البرهان 207
من سورة مريم
{ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا *
كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ
وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا }
{ 81 - 82 }
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره ( 1 ):
{ وَاتّخَذُواْ مِن دُونِ اللّهِ آلِهَةً لّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً }
يخبر تعالى عن الكفار المشركين بربهم
أنهم اتخذوا من دونه آلهة لتكون تلك الآلهة { عزاً }
يعتزون بها ويستنصرونها
ثم أخبر أنه ليس الأمر كما زعموا ولا يكون ما طمعوا فقال:
{كلا سيكفرون بعبادتهم} أي يوم القيامة
{ويكونون عليهم ضداً} أي بخلاف ما ظنوا فيهم
كما قال تعالى:
{ ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة
وهم عن دعائهم غافلون *
وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء
وكانوا بعبادتهم كافرين }
وقرأ أبو نهيك { كل سيكفرون بعبادتهم }.
وقال السدي: {كلا سيكفرون بعبادتهم} أي بعبادة الأوثان.
وقوله: {ويكونون عليهم ضداً} أي بخلاف ما رجوا منهم.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
{ويكونون عليهم ضداً} قال: أعواناً.
قال مجاهد: عوناً عليهم تخاصمهم وتكذبهم.
وقال العوفي عن ابن عباس
{ ويكونون عليهم ضداً }, قال: قرناء.
وقال قتادة: قرناء في النار يلعن بعضهم بعضاً, ويكفر بعضهم ببعض.
وقال السدي {ويكونون عليهم ضداً} قال:
الخصماء الأشداء في الخصومة,
وقال الضحاك {ويكونون عليهم ضداً} قال: أعداء.
وقال ابن زيد: الضد البلاء,
وقال عكرمة: الضد الحسرة.
``````````````````````````````
( 1 ) لم يفسر الشيخ السعدي رحمه الله تعالى هاتين الآيتين في تفسيره