البرهان 195
من سورة الكهف
{ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ....}
{ 29 }
أي: قل للناس يا محمد: هو الحق من ربكم أي:
قد تبين الهدى من الضلال، والرشد من الغي،
وصفات أهل السعادة، وصفات أهل الشقاوة،
وذلك بما بينه الله على لسان رسوله،
فإذا بان واتضح، ولم يبق فيه شبهة.
{ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ }
أي: لم يبق إلا سلوك أحد الطريقين،
بحسب توفيق العبد، وعدم توفيقه،
وقد أعطاه الله مشيئة بها يقدر على الإيمان والكفر، والخير والشر،
فمن آمن فقد وفق للصواب،
ومن كفر فقد قامت عليه الحجة، وليس بمكره على الإيمان،
كما قال تعالى
{ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي }
وليس في قوله:
{ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر }
الإذن في كلا الأمرين،
وإنما ذلك تهديد ووعيد لمن اختار الكفر بعد البيان التام،
كما ليس فيها ترك قتال الكافرين.