( على أبواب طيبة ) ..,
شعر / أحمد عبد الحفيظ شحاته
حمــلــــتُ لجـاجـاتي ، وجـئتُ مُسلِّمـًا **=** وخطْـوُ فـؤادي قبــل خطْـــــوىَ أقـْدمـا
أُصـافــــحُ بالنجــوى ، وأدْلـفُ بالمنــى **=** لعـلِّي بنـور القـُـرب أقـطــــــفُ أنجـمـا
أرى الأرضَ تعـلُــو فـــي مـــداك كأنهــا **=** علـتْ بخيـوط الضـوء منك إلى السمــا
فأرضٌ بنــــهـر الـطُّـــــهر ضــــاءَ ترابـُهـا **=** وشــرَّفـهــا الله العــــــزيــــــزُ وأكــرمـا
وأرســل فيهـا مصــــطــــفـاهُ محمـــدًا **=** لَخيـــــرُ بـــــلاد الله فضــلاً ومغنــــمــا
إلى طيبـة الفيحـاء تهفـُـو حشاشـتـي **=** ديـارِ الــــذي شـــــدَّ الرِّحــالَ ويـمـَّمـا
أتـاهـا ، وبالدّيـن القـويــــم مهاجــــــرًا **=** تبــــارك من صــلّى عليـــــه وسلمـــا
كـأنـــــي قطــاةٌ بالفضــــــاء طليقـــــةٌ **=** سمــتْ بجنـاح الحـبِّ رُوحـًا وأعـــظُما
وهـل غيـُرها مهـوى لخفقـــةِ عابـــــدٍ **=** وبـــــرْدُ ثــراهـا بالنبـــــــيِّ تنـــسـَّمـا
ســلامـًا رســــــول الله كلَّ هنيـهـــــة **=** بها رفَّ طيــــــرٌ فـي حمــاك وحـــوَّمـا
تـُنـــازع قلبـــــي إذ ذكـــــرتُكَ هـــــزَّةٌ **=** كــهزَّة عصــفــورٍ يـــــــذوبُ تـرنّمــــــا
سـمــــوْتَ بــما أولاكَ ربُّـك رفـــعـــــةً **=** ونـاجـــــزْت فيمــــا قـد أحـــلَّ وحرَّمـا
رفعــتَ لـواء الحـــقِّ فــــي كلِّ بُقعــةٍ **=** وحيـِّرتَ وجْـهَ الشـركِ شِلْـوًا محطـمـًا
وأنت أرقُّ الخـلــــق طــــرًّا لمـن أتـى **=** وأوسـعهمْ قلبــًا ، وأوفــــرهمْ حـمـى
تبــــــاركَ مــــن أولاكَ كـــــلَّ كـرامــةٍ **=** فكنــت ختـامـــــًا ثــمَّ كنـــت مقـدَّمـا
إليـك لـواءُ الحمــــد يُرفـــــعُ والــــورى **=** ظمــاءٌ صـوادِ يلـهثــــــون من الظـمــا
شهيـدًا عليهـمْ في حصافـــــةِ قائـــدٍ **=** وصـدْق نصـــيــحٍ قـد أبــــان وأفهمـــا
عريكــــةُ مـأمــــــولِ لكلِّ سماحـــــةٍ **=** بـراهــــا كمـا يرضـى المليـكُ وقــوَّمـا
يـذوبُ لها جــــــذْعُ النخـيل صبابـــــةً **=** ويألفُــــها جــنٌ فيقبـــــلُ مســلـــمـا
أيا طيبــةَ الفيحـاء روضـــــــةَ أحمــــدٍ **=** حياضُـك للحــقِّ الصــــُّراح قـد انتـمـى
نـزيلُك خـيــــر الناس حيــــن تقـدَّمتْ **=** خطـاهُ انتحـى عنـك العـذابُ وأحجما
وفرَّتْ خـُطى الشيطــان دونك وانثنتْ **=** تكبكــبُ لا أرضـــــًا تـُلاقـى ولا سـمـا
شـرُفتِ مكانـًا ، وارتفعـــتِ مكــــانـةً **=** تتـيـهُ بــها الأيـــــام نـُــــــورًا وأنْــغمـا
(وحي المدينة المنورة ) ..,
للشاعر / عـَــزيز أبـاظــة
أتــــلك روابــيها العـــــــــلا وهضــابهــا *=* وهــذي القبــــاب المشـــرفـات قبــابهــا ؟
نعـــم ، إنــها مثـــوى الـرسول وروضـه *=* تقـــــــدس واديـــــها وطــــــاب تــرابهـــا
أفــضنـــــا إليهــا خــاشعـــات قلـــوبنــــا *=* ملبيـــــةً أحنــــاؤهـــــــا وشعــــــــابــــهـا
يــَـــلــــــجُّ بها شـــوق لأطهـــر مضجــع*=* فتنـــدى وقـد يـَــشْـفـــى القــلوبَ انتحابها
ويمــــلأ أطـــــواء النفــــوس مهـــابـــــة *=* تـــوالـــى تغشــيهــا لـهـا وانثيـــــــابــــها
نـــرد الدمــــــوع الســافحـــــات وننثنــي *=* فـــــلا ينثنــــــي تهتــــانــها وانســكــابها
ذكـــــرت رســـــــول الله والبيـــد حولنــا *=* تطـــــالعنـــــــــــــا أســــرابهــا وسرابـها
ولمـــا بلغنــــا رَاوَحـَـتـْـنـَـــــا مشــــارف *=* يـــــرف عليها طـُــهْـرُهـــا وانـتســـابــها
وشـــدّت إليهـــا ـ أعيــنَ الركب ـ روضة *=* تعـــالــى على لحـــظ العيــــون جنـابــــها
مــباركـــة الأفنــــاء لمـــاحــــــة الســنــا *=* تضـــوّع مســـكـــًا ســاحــهــــا وقبــابـها
حــوت ( واحـد الأكـوان ) مذ بدء خلقـها *=* إلــى يــوم يطـــوى كالــزمــــان كتابــــها
وضمــت ( سراج الخلق ) تهفــو قلوبـها *=* إليــــــه وتعنــــــو باليـــقين رقــــابهــــــا
نبــــيٌ جــــلاه اللــهُ للنـــــــاس حجـــــــةً *=* فأقصـــر عنهــا شكـــــها وارتيـــــابهـــــا
وأرســــله عتــــقـــًا وأمــــنــــًا رحمــــــةً *=* يضـــيء ديــاجيـــرَ الوجـــود شهــــــابــها
وأيــــــــده بالـــديـــن يصفـــــو معــينـــــه *=* ويضفــــو وبالأخــــــــلاق يذكــو نصـابـها
نمتــــــــه القــــروم الصــِّيدُ من آل هاشــم *=* مطهـــــرة أحســــــابــها وثيــــــــابــــهــا
وقـفـــت ومـــا سلمـــت حــــتى ترادفـــت *=* خــواطـــر نفــسٍ يَـنـْـتـَحِيهَـــا مصــابهــا
عـِــذَابٌ مــن الأيـــام أقـــــلــــع أنســــهـا *=* ولــم يبـــــق إلا مــُــــرُّهــا وعـــــذابـــهـا
وأطيــــاف ذكـــرى ، صابها طمَّ شـُـهدها *=* بـروحــــي شـُـهْــد الذكـــريات وصابهـــا
عــلى ( يثــرب ) منـــــــا ســـلام ورحمـةٌ *=* كمــــوشِّي أنــــــــداء الصــباح انسكــابها
( في زيارة المدينة ) ..,
للشاعر / الصنعاني
ومن بعد مـا طفنـا طواف وداعنــا *** رحلنـا لمغنى المصطفى ومصـلاه
ووالله لو أن الأســنة أشـرعــت *** وقـامت حروب دونه ما تركنــاه
ولو أننـا نسعـى على الروس دونـه *** ومن دونه جفـن العيون فرشنـاه
وتمـلك منـا بالوصـول رقـابنــا*** ويسـلب منـا كل شيء ملكنــاه
لكــان يسـيرا في مـحبة أحمــد *** وبالروح لو يشرى الوصال شريناه
ورب الورى لولا محمــد لـم نكـن *** لطيبة نسـعى والركـاب شددنـاه
ولولاه مــا اشتقنـا العقيق ولا قبـا *** ولولاه لـم نهـو المدينــة لولاه
هو القصـد إن غنت بنجـد حـداتنـا *** وإلا فمــا نجـد وسـلع أردنـاه
ومــا مكة والخيف قل لي ولا منـى *** ومــا عرفـات قبل شرع أرانـاه
بـه شـرفت تلك الأمـاكـن كلهــا *** وربك قـد خـص الحبيب وأعطـاه
لمسجـده سـرنا وشـدت رحـالنـا *** وبين يديه شـوقنـا قـد كشفنـاه
قـطـعنـا إليـه كـل بر ومـهمـه *** ولا شــاغل إلا وعنـا قطعنــاه
كـذا عزمـات السـائرين لطـيبــة*** رعى الله عزمــا للحبيب عزمنـاه
وكم جبـل جـزنا ورمـل وحـاجـر *** ولله كم واد وشـعب عـبرنـــاه
ترنحـنـا الأشـواق نحـو محمــد *** فنسري ولا ندري بما قد سـرينـاه
ولمـا بدا جــزع العـقيق رأيتنــا *** نشاوى سكارى فـارحين برؤيــاه
شـممنـا نسـيما جاء عن نحو طيبة *** فأهلا وسهلا يا نسيمـا شـممنـاه
فقـد ملئت مـنــا القلـوب مسـرة *** وأي سرور مثل مـا قد سررنــاه
فـواعجبـاه كـيف قـرت عيـوننـا *** وقـد أيقنت أن الحـبيب أتينـــاه
ولقيـاه مـنــا بعـد بعـد تقـاربت *** فوالله لا لقيــا تعــادل لقيـــاه
وصـلنــا إليـه واتصـلنـا بقربـه *** فلله مــا أحلى وصـولا وصلنـاه
وقفنــا وسـلمنــا عليـه وإنــه*** ليسمعنـا مـن غير شك فدينـــاه
ورد علينــا بالســـلام سـلامنـا *** وقـد زادنـا فوق الذي قـد بدأنـاه
كـذا كـان خلـق المصطفى وصفاته *** بذلك في الكتب الصحـاح عرفنــاه
وثـم دعـونــا للأحبــة كلهــم *** فكم من حبيب بالدعـا قد خصصنـاه
وملنـا لتســليم الإمـامين عنــده *** فإنهمـا حقــا هنــاك ضجيعـاه
وكم قد مشينـا في مكـان به مشـى*** وكم مـدخـل للهـاشمي دخلنــاه
وآثــاره فيهــا العيـون تمتعـت *** وقمنـا وصـلينـا بحيث مصــلاه
وكم قـد نشرنـا شوقنـا لحبيبنــا *** وكـم مـن غليل في القلوب شفينـاه
ومسجــده فيـه سجدنـا لربنــا *** فلله ما أعـلى سـجودا سـجدنــاه
بروضتـه قمنـا فهــاتيك جنــة *** يـا فوز مـن فيهـا يصلي وبشـراه
ومـنبره الميمــون منـه بقيــة*** وقفنـا عليهـا والفـؤاد كـررنــاه
كـذلك مـثل الجـذع حـنت قلوبنـا *** إليـه كمــا ود الحـبيب وددنــاه
وزرنـا قبـا حبـا لأحمـد إذ مشـى *** عسى قدما يخطو مقامــا تخطــاه
لنبعـث يوم البعـث تحـت لوائــه *** إذ الله مـن تلك الأمـاكـن نــاداه
وزرنـا مـزارات البقيـع فـليتنــا *** هنـاك دفنـا والممــات رزقنــاه
وحمـزة زرناه ومـن كـان حولـه *** شهيـدا وأحـدا بالعيـون شهدنـاه
ولمـا بلغنـا مـن زيــارة أحمـد *** منانا حمدنــا ربنــا وشكرنــاه
ومن بعد هذا صـاح بالبين صـائـح *** وقـال ارحلوا يا ليتنـا ما أطعنــاه
سـمعنـا له صـوتـا بتشتيت شملنا *** فيـا مـا أمر الصوت حين سمعنـاه
وقمنـا نؤم المصطفــى لوداعــه *** ولا دمـع إلا للـوداع صـببنـــاه
ولا صـبر كيف الصـبر عند فراقـه *** وهيهـات إن الصـبر عنه صرفنـاه
أيصـبر ذو عقــل لفرقـة أحمــد *** فلا والذي من قـاب قوسين أدنــاه
فـوا حسـرتـاه مـن وداع محمـد *** وأواه مــن يــوم التفــرق أواه
سـأبكي عليـه قـدر جهدي بناظـر *** من الشوق ما ترقى من الدمع غربـاه
فيـا وقت توديعـي له مـا أمـره *** ووقت اللقـا والله مــا كـان أحـلاه
عسـى الله يدنيني لأحمـد ثانيــا *** فيـا حبذا قـرب الحـبيب ومدنــاه
فيـا رب فـارزقني لمغنـاه عـودة *** تضـاعف لنـا فيه الثواب وترضــاه
رحلنـا وخلفنـا لديـه قلوبنـــا *** فكم جســد مـن غير قلب قلبنــاه
ولمـا تركنـا ربعـه من ورائنــا *** فـلا نـاظــر إلا إليـه رددنـــاه
لنغنـم منـه نظـرة بعد نظـــرة *** فلمــا أغبنــاه الشـرور أغبنــاه
فلا عيش يهنى مع فراق محمـــد *** أأفقـد محـبوبي وعيشـي أهنـــاه
دعوني أمت شوقا إليه وحرقـــة *** وخطـوا عـلى قـبري بأني أهــواه
فيا صـاحبي هذي التي بي قد جرت *** وهذا الذي في حجنــا قـد عملنــاه
( مطر العشق ) ..,
شعر / أبو الفرج عبد الرحيم عسيلان
أَمْطَارُ صَوتِكِ في مَسْرَايَ تَشْرَبُنِي~فَيَهْطِلُ الضَّوْءُ خَيرَاتٍ عَلَى مُدُنِي
أَمْطَارُ صَوتِكِ تَرقِينِي تَمَائِمُهَا ~بِسُورَةِ العُشْبِ في إِدْلاَجَةِ الدِّمَنِ
تُعِيذُ بِالمُخْصِبَاتِ الخُضْرِ فَاتِحَتِي~مِن نَافِثَاتِ الوُعُودِ الصُّفْرِ وَالعَفَنِ
تَمَاشَجَتْ بِدَمِي المَبْتُورِ عَافِيَةً ~طُهْرِيَّةً تَبْذُرُ الإِيمَانَ في مِحَنِي
تَحُفُّنِي .. يَا كِتابًا كنتُ أَقْرَؤُهُ ~يُؤَرِّخُ الضوءَ في مَاضِيَّ يَقْرَؤُنِي
أَمْطَارُ صَوتِكِ مَا غَنَّتْ شَوَاطِئُهَا ~ لَحْنَ الرُّجُوعِ وَلاَ مَرَّتْ عَلَى أُذُنِي
إِلاَّ تَنَاسَلَ في كَفَّيَّ بَارِقُهَا ~وَعُدْتُ مِنْهَا إِلَيهَا .. طَيِّعَ الرَّسَنِ
يَا طَيبَةَ الخَيرِ مَا في الجَدْبِ مُؤْتَلَفٌ ~للمُخْصِبِينَ وَلاَ في الصَّمْتِ مِن سَكَنِ
الصَّادِحِينَ هَوَاكِ الشِّعْرُ يَمْلَؤُهُم~عِشْقًا غَزِيرًا .. وَحَرفًا مُتْرَفَ الشَّجَنِ
أَزْرَى بِهِم عِشْقُهُم للحَرْفِ فَاعْتَسَفَتْ ~بِهِمْ دُرُوبُ النَّوَى المَسْفُوحِ وَالَحَزَنِ
تَسَامَقُوا .. عَطَّرَ الرَّيْحَانِ نَكْهَتَهُم ~وَقَارَبُوا النَّبْعَ .. وَاسْتَبْقَوا خُطَى الزَّمَنِ
يَا طَيْبَةَ الخَيرِ يَا رُوحِي الَّتِي عَرَفَتْ ~عَلَى يَديكِ زَمَانَ الطُّهْرِ وَالسَّكَنِ
أَنْتِ الضِّيَاءُ يَزُفُّ الَخيرَ مُؤْتَلِقاً ~إِلَى الدُّنَا وَيُشِعُّ النُّورَ مِن وَطَنِي
( أمجاد المدينة ) ..,
الشاعر/ حسن مصطفى الصيرفي
وقفَ الناسُ ينظرونَ مناري ** كيف شَـعَّ الهُـدى على كُلِّ نجدِ
أنا دارُ الايمانِ والمُثُلُ العُليا ** و رمزُ الخلود في كل مجدِ
أنا إن بدد الزمان شعاعي ** لن ترى النور هذه الأرض بعدي
أنا خيرُ البقاعِ كرّمني الله ** بخيرِ الأنامِ في خير لحدِ
أنا قابلته بأرحب صدرٍ ** ثم أودعته حشاشةَ كَبْدي
أنا لا أملأ البلادَ ضجيجاً ** خادِعاً كالسرابِ ليس بِمُـجدِ
أنا فيما مضى صنعتُ كثيراً ** و سيبني الجديدَ لا بُـدَّ زَندي
في رحابي ترعرع العلم طفلاً ** و مشى حارساً جحافلَ أُسْـدي
دوّخوا قيصراً وطاحوا بكسرى ** و مَضَوْا يتبعون هِنداً بسندِ
لم تُرِعهم جيوش (لذريق) لماَّ ** جاوزا البحرَ في طلائعَ جُردِ
و مضى طارقٌ ببعض ألوفٍ ** يتحدَّى بعزمهم أيَّ عَدِّ
يذرعُ الأرضَ ، لا يهابُ المنايا ** و يدُكُّ الحصونَ من غيرِ رعدِ
سهم موسى و يا لهِمَّةِ موسى ** نا أرضعتها بألبانِ نهدي
في سويسرا له مآثرُ فتحٍ ** وفرنسا وسهلها الممتد
ذاك لو لم يذده أمرٌ مطاعٌ **ما توانى في فتحهِ دون قصدي
الأثيرُ الذي به يتباهون ** قد كان لي كأطوعِ عَبْدِ
و جيوش السماء يوم حُنينٍ ** صرت معشري بأكرمِ جُندِ
والأعاصيرُ والرياحُ بسلعٍ ** زقت شملَ قاصدي بالتعدّي
أنا هذا الذي ذكرتُ فمن ذا ** يرفع لرأسَ بعد هذا التحدّي ؟
إن يكن عقني البنون فإني ** ا أُبالي و قد وفيتُ بوعدي
أو أكن حطَّمَ البغاةُ جناحي ** جبَرَ الكَسْرَ بعدَ ذا صقرُ نجدِ
لم يزل يصنع الكثير الى ان ** عاد نبع الحياةِ في سفحِ (أُحْدِ)
فإذا بالشبابِ يسعى حثيثاً ** ُبعِداً عن حنانِ أُمٍّ لِوجدِ
ينهلُ العلم حيث كان ليأتي ** ذات يومٍ به يجدد بُـرْدي
سدَّد الله للصوابِ خطاهُ ** إنه يسمع الدعاءَ و يَهدي
مختارات شعرية من هنا وهناك ..,
أنا المدينة من في الكون يجهلني___أيُجهل النجم في الليل اذا اشتعلا
أنا المدينة من في الكون يجهلني___وقد منحت المدى مجداً وصرح علا
أنا المدينة من في الكون يجهلني___وفوق أرضي ماء الحق قد هطلا
أنا المدينة قلبي بالهدى غُسلا___وهدب عيني بنور المصطفى كُحلا
نثرت وردي على الدنيا يعطرها___وما زال بهي الطيب ما ذبلا
تظل شمسي طول الدهر مشرقةً ـــ وكوكبي ساطع الانوار .. ما فلا
أنا الجميلة .. من في الحسن يقربني ـــ و أشرف الخلق وسط القلب قد نزلا
له بأرضي أفناءٌ مباركةٌ___ومن زلال ينابيعي قد انتهلا
يضوع وجهي حسناًلا حدود له___وحسب وجهي أضحى للسنا حللا
أنا المنورة الفيحاء ...يعرفني___جميع من كبر التوحيد و ابتهلا
أنا المنورة الخضراء ...أرديتي___طيبٌو ثوبي من الأشذاء قد غزلا
أنا المنورة الحسناء...شرفها___بحبه خير من صلى ومن عملا
أنا المنورة الغراء...ذا أحدي___به جعلت صروحاً للنهى طللا
أنا المنورة الأرجاء ... يعصمني___حب النبي الذي بالحق قد كملا
وخيرمن سار فوق الأرض قاطبة___ومن الى سدرة العلياء قد وصلا
وكم سعدتُ به لما توجه لي___فكان حلمي طول الدهر و الأملا
اذا فرحت فإن الدهر يفرح بي___وإن حزنت فإن الدهر قد ثكلا
وبي يقوم مقام القلب من جسدي___بيت الأمين ...ألا أنعم به مثلا
فكيف يجهل صرحي وهو حقل هدى؟___وأي جفنٍ له أن يجهل المقلا