بسم الله الرحمن الرحيم
سوف أأخر مهاترات اهل البدع والعقائد الاخرى وكشف الشبهات التي طوّقتني لسنين عديدة .. سوف اترك لها حلقة مستقلّة في نهاية الموضوع ان شاء الله حتى لا تشتبك مع حلقات الموضوع الرئيس .
الحلقة الخامسة عشرة
وبعد ستّة اشهر تقريباً , كنتُ أنا وأولادي في زيارة لأحد أعمامي في مدينة الدمام ( المنطقة الشرقيّة ) لنقضي عندهم عطلة عيد الفطر المبارك . وكنّا في 24 رمضان , اتصل بي عملي وابلغني ان عندي مناوبة ( ورديّة ) في يوم 26 قبل العيد ويجب عليَّ ان اقوم بها .
فتركتُ زوجتي وبناتي عند عمّها وعدّت بمفردي الى حفر الباطن . وكان الوقتً حوالي السابعة صباحاً .
وكنتُ مفطراً في رمضان ..!!
ولم أكن مفطرا لسبب السفر , وإنّما لأني لم اكن اصوم اصلاً . فلم اكن اصوم ولم اكن اصلّي إلا قليلاً ولم اكن اغتسل من الجنابة ...!!
وفي احدى محطات الدّمام تزوّدتُ بالوقود اللازم ودخلتُ سوق تابع لتلك لمحطّة , لاشتري عصيرات ومكسّرات ودخان , لوازم السفر . وحينها ابصرتُ رفًا لأشرطة ( الكاسيت ) وكانت تباع في المحطات بكثرة
اشتريتُ خمسة او سبعة أشرطة غناء من ذلك السوق , بقيت وقتاً وانا اختار وأنقّي الاشرطة التي اريدها بعناية . واثناء شرائي تلك الاشرطة الغنائية , وإذا ببعض الشباب ينظرون إليّ بتعجّب واستغراب , هكذا رأيتهم , فأصابني بعض الخجل وهي ليست عادتي , فلم يكن يهمّني كثيراً نظرة الناس إليّ . وحين وجدتُ في نفسي ذلك الحياء .
أحببتُ ان أسكتهم فسألتُ عن اشرطة دينية فأشار احدهم الى رف آخر في البقالة , فيه اشرطة دينية وذهبتُ هناك وسحبتُ شريطا واحداً بدون ان اقرأ ما هو ولم انظر اليه , فلم اشتريه لأسمعه فلم أزل انفر من المتدينين بدون اسباب معقولة . وانظر اليهم نظرة احتقار وازدراء ولا اعلم الدافع وراء ذلك .!!!
وبدأتُ رحلتي الى حفر الباطن وفي الطريق بدأت اضع اشرطة الغناء في المسجل الواحد تلو الآخر . ولكن والله العظيم كأنّها ابغض ما يكون عندي أو كأنّها اغاني افريقية او صينية ليس لها طعم ولا معنى مع انها من افضل الأغاني التي احبها . بحثتُ في الأشرطة القديمة التي تتعدّى الخمسين شريطاً كلها لم تعجبني وكلها تزيدني مللاً وضجراً , وأصابني ضيق في صدري شديد ولم اعلم سببه . فتحتُ الراديو ولم تفلح المحاولة . وحين خرجتُ من كل المدن تماما وأصبحتُ في الصحراء بعد كبري ابو حدريّة بخمسين كيلومتر تقريباً تناولتُ ثلاجة الشاي لأصبّ منها كأساً واذا بي ابصر الشريط الديني ملقاً في ارضيّة السيارة عند ارجل الراكب عند ثلاجة الشاي فقد سقط وقد نسيته اصلاً .
فتناولته ووضعته في المسجل وبدأ يشتغل وقلت ... في نفسي مستهتراً هيّا ما عندك يا شيخ . كان الشريط في منتصفه وليس في البداية وبدأ الشيخ يتكلم بثقة وثبات ويقول :
(( ... هذه التّجربة وقعت في مصر في سوق السمك بالاسكندرية وحضرتها بنفسي وحضرها الدكتور ( فلان ... ) والشيخ فلان ..))
وحين كان الشيخ يتكلّم بدأتُ أركّز على كلامه واذا به يتكلّم عن حديث الذّبابة ’
الذي استخدمه الملحدين كثيرا ليضلونا به في الثمانينات الميلادية وحتى الآن . لقد كنّا نسخر من هذا الحديث ونلمز المسلمين به ونستهزء بمن يعتقد به او يذكره ..!!
والحديث يقول أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال :
(( إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ففي جنح داء وفي الآخر دواء ....))
أو كما هو نص الحديث.
فأعدتُ الشريط لبداية الفقرة واذا به يذكر انه أيْ ( الشيخ المتحدّث )
هو ومجموعة من الناس بينهم طبيب مصري كبير وصاحب مختبر . ثمّ احضروا اربعة أكواب مملوءة ماء وجعلوا الذباب يسقط على كوب منها ولم يغمسوا الذباب في الماء , وكوب آخر غمسوا الذباب في الماء مرّة واحدة وكوب آخر قاموا بغمس الذباب عدّة مرات أمّا احد الأكواب فلم يعرّضوه للذّباب وكان الماء في كل الاربعة أكواب من مصدر واحد .
ثمّ ادخلوا الاكواب الاربعة في مزرعة جراثيم ( فرن للبكتيريا ) وانتظروا لليوم التالي ... وحين قال الشيخ ( اليوم التالي ) بدأ جسدي يقشعر وجسمي يهتز وكنتُ متلهّفا جدا لأسمع النتيجة ...
فأكمل الشيخ وقال وفي اليوم التالي ذهبنا جميعاً للمختبر وفتحنا فرن الجراثيم ونظرنا الى الأكواب وإذا بالمعجزة تتحقّق فقد كان الكوب الذي لم نغمّس فيه الذباب تُرى البكتيريا عليه بالعين المجرّدة واما الكوب الذي غمّسنا الذباب فيه مرّة واحدة فكانت البكتيريا فيه قليلة جدا ولكنها موجودة أما الكوب الذي غمسنا فيه الذباب عدّة مرات فقد كان نظيفا تماما مثله مثل الكوب الذي لم يقع عليه الذباب ...
وحين قال الشيخ ذلك الكلام لم انتظر ولم افكّر وفوراً نزلتُ بكل سرعتي عن الطريق المسفلت ونزلت على الترابي وأوقفتُ سيّارتي بكل قوّة وفتحتُ الباب لأخرّ ساجدا لله ..... سجدّتُ ولا يزال الغبار يتطاير عليّ وعلى السيّارة . ذلك الغبار كان من اثر وقوفي السريع ....
سجدتُ لله عدة دقائق
وانا اقول خلاص :
تأكّدتُ يا الله عرفتُ يا الله رُحماك يا الله عفْوَك يا الله تأكّدتُ انك موجود وأن الرسول حق ...... وانا كنتُ ضالاّ يا الله وانت ارحم الراحمين ... لطفك يا الله غفرانك يا الله ...... الخ
وبعد ان انتهيتُ من السجود لله سبحانه صعدتُ الى سيارتي وأخرجتُ الشريط بكل أدب وقرأتُ اسم الشيخ وكان ( عبد المجيد الزنداني ) ثم وضعتُ الشريط في غلافه ووضعته في دُرْج السيارة .
لأني لم أعد احتاج إلى براهين وأدلّة أخرى , فذلك الدليل وطريقة مجيئه إليّ وطريقة بدايته تكفيني . ثم إنّ ما وجدته في صدري من انشراح وما كان في قلبي من اتساع جعلتني اشعر انه لا حاجة لي بما بقي في الشريط . تماماً مثل إذا شَبِعَ الإنسان فإنه يترك أي طعامٍ آخر .
وبالطبع الشيطان لم يترك المجال , فما ان بدأتْ السيارة تنتظم على الطريق وإذا بالوساوس تهب عليّ من كل حدبٍ وصوب . وإليك بعضاً من تلك الوساوس : دار في ذهني :
ماذا لو اكتشفتَ ان الذي سمعته ليس صحيحاً ..؟؟
وكيف لو علمتَ ان الشيخ هذا ليس ثقة ..؟؟
وماذا لو اكتشفتَ ان القصّة مجرّد تلفيق ..... الخ .؟؟
وعن كل تلك التساؤلات السابقة أجبتُ بقولي :
وماذا عن ما أجده في قلبي ..!!؟؟
ولو أنّ الذي في هذا الشريط كذباً فماذا اعتبر الشعور الذي أحسّه وأعيشه الآن أني اشعر أن في داخلي سعادة لم اعرفها من قبل ولا أستطيع حتى شرحها لأحد أو أن أعبّر عنها .
شيء مذهل . شعرتُ كأنّي شخص آخر وإنسان آخر .بدأ عندي شيء من الود والعطف على المسلمين .. والله ان هذا هو الذي حصل .
المهم اني تغافلتُ كل الوساوس . وسرتُ وانا في سرور غامر وسعادة ليس بعدها سعادة . وحين وصلتُ بيتي في حفر الباطن . اغتسلتُ وتوضأتُ وصليتُ الظهر في بيتي . ثمّ نمتُ . لأستيقظ في آخر الليل فاشتريتُ سحوراً وانتظرتُ أقرأ القرآن , وكان بيتي يبدو لي كأنّه بيت آخر , وجدته وسيعا , مرتّباً , جميلا . والحمد لله صمتُ آخر خمسة أيام من ذلك الشهر وصلّيتُ التراويح والقيام مستمتعاً بها , وكنتُ اتمنّى ان لا ينتهي رمضان وكل يوم كنتُ اتمنى ان لا تغيب الشمس لأن الصيام كان عندي جميلاً جداً. ولم ارجع لأهلي في الدمام الاّ ليلة العيد لأستمتّع بالصيام والقرآن وحيدا .
وحين رأتني زوجتي قالت لي أن وجهك متغيّر وانه اكثر نضارة ..!!!
ففرحتُ بكلامها ذاك . فقد كان وجهي في السابق كسيفاً تعلوه غبرة .
وشعرتُ براحة كبيرة وسعادة عارمة وعدّتُ اضحك من قلبي وانشرح صدري . وبعدها بأسابيع تتالتْ نجاحاتي في عملي حتى صرتُ من اشهر رفقائي ومن أكثرهم قبولاً لدى الغير .
وهذا من فضل الله عليّ
وبعد فترة بسيطة اطلقتُ على بناتي ( كُنى ) جمع كُنْيَة تحمل اسماء الصحابة
. وقد كنتُ قد عزمتُ من قبل على ان اسمّي ابنائي باسماء الصحابة . وكان ذلك في احدى طفراتي وبالضبط بعد وفات اخي حسن , وقد نسيت ذلك من كثرة التذبذب . ولما لم يرزقني الله ابناء ذكور فلقّبتُ بناتي بذلك .
فكانت الكبيرة التي مسحت دمعتي كانت كُنْيَتَها ام حمزة والثانية ام حذيفة والثالثة أم مصعب , ثم رزقني الله أم صهيب , ثم معاذ ( ابو سَعْد ) ثم ام معاوية فتأتي بعدها ام عِكْرمة وأخيراً أم القعقاع .
وقد اطلقتُ تلك الكنا على بناتي لما اجده في نفسي تجاه الصحابة
اجمعين ولحبّي الشديد للصحابة سميت ولدي وأحفادي بهم .
ولكن الأكثر من هذا كلّه واغلى واهم واكبر هو اني بعد سنة وبينما كنتُ نائما رأيتُ المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو يناديني بإسمي ويقول لي :
(( حيّاك الله يا يحيى ))
وكان عليه الصلاة والسلام
مبتسما في وجهي حتى رأيت ثناياه بيضاء ناصعة البياض .
فقلتُ له بأبي هو أمي قلتُ له : حيّاك الله يا أخي .
ويحيى هو اسمي , وقد نادي به
وكان ذلك أعظم وأهم حدث واكبر حدث افتخر به حتى يومنا هذا . وكل ما تذكّرتُ صورته اشعر بسعادة تغمرني .
والى حلقات صراع المذاهب وكشف كذب الملحدين وفضح شبهاتهم
وخرابيط اهل البدع .... اترككم في رعاية الله وحفظه
واسأل عن حديث الذبابة في قوقل فهناك بحث جديد بهذا الشأن قام به احد الصيادلة المصريين .
واسمع هذا الفيديو الموجز