عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-13, 07:41 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سني
بمعدل : 1.26 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 33
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تألق المنتدى : بيت الـلـغـة العــربـيـة
افتراضي

( الدرس التاسع عشر)



الإدغام




قد علمتَ أن الصرف يبحث في التغييرات المعنوية واللفظية، وقد فرغنا من المعنوية فلنبدأ باللفظية وأولها الإدغام.
والإدغام: إدخال حرفٍ بآخر بحيثُ يصيران حرفا واحدا مشددا.
لاحظْ هذه الأمثلة: ( مَدَدَ- مدَّ) ( مَلَلَ- مَلَّ) ( حَطَطَ- حَطَّ ) تجد ثلاثة أفعال كل منها يحتوي على حرفين متماثلين تَمَّ دمجهما معا من أجل تسهيل النطق بهما فصارا ينطقان دفعة واحدة فيقال في مَدَدَ مدَّ، وفي مَلَلَ ملَّ، وفي حَطَطَ حَطَّ، فاتضح أن الشدة علامة على الإدغام الذي قد وقع بين حرفين يكون أولهما ساكنا والثاني متحركا.
وكي تتم عملية الإدغام لا بدَّ من خطوتين:
الأولى: تسكين الحرف الأول إن كان متحركا مثل: مَدَدَ عند الإدغام نجعل الدال الأولى ساكنة أي يصير مَدْدَ.
الثانية: دمج الحرفين معا مثل: مَدَدَ يصير مَدْدَ ثم يصير مَدَّ.
وعند وزن الكلمة المشددة ينظر إلى الأصل فيقال في وزن ( مدَّ ) فَعَلَ لأن الأصل مَدَدَ، وفي وزن ( يَمُدُّ ) يَفْعُلُ لأن الأصل يَمْدُدُ، فأسكنا الدال الأول وذلكَ بنقل حركتها وهي الضمة إلى الميم الساكنة فصار يَمُدْدُ ثم أدغم الحرفان فصار يَمُدُّ، فاتضح أن تسكين الحرف الأول تارة يكون بحذف حركته إن كان ما قبله متحركا، وتارة يكون بنقل حركته إلى ما قبله إن كان ما قبله ساكنا.
وللإدغام ثلاثة أحكام هي: الوجوب، والجواز، والامتناع.
أولا: الإدغام الواجب أي الذي يتحتم فيه الإدغام ولا يجوز عدمه وذلك في حالتين:
1- أن يكون الحرفان متحركين. مثل مدَّ أصله مَدَدَ فيجب المد ولا يجوز أن تقول مَدَدَ زيدٌ رجلَهُ.
2- أن يكون الحرف الأول ساكنا والثاني متحركا. كما في المصدر تقول رَدَّ يَرُدُّ رَدًّا مثل نَصَرَ يَنْصُرُ نَصْرًا، فرَدٌّ أصله رَدْدٌ فيجب الإدغام لالتقاء حرفين متماثلين أولهما ساكن والثاني متحرك، فهنا لا نحتاج إلى تسكين الحرف الأول لأنه ساكن بالأصل بل نجري عملية الدمج والتشديد مباشرة، ومثل: سَلَّمَ على وزن فعَّل وأصله سَلْلَمَ ومثل كبَّرَ وأصله كَبْبَرَ، ومثل كَرَّمَ وأصله كَرْرَمَ، ومثل عَلَّمَ أصله عَلْلَمَ ثم وقع الإدغام في الجميع.
مثال: قال الله تعالى: ( وهي تَـمُرُّ مَرَّ السحاب ) وأصل تَـمُرُّ تَـمْرُرُ على وزن تَفْعُلُ فنقلت حركة الراء الأولى إلى الميم فصار تَـمُرْرُ ثم أدغما فصار تَـمُـرُّ والإدغام هنا واجب لالتقاء متحركين، وأصل مَرَّ السحاب وهو المصدر مَرْرَ ثم أدغما والإدغام هنا واجب لالتقاء ساكن بمتحرك.
مثال قال الله تعالى: (وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ) تُعِزُّ وزنه تُفْعِلُ لأن الأصلَ تُعْزِزُ مثل تُكْرِمُ، فلما التقى حرفان متماثلان في كلمة واحدة وكانا متحركين وجب إدغامهما، فتم نقل حركة الزاي الأولى إلى العين فصار تُعِزْزُ ثم أدغمت الزاي الأولى بالزاي الثانية فصار تُعِزُّ، ونفس هذه الخطوات تماما جرت في تُذِلُّ.
ثانيا: الإدغام الجائز أي الذي يجوز فيه الإدغام وعدمه. وذلك بأن يكون أول الحرفين متحركا و الثاني ساكنا بسكون عارض بسبب الجزم في المضارع أو البناء في الأمر.
مثل: لمْ يَمْدُدْ، فهنا الفعل المضارع مجزوم فسكون الدال الثانية قد عرض على الفعل بسبب دخول الجازم فحينئذ أنت بالخيار فلك أن تفك الإدغام قائلا لمْ يَمْدُدْ، ولك أن تدغم قائلا لمْ يَمُدَّ فالأصل يَمْدُدْ نقلت الضمة إلى الميم فصار يَمُدْدْ فاحتجنا إلى تحريك الدال الثانية فصارَ يَمُدْدَ ثم أدغما فصار يَمُدَّ، ويكون جزمه بالسكون المقدر.
ومثل: اُمْدُدْ وهو فعل مبني على السكون فسكونه عارض فيجوز أن نفك قائلينَ اُمْدُدْ، ويجوز أن ندغم قائلين مُدَّ والأصل اُمْدُدْ نقلت حركة الدال الأولى إلى الميم فصار اُمُدْدْ ثم حذفنا همزة الوصل المضمومة لأنه جيء بها لعدم إمكان الابتداء بالساكن فلما تحرك الحرف الأول الساكن بضمة الدال المنقولة إليه لم يعد لهمزة الوصل داع فصارت مُدْدْ ثم حركنا الدال الثانية فصارَ مُدْدَ ثم أدغما فصار مُدَّ، ويكون بنائه بسكون مقدر.
مثال: قال الله تعالى: (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ )تَمْسَسْ مضارع مجزوم على وزن تَفْعَلْ بفك الإدغام ويجوز الإدغام في غير القرآن بأن نقول لم تَمَسَّهُ والأصل تَـمْسَسْ نقلت حركة السين الأولى إلى الميم فصار تَمَسْسْ ثم حركت السين الثانية وتم الإدغام فصارت تَـمَسَّ.
مثال: قال الله تعالى (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ ) اُضْمُمْ فعل أمر مبني على السكون فسكون الدال الثانية عرض بسبب البناء فجاءت الآية بفك الإدغام ويجوز في غير القرآن أن نقول ضُمَّ يدَكَ فالأصل اُضْمُمْ نقلنا حركة الميم الأولى إلى الضاد فصار اُضُمْمْ ثم استغنينا عن همزة الوصل فصارت ضُمْمْ ثم حركنا الميم الثانية فصارت ضُمَّ.
ثالثا: الإدغام الممتنع أي الذي لا يجوز معه الإدغام، وذلكَ إذا كان أول الحرفين متحركا والثاني ساكنا بسبب اتصال ضمير الفاعل نحو مَدَدْتُ ومَدَدْنا ومَدَدْنَ فهنا يمتنع الإدغام فلا يقال مَدَّتُ، ومثل شَدَدْتَ فلا يقال شَدَّتَ؛ لأن الحرف الأول متحرك والثاني ساكن بسبب اتصال ضمائر الرفع المتحركة به.
مثال قال الله تعالى: (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ ) أَحْبَبْتُ هنا يمتنع الإدغام بسبب ضمير الرفع فلا يقال: أَحَبَّتُ.
فتلخص أن الإدغام هو: إدخال حرفٍ بآخر بحيثُ يصيران حرفا واحدا مشددا، فإن التقى متحركان أو ساكن بمتحرك وجب الإدغام، وإن التقى متحرك بساكن عرض سكونه بسبب الجزم أو بناء فعل الأمر جاز الإدغام، وإن التقى متحرك بساكن بسبب ضمير الفاعل امتنع الإدغام.

( الأسئلة )



1- في ضوء ما تقدم ما هو الإدغام ؟
2- ما هي أحكام الإدغام ؟
3- مثل بمثال مِن عندك لكل حكم من أحكام الإدغام ؟

( التمارين )



في النصوص التالية كلمات أدغمت وأخرى لم تدغم بيِّن الحكم في ذلك ؟

( ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ - ولَكنَّ اللهَ يَمُنُّ على مَن يشاءُ- هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ- سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ- مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ- وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ- وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ- أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ) .










توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس