديدة في العزة على الغض وهجر المحبوب، فإن فعلت ذلك أخي تهاوت حصون العشق وأصبحت دكا!
واغضض الطرف تسترح من غرام *** تكتسى فيه ثوب ذل وشين
فبلاء الفتى موافقة النفس *** وبدء الهوى، طموح العين