البرهان 186
من سورة الإسراء
{ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا
وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ
وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا *
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ... }
{ 46-47 }
{ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً }
أي: أغطية وأغشية لا يفقهون معها القرآن
بل يسمعونه سماعا تقوم به عليهم الحجة،
{ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا } أي: صمما عن سماعه،
{ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآن }
داعيا لتوحيده ناهيا عن الشرك به.
{ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا }
من شدة بغضهم له ومحبتهم لما هم عليه من الباطل،
كما قال تعالى:
{ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ
اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }
{ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ }
أي: إنما منعناهم من الانتفاع عند سماع القرآن
لأننا نعلم أن مقاصدهم سيئة
يريدون أن يعثروا على أقل شيء ليقدحوا به،
وليس استماعهم لأجل الاسترشاد وقبول الحق
وإنما هم متعمدون على عدم اتباعه،
ومن كان بهذه الحالة لم يفده الاستماع شيئا .