السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماحكم الانتفاع بالطلاسم المجهولة؟ يثير الرافضة هذه الشبهة ويقولون ان النووي لم يحرم الانتفاع بالطلاسم المجهولة فهل اخطأ النووي رحمه الله؟
( 5 - مسألة :
* هذه الطلسمات التي تُكتب للمنافع ، وهي مجهولة المعنى ، هل تحل كتابتها أم لا ؟
الجواب :
* تكره ، ولا تحرم )
فتاوى الإمام النووي - المسماة بالمسائل المنثورة - تحقيق محمد الحجار - ط. دار البشائر - ص 570
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مِن الْمُتقرِّر عند أئمتنا أن قول العالِم يُحْتَجّ له ، ولا يُحْتَجّ به .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَلَيْسَ لأَحَدِ أَنْ يَحْتَجَّ بِقَوْلِ أَحَدٍ فِي مَسَائِلِ النِّزَاعِ ، وَإِنَّمَا الْحُجَّةُ النَّصُّ وَالإِجْمَاعُ ، وَدَلِيلٌ مُسْتَنْبَطٌ مِنْ ذَلِكَ تُقَرَّرُ مُقَدِّمَاتُهُ بِالأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ لا بِأَقْوَالِ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ ؛ فَإِنَّ أَقْوَالَ الْعُلَمَاءِ يُحْتَجُّ لَهَا بِالأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ لا يُحْتَجُّ بِهَا عَلَى الأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ . اهـ .
والحجة عند التنازع هي : الكتاب والسنة .
وهل الرافضة تأخذ بِكُلِّ ما يقوله أئمة الإسلام حتى يحتجّون علينا بِبعض أقوالهم ؟!
من المعلوم أن الرافضة تَرُدّ ما يقوله الله عزَّ وَجَلّ ورَسُوله
، وترُدّ اقوال الصحابة عدا ما يَرْويه أئمتهم مما هو معلوم البطلان في أكثره !
فكيف تحتجّ علينا الرافضة بِقَولٍ للإمام النووي ؟
وما احتجّوا به إلاّ لأنه وَافَق أهواءهم !
وجماهير العلماء لا يُجيزون الانتفاع بالطلاسم عموما ، بل يَرَونها مُحرَّمة تصِل إلى الشرك بالله .
ولا خير في كلام يُجْهَل معناه ، بل قد يكون باطنه الكفر الْمَحْض .
وما لجأ أحد إلى الطلاسم وإلى السحرة إلاّ حينما استغنى عن الاستشفاء بالقرآن وبما جاء في السنة الصحيحة عن رسول الله
وعن أصحابه رضيَ اللّهُ عنهم .
قَالَ تعالى : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ)
قال ابن القيم : فَمَنْ لَمْ يَشْفِهِ الْقُرْآنُ فَلا شَفَاهُ اللَّهُ ، وَمَنْ لَمْ يَكْفِهِ فَلا كَفَاهُ اللَّهُ . اهـ .
ولُجُوء الرافضة إلى السحرة وإلى الطلاسم يدلّ دلالة واضحة أن دِين الرافضة أصله صناعة يهودية ، فإن السِّحْر بِضَاعة يَهودية ، كما قال الله عزَّ وَجَلّ عقب الإخبار عن اليهود : (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة :
وَأَمَّا الْكَذِبُ وَالأَسْرَارُ الَّتِي يَدْعُونَهَا عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ : فَمِنْ أَكْبَرِ الأَشْيَاءِ كَذِبًا حَتَّى يُقَالَ : مَا كُذِبَ عَلَى أَحَدٍ مَا كُذِبَ عَلَى جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَمِنْ هَذِهِ الأُمُورِ الْمُضَافَةِ كِتَابُ " الْجَفْرِ " الَّذِي يَدَّعُونَ أَنَّهُ كَتَبَ فِيهِ الْحَوَادِثَ ، وَالْجَفْرُ: وَلَدُ الْمَاعِزِ . يَزْعُمُونَ أَنَّهُ كَتَبَ ذَلِكَ فِي جِلْدِهِ وَكَذَلِكَ كِتَابُ " الْبِطَاقَةِ " الَّذِي يَدَّعِيهِ ابْنُ الحلي وَنَحْوُهُ مِنْ الْمَغَارِبَةِ وَمِثْلُ كِتَابِ: " الْجَدْوَلِ " فِي الْهِلَالِ وَ " الْهَفْتِ " عَنْ جَعْفَرٍ وَكَثِيرٍ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَغَيْرِهِ .
وَمِثْلُ كِتَابِ " رَسَائِلِ إخْوَانِ الصَّفَا " الَّذِي صَنَّفَهُ جَمَاعَةٌ فِي دَوْلَةِ " بَنِي بُويه " بِبَغْدَادَ ، وَكَانُوا مِنْ الصَّابِئَةِ الْمُتَفَلْسِفَةِ الْمُتَحَنِّفَةِ جَمَعُوا بِزَعْمِهِمْ بَيْنَ دِينِ الصَّابِئَةِ الْمُبَدِّلِينَ وَبَيْنَ الْحَنِيفِيَّةِ ، وَأَتَوْا بِكَلامِ الْمُتَفَلْسِفَةِ وَبِأَشْيَاءَ مِنْ الشَّرِيعَةِ ، وَفِيهِ مِنْ الْكُفْرِ وَالْجَهْلِ شَيْءٌ كَثِيرٌ ، وَمَعَ هَذَا فَإِنَّ طَائِفَةً مِنْ النَّاسِ - مِنْ بَعْضِ أَكَابِرِ قُضَاةِ النَّوَاحِي - يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ كَلامِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ . وَهَذَا قَوْلُ زِنْدِيقٍ وَتَشْنِيعُ جَاهِلٍ . اهـ .
ثم إن الطلاسِم مِن أعمال الجاهلية ، ولم تُعرَف في صدر الإسلام .
فالرافضة تُريد إحياء سُنن الجاهلية !!
وبالله تعالى التوفيق .