لن نناقشك يا صاحب السماحة هنا في التوسل بالأولياء، وأنه شرك،
بل أشدّ عمهًا من شرك الجاهلية.
لـن نناقشك في هذا.
ذلك لأن الصوفية إنما يدينون بهذه العقيدة
ــ لا إجلالاً للأولياء
بل لما يجمع من غلات وافرة باسم الأولياء ــ
لن نناقشك في هذه المسألة؛
لأنكم لا ترجعون فيها إلى كتاب الله ولا إلى سنة رسول الله
ــ وهما حجَّتنا ــ
وما يجوز لنا أن نناقش قومًا
لا يعترفون بهذه الحجة فيما نكلمهم فيه.
ولكننا سنناقشك فيما تصفون به أولياءكم
من أقطاب وأوتاد وأنجاب؟ وأصحاب النَّيبَة ([1]) .. الكرام.
والقطب، وما أدراك ما القطب!
سنفرد له بمشيئة الرحمن بحثًا خاصًّا به
هو وأذنابه من أوتاد وأنجاب.
يا صاحب السماحة: كل صوفي يؤمن بـ «بالطبقات الكبرى»
لقطبهم الرباني وهيكلهم الصمداني سيدهم عبدالوهاب الشعراني،
بل إن من يؤرخ لأولياء الصوفية ومجاذيبها
يجعل الطبقات هذه أهم مصادره التي يرجع إليها في تاريخ حياتهم.
فاسمع إذن ما يتحدث به الشعراني
عن أخلاق أوليائكم
ــ وكلما ذكر اسم واحد ترضَّى عنه ــ:
«ومنهم الشيخ إبراهيم العريان كان إذا دخل بلدًا
سلَّم على أهلها صغارًا وكبارًا بأسمائهم، كأنه تربى بينهم،
وكان يطلع المنبر ويخطبهم عريانًا،
فيقول: السلطان ودمياط، وباب اللوق، بين الصّورين، وجامع طولون،
الحمد لله رب العالمين،
فيحصل للناس بسط عظيم» ([2]).
أفي الشريعة الإسلامية
يـجوز كـشف الـعـورة يا صاحب السماحة، وعلى الـمنبر ؟
يا لخزي الصوفية بهذا الولي المهتوك العورة.
تصور أيها السيد في خيالك الرحيب
صورة ولي جعل ضريحة معبدًا قدسيًّا،
كان يقف على المنبر ليعظ الناس، ويؤدبهم،
ويكون لهم الأسوة بهتك السوأة، وتعرية الجسم كله ؟
هل تُطيق أن تتصور في ذهنك الأزهري أو الإنساني
هذه الـصورة الرائعة ؟
ألا نعرف من القرآن أن الذنب الأول من الإنـسانيـة
ــ ممثلة في آدم
ــ كان جزاؤه هتك العورة؟
ألا فاقرأ قصة آدم يا سيدي،
ثم اسمع أدب وليكم المهتوك السوأة
يحدثنا عنه في خشوع التقديس هيكلكم الشعراني،
إذ يقول مرَّة أخرى عن هذا الولي:
«وكان يخرج الرّيح بحضرة الأكابر ثم يقول:
هذه ضرطة فلان. ويحلف على ذلك.
فيخجل ذلك الكبير منه».
أمسكوا أنوفكم أيها القراء من نتن وقذارة وليهم العريان.
وأعجب من عجب الكفر أن يكون وليًّا عندكم
من يستحل الكذب المفضوح العريان ويحلف عليه بالله!!
ولكن لا عجب فهو من العريان ولي الشيطان.
وعجب لا ينتهي ــ بل ليس عجبًا ــ
أن يكون من أوليائكم من يخرج مثل هذه الروائح المنتنة
في مجالس العظماء،
ثم يلقي تبعتها على سواه !!
===============
([1]) هم يسمونهم النوبة أي الذين يتناوبون التصرف في العالم وحراسته، ولقد أخطأ قلمي فكتبتها
«النيبة» ولعلها كرامة أصحاب النيبة.
([2]) (2/129) «الطبقات الكبرى» ط ابن شقرون.