البرهان 191
من سورة الإسراء
{ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ
أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا *
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ
وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا }
{ 110-111 }
بقول تعالى لعباده: { ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ } أي: أيهما شئتم.
{ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }
أي: ليس له اسم غير حسن، حتى ينهى عن دعائه به،
أي: اسم دعوتموه به، حصل به المقصود،
والذي ينبغي أن يدعى في كل مطلوب، مما يناسب ذلك الاسم.
{ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ } أي: قراءتك
{ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا } فإن في كل من الأمرين محذورًا.
أما الجهر، فإن المشركين المكذبين به إذا سمعوه سبوه،
وسبوا من جاء به.
وأما المخافتة، فإنه لا يحصل المقصود لمن أراد استماعه مع الإخفاء
{ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ } أي: بين الجهر والإخفات
{ سَبِيلًا } أي: تتوسط فيما بينهما.
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ }
له الكمال والثناء والحمد والمجد من جميع الوجوه،
المنزه عن كل آفة ونقص.
{ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ }
بل الملك كله لله الواحد القهار،
فالعالم العلوي والسفلي كلهم مملوكون لله،
ليس لأحد من الملك شيء.
{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ }
أي: لا يتولى أحدًا من خلقه ليتعزز به ويعاونه،
فإنه الغني الحميد، الذي لا يحتاج إلى أحد من المخلوقات،
في الأرض ولا في السماوات،
ولكنه يتخذ أولياء إحسانًا منه إليهم ورحمة بهم
{ الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور }
{ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا }
أي: عظمه وأجله بالإخبار بأوصافه العظيمة،
وبالثناء عليه، بأسمائه الحسنى،
وبتحميده بأفعاله المقدسة،
وبتعظيمه وإجلاله بعبادته وحده لا شريك له،
وإخلاص الدين كله له.