الشبهة الخامسة: الأصل في الكفر، إذا عُرّف باللام أنه الكفر الأكبر
سؤال: قالوا: القرائن من كتاب الله تدل على أن المقصود بالكفر هو الكفر الأكبر، وليس الأصغر؛ من حيث أنها عبادة من أصل التوحيد، والأصل في الكفر، إذا عُرّف باللام أنه الكفر الأكبر، كما قرر هذا شيخ الإسلام رحمه الله في الاقتضاء، إلا إذا قُيد أو جاءت قرينة تصرفه عن ذلك"[1]. كما قال رحمه الله تعالى: " وذلك أن اللام، في لغة العرب، هي للتعريف؛ فتنصرف إلى المعروف عند المتكلم والمخاطب، وهي تعم جميع المعروف. فاللام في القول تقتضي التعميم والاستغراق لكل عموم ما عرفته، وهو القول المعهود المعروف بين المخاطب والمخاطب: أن الكفر اذا اطلق فيراد به كمال المسمى وهو الأكبر. وكذلك في الأسماء الشرعية كالايمان والتقوى والنفاق وغيرها، إلا أن تدل قرينة على أن المراد بها الأصغر[2].
وقال ابن تيمية: (والكفر المعرف ينصرف الى الكفر المعروف، وهو المخرج من الملة)[3]
وقال ابوحيان: (الكفر، إذا أطلق، انصرف الى الكفر في الدين)[4]
وقال ابن القيم (تصدير الاسم بالألف واللام المؤدية لحصول كمال المسمى لهم. فإنك اذا قلت: زيد العالم الصالح، أفاد ذلك اثبات كمال ذلك له)[5]
الرد عليها:
الزعم أن الأصل في الكفر في الآية الأكبر لدخول " ال" التعريف على الكفر، لا نسلم به؛ ودليلنا على ذلك أنه قد ثبت في صحيح مسلم، من حديث جابر، رضي الله عنه أن النبي،
، قال: "بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة". فهاهنا كلمة الكفر معرفة، ومع ذلك فجماهير أهل السنة على أن هذا من الكفر العملي الأصغر.
وهنك توجيه آخر لكلام ابن تيمية؛ إذ يقول ابن عثيمين ، رحمه الله: " ونسبة فهم ذلك لشيخ الإسلام، هو خطأ في فهم كلام شيخ الإسلام؛ ففرق بين دخول "ال" على الفعل- يعني الكفر – (اسم المصدر) ودخولها على الفاعل - الكافر- !! فالأول هو ما عناه شيخ الاسلام، وليس الثاني".
__________________________________
[1] [1/208]
[2] الاستقامة [ ج: 1 ص: 222 ]
[3] (شرح العمدة 82)
[4] (البحر المحيط 3/493)
[5] (الصلاة 33)