
خـــــبــز الــدِّمــــاء
قصيدة للشاعر عبد الناصرأبوخالد
خبز الشآم تغمّس بالدماء ,من يخرج ليحضر ربطة خبز قد يلقى مصرعه بقصف كتائب العصابة الحاكمة,أو يعودمصاباً مضرجاً بدمائه,أما من فاز بربطة خبز فيعود بها مضمخة بدماء الشهداء ...
أرأيـتَ خــبــزاً بــالــدّمـــاء بــلــيـــلا أم هــل عــرفـــتَ الـقـتـلَ والتـنـكـيـلا
فــي الـشــام مـجـزرةٌ يُجَـلـِّـلُ عـارُها
تـيــجــانَ عُــرْبٍ بُـــكــرةً وأصــيــــلا
تـيـجـانَ مَــنْ وَلـيَ الأمـورَ وعِرقـُهم
يُــدمِــي الـقـريـبَ ويـنـشـرُ التـخـذيـلا
عــــرقٌ كـأنَّ دمـــاءه مــمــزوجــــة ٌ
بــدم الـيـهــودِ يـُـحـاربُ الـتـنـــزيـــلا
يـا رُبَّ مــجـــزرةٍ تــنـاشِــدُ ربَّــهـا :
يـــا رَبِّ لـُـطــفـــاً بـالـشــآم جـمـيـــلا
يـا رُبُّ طـفـلٍ فــي الـعــراءِ وطـفـلـةٍ
صــرخـاتـُهـم تـُصـمِي الـفـؤادَ ذهـولا
يــا خـيـمة َالـبـؤسـاءِ نـُصِّــب ذلـُّـهـا
لِــتــكـونَ درســًا مُــنــكـَـرًا ووبــيــلا
هـي خـيـمة ٌلِـلـهُـون يُـنـكِرُ شـؤمَـهـا
مَــن كـان فـي سـعـف الـنخـيل نبــيلا
فـي الـشـام مـذبـحة ٌ يُـعرِّي خِـزيُـهــا
عــوراتِ غـــربٍ يــرفــعُ الإنـجـيــــلا
حـربٌ عـلـى نـور الـيـقـيـن تَـشـنـُّـــه
صــلـبــان غــدرٍ تُـدمــنُ الـتـقـتــيـــلا
انـظـر لـجـيـشِ الـغـربِ تـَـنـشرُ نـارُه
فـي كــل صُــقـــعٍ حَســرةً وعـويــــلا
أفــغــانُ أمْ مــالي أمِ الـصــومـالُ مَـنْ
أجْـــرى دمـــاءَ الـمســلـمــيـن ســيـولا
فاعجبْ لِمَن باسْم الحضارةِ بطــشُـه
ويُــشـرعِــنُ الإرهـــابَ والــتــذلــيــلا
زَعَـمَ انـحـيـازاً للـشـــعـــوبِ وإنـَّــــه
لـَـيُــمـــارسُ الـتــزويـرَ والـتـضـلـيـلا
فـسـلاحُــنــا بـيــدِ الـنـظـــام بــرأيــهِ
أمْــنٌ يُـــهــيِّــئُ لـلــيـــهــودِ مَــقــــيــلا
أمَّــا بــأيـدي الـثــائـريـن فـشـُـعـلـة ٌ
تــُـوري لِـمَـحــرقـةِ الـغـُــزاةِ فــتـــيــلا
قالوا: التـطرُّفُ في ( الـتمرُّدِ ) عــارمٌ
و(عــصـائـبُ الـتـوحـيـدِ) أفـصـحُ قِـيـلا
ثــوّارُنــا مُـتـمـرِّدون بـــشـرعِـهـــــم
و لـعــلَّ شــعـبــي يُــدركُ الـتـــأويـــلا
أمْــنُ الــيـهــودِ شـعـارُهـم ولأجلِهــم
تــركــوا الــشــآمَ تـَـجَــرَّعُ الـتــهـويلا
فـرضـوا الحـصارَ فلا ســلاحَ ولا دَوَا
ءَ ولا غـــــذاءَ مُـــؤمَّـــلاً تـــأمـــيـــلا
يا مَــنْ يـريـدُ إلى التـحـرّر صـهـــوةً
الـــخــيــلُ تـصـهـــلُ للجـهـادِ صهـيلا
هـذا ســبـيـلٌ للـمـعـارج فـانــتــهـِــجْ
إن كــنــتَ تــبــغــي للـفـخـار سـبـيـلا
بُــوركــتَ يا شـعــبَ الشـآم مجاهِـدًا
بُــــوركـــتَ حُـــرًّا ثــائــرًا وأصــيــلا