عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-14, 12:44 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
أبو فراس السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو فراس السليماني


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 11232
المشاركات: 1,339 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.32 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 14
نقاط التقييم: 34
أبو فراس السليماني على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
أبو فراس السليماني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو فراس السليماني المنتدى : بيت فـرق وأديـان
افتراضي

ضحية:

هذا يا صاحب السماحة رجاء شاب كان صوفيًّا
تجرَّع زعافها شهدًا، وذاق مرّها رحيقًا،
ثم تهللت في روحه المظلم إشراقات الهداية القرآنية،
فإذا هو يكاد يقضي عجبًا من العجب.
رأى الماضي الذي كان فيه ماضي الكفر يغتال مهجة إيمانه،

والشرك يعصف بالحشاشة الولهى من توحيده،

فيا حرَّ قلباه!!

كان الشاب اليتيم الروح ينتظر أن يمشي على الماء،
ويطير في الهواء، ويمتزج بالروح الإلهي الأعظم،
ويمرق كالشهاب من بين حُجب السويَّة والغيريَّة،
ليرى حقيقة الوحدة الوجودية، كما وعدته الصوفية!!

فعلام مشيت؟
على الجمر المدمدم من سقر..

وفي أي الأجواء طرت؟

أتذكر يا سيدي قصة المشرك قصَّها الله:

{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ
فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}.
[الحج: 31].


لقد كنت أنا يا شيخ الصوفية الأكبر أحد أبطال هذه المأساة الدامية..
وبم امتزجت أنا يا سيدي؟
بالشيطان ينفث في دمي إثمه وغوايته،
ويندلع من عيني لهبًا يحرق معاني القداسة،
ويتأجج في أعماقي غليلاً يهفو بنفسي إلى كل حمأة دنسة،
لا غاية لها سوى التحرّق في جحيم الغواية..

وهل رأيت أنا حقيقة الوحدة الكبرى؟
آه من هذه الأسطورة الساجية الفتون، المكحولة الآثام!!
ما هي؟
وعدتني الصوفية أنني سأصير بها إلـهًا
فأحقّق هتفة الشاعر المتوهج الغليل:

آه يا يوم التلاقي!!

ليتني كنت إلـهًا!!

لأبحت الناس للناس

خدودًا وشفاهًا


وأُصبح وأُمسي وأنا الإنسان الإلهي بحقيقته،
أو الإله الإنساني في صورته،
والذي يصرف الوجود بأقداره ومشيئته،
ويدين الكون لنزغاته ونزواته،
ويسخَّر الجنّ والريح والعواصف في سبيل شهواته.

ولم لا؟

فالصوفية على يد عفيف التلمساني أباحت الأم والأخت.

وابن عربي في كتابه «الفصوص» من الفص المحمدي

يقول يا سيدي ــ وإني والله لشديد الخجل ــ
إن الله ربّه يتجلّى أعظم ما يتجلّى في صورة المرأة،
وأن الله ربّه يكون وقت اتّصال الزوجين في مظاهر ثلاثة:
فاعل، ومنفعل، ثم فاعل
ومنفعل معًا في مجلى واحد.










عرض البوم صور أبو فراس السليماني   رد مع اقتباس