عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-14, 01:18 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
جارة المصطفى
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية جارة المصطفى


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 1225
المشاركات: 5,141 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: المذهب السني
بمعدل : 1.00 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 28
نقاط التقييم: 326
جارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمر

الإتصالات
الحالة:
جارة المصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جارة المصطفى المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

الاثر السابع:


التغرير بالناشئة والشباب

أيضاً في الفتن ومما يترتب عليها: أن الفتن تكون سبباً ووسيلة لاستدراج الناس وصغار الأسنان والتغرير بهم من خلال خطوط وقنوات ومسارات إلى أن يصلوا إلى عواقب وخيمة ونهايات مؤلمة.

وهنا ينبغي على الشاب ألا يغتر بالدعايات التي تُرفع، والشعارات التي تُثار، والعبارات ونحو ذلك، بل إذا دُعي إلى شيء يُرجع إلى أكابر أهل العلم،
قد قال عليه الصلاة والسلام:
" البركة مع أكابركم "
أخرجه ابن حبان (559)، والطبراني في الأوسط (8991)، والحاكم (1/131) وصححه، ووافقه الذهبي، وأقرهما الألباني في الصحيحة (1778).

فإذا دُعي إلى طريق أو مسار أو مسلك يرجع إلى أكابر أهل العلم، الراسخين فيه، المعروفين بالتحقيق فيه
الذين رسخت قدمهم في العلم ومدارسته ومذاكرته
ورسخت قدمهم في الفتوى والبيان والتوجيه والنصيحة والتعليم
يرجع إليهم فيسأل
لكن في الفتن قد يُستدرج بعض الناشئة ويُؤخذون عبر خطوات إلى أن يدخلوا في أمور عظيمة وورطات جسيمة
ربما لا يجدون لأنفسهم منها مخرجاً، وتكون البدايات مع الصغار من مثيري الفتن في أشياء مألوفة وأمور معروفة،
مثل أن يجتمع جماعة ويتعاهدون على أشياء معروفة ومتقررة

فيقولون مثلاً: نجتمع على الإيمان بالله وملائكته وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ونتعاهد على ذلك، ويضيفون لها بعض الأشياء التي تجعل الشاب فيما بعد يجد أنه التزم بعهد، وربما دخل في حزب أو سلك في تنظيم أو دخل في بيعة أو نحو ذلك، ويجد نفسه في مسار يحتار فيه، وربما يصعب عليه الرجوع، وقد قطع فيه شوطاً وتورط في ذلك المسلك والمسار
بينما إذا كان الشاب موفقاً ومنَّ الله عليه بالتوفيق؛ فإنه يسلم من ذلك، ومثل هذه الأمور كانت توجد من قديم.

في زمن التابعين، يروي لنا مطرف بن عبد الله بن الشخير قصة له لما كان صغيراً وردت في حلية الأولياء (2/204)، تاريخ دمشق (58/313)
فيقول: كنا نأتي زيد بن صوحان - كان واعظاً يعظ ويذكر ويخوفهم بالله، ويرغبهم في العبادة والطاعة - فكان يقول: " يا عباد الله أكرموا وأجملوا فإنما وسيلة العباد الى الله بخصلتين: الخوف والطمع ".

فيقول: فأتيته ذات يوم وقد كتبوا كتاباً فنسقوا كلاماً من هذا النحو: " إن الله ربنا، ومحمد نبينا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، والقرآن إمامنا، ومن كان معنا كنا وكنا، ومن خالفنا كانت يدنا عليه وكنا وكنا "، وكتبوا كتاباً بهذه المعاني وبهذه المضامين التي في ظاهرها أنها أمر لا إشكال فيه عند كثير من الناس.

قال: فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلاً رجلاً، كلما عرضوا على رجل يقولون له: أقررت يا فلان؟ فيقول: نعم أقررت.

قال: حتى انتهوا إلي؛ فقالوا: أقررت يا غلام؟ - أي: بهذه الأمور - قلت: لا، ما أقررت.

قال زيد بن صوحان: لا تعجلوا على الغلام، قال: ما تقول يا غلام؟

قلت: إن الله قد أخذ عليَّ عهداً في كتابه فلن أُحْدِث عهداً سوى العهد الذي أخذه الله عليَّ في كتابه.

قال: فرجع القوم عن آخرهم، ما أقر منهم أحد، وكانوا زهاء ثلاثين نفساً.

الشاهد: أن الفتن ربما يُستدرج فيها كثير من الشباب وصغار السن في تنظيمات أو في تحزبات أو في بيعات أو في نحو ذلك من الأمور مما يترتب عليه ما لا تحمد عاقبته.










توقيع : جارة المصطفى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور جارة المصطفى   رد مع اقتباس