حينما نرى مريضاً فالعاقل منّا يتذكّر نعمة الله علينا مباشرة
وحين نبصر فقيراً فكل من فيه لب يحمد الله على ما أتاه من فضل .
وحين نسمع بمصيبة فإن صاحب الفطنة يحمد الله على انها لم تحل بداره .
ولكن الكثير منّا وربّما كلنا حين نسمع او نشاهد او نتحدّث الى مبتدع او ضال
او منافق او حتى مشرك وكافر فان الامر لا يتعدّى النصح له ان فعلنا وربما الجدل
والمحاورة له .... ولا نتذكّر النعمة التي منّ الله بها علينا وهي نعمة الايمان .
ان نعمة الإيمان لا تقدّر بثمن ولا يساويها شكر ولا يعدلها اعتراف . انها نعمة وأي نعمة .
ولأننا مؤمنين والحمد لله فإننا نرى ان الإيمان سهل ولأننا موحّدين فنحسب ان التوحيد سهل
تماماً مثل قائد الطائرة المتمرّس حين تسأله عن قيادة الطائرة فسيقول لك انها سهلة , فلأنه اصبح
يجيدها فيراها سهلة وهذا بالضبط ما يحدث معنا كمؤمنين . ان المنافق لا يشعر انه منافق والمشرك
لديه من التبريرات الشيطانية ما يطغى على ذهنه فلا يبصر الحق , والضال يرى انه على صواب .
ألم نقرأ قول الله تعالى :
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ
[البقرة : 13]
وكذلك قوله عزّ وجل :
أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ [البقرة : 12]
ولاحظوا ما تحته خط .. انهم لا يعلمون وانهم لا يشعرون ... وهكذا فأرجو من نفسي ومن كل اخ واخت ان يحمد الله كثيرا اذا هدانا الله ولولا ان هدانا الله لكنّا في مكانهم ولربّما اردأ منهم ...
فاحمد الله من كل اعماقك وبقدر ما تستطيع وحيثما كنتَ ومتى كنت
فالهداية نعمة من الله كبيرة , قد يتجاهلها البعض وقد لا يعرفها حقها الاّ القليل .
والله يرعاكم ويحفظكم ويثبّتكم على الحق والدين القويم والحمد لله رب العالمين .