الموضوع
:
الردود السلفية على (16) شبهة تكفيرية
عرض مشاركة واحدة
28-03-14, 05:54 PM
المشاركة رقم:
15
المعلومات
الكاتب:
عبق الشام
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
البيانات
التسجيل:
May 2013
العضوية:
10575
المشاركات:
2,898 [
+
]
الجنس:
انثى
المذهب:
سنية
بمعدل :
0.67 يوميا
اخر زياره :
[
+
]
معدل التقييم:
18
نقاط التقييم:
111
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع :
عبق الشام
المنتدى :
بيت شبهات وردود
الشبهة الرابعة عشرة:
الاستحلال
سؤال:
قالوا
أنتم تقولون إن من حكم بغير ما أنزل الله، لا يكفر إلا إذا استحل أو جحد.
وهذا خطير
؛
فإن الإنسان يكفر بالعمل، ولا يشترط ال
ا
عتقاد
.
وخصوصاً إن ورد نص على أن ترك هذا العمل مكفر
،
كالحكم والصلاة
.
فقد ورد فيهما نص
.
فإبليس امتنع فقط عن السجود تكبراً
،
وهذا عمل
.
والصلاة من الأعمال
؛
فمن تركها غير جاحد
،
كفر كما أجمع أصحاب رسول الله،
، على ذلك
.
فما ردكم؟؟
الرد عليها:
شرط الجحود أو الاستحلال لمن ارتكب الكفر الأصغر
،
أو المعصية هو قول السلف جميعا، وقد أطبقوا عليه. وفيما يلي التفصيل:
أولا: تعريف الاستحلال: هو اعتقاد حـِـلِّ الشيء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
،
رحمه الله:« والاستِحلالُ: اعتِقادُ أنها حلالٌ له »
[1]
.
وقال ابن القيم
،
رحمه الله:« فإنَّ المُستحلَّ للشيء هو: الذي يفعله مُعتقِداً حِلَّه »
[2]
.
وقال ابن عثيمين، رحمه الله: « الاستحلال هو: أن يعتقد الإنسان حلّ ما حرّمه الله »
[3]
..
وقال كذلك: الاستحلال: هو أن يعتقد حِلَّ ما حرمه الله. وأما الاستحلال الفعلي
،
فينظر: إن كان هذا الاستحلال مما يكفِّر
،
فهو كافر مرتد. فمثلاً لو أن الإنسان تعامل بالربا، ولا يعتقد أنه حلال
،
لكنه يصر عليه، فإنه لا يكفر؛ لأنه
لا يستحله
، ولكن لو قال: إن الربا حلال، ويعني بذلك الربا الذي حرمه الله فإنه يكفر؛ لأنه مكذب لله ورسوله.
الاستحلال إذاً: استحلال فعلي واستحلال عقدي بقلبه.
فالاستحلال الفعلي: ينظر فيه للفعل نفسه، هل يكفر أم لا؟ ومعلوم أن أكل الربا لا يكفر به الإنسان، لكنه من كبائر الذنوب، أما لو سجد لصنم فهذا يكفر.. لماذا؟ لأن الفعل يكفر؛ هذا هو الضابط. ولكن لابد من شرط آخر وهو: ألا يكون هذا المستحل معذوراً بجهله، فإن كان معذوراً بجهله فإنه لا يكفر، مثل أن يكون إنسان حديث عهد بالإسلام
،
لا يدري أن الخمر حرام، فإن هذا
،
وإن استحله
،
فإنه لا يكفر، حتى يعلم أنه حرام
.
فإذا أصر بعد تعليمه صار كافراً"
[4]
ثانيا: بماذا يـُـعرَفُ الاستحلال؟
يـُـعرَفُ الاستحلال بإقرار المرء على نفسه بأنه يعتقد الحل، وذلك
:
إما بالتصريح بـ اللسان
أو بـ الكتابة؛ لأن الكتابة تقوم مقام القول
.
قال الماوردي (العرب تقول الخط أحد اللسانين)
[5]
. وثمة قاعدة فقهية تقول (الكتاب كالخطاب)
[6]
لأن الاعتقاد محلـُّـه القلب، ولا سبيل لمعرفة ما في القلب: إلا بالإقرار الصريح.
وبرهان ذلك حديث الرجل
،
الذي قتل في المسلمين
،
ولما تمكن منه أسامة بن زيد
،
،
نطق بالشهادة، فقتله أسامة
،
،
فلما بلغ ذلك رسول الله،
، قال له:
" أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟! " (البخاري 4269، 6872).
" أفلا شققتَ عن قلبه لتعلم أقالها أم لا؟! " (مسلم 273).
" فكيف تصنع بـ لا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟! " (مسلم 275).
قال أسامة: "فما زال يكررها عليَّ حتى تمنـَّـيتُ أني أسلمتُ يومئذٍ (البخاري 4269، 6872 مسلم 273). قال الخطـَّـابي: " وفي قوله (هلا شققتَ عن قلبه) دليل على أن الحكم إنما يجري على الظاهر، وأن السرائر موكولة إلى الله سبحانه "
[7]
.
ففي هذ الحديث ثلاث فوائد:
1. أن الاعتقاد محله القلب.
2. عدم جواز الأخذ بالقرائن للحكم على ما في قلوب الناس.
3. عدم جواز الاجتهاد للكشف على ما في قلوب الناس
[8]
.
ولذا عن عمر بن الخطاب
،
: أن رجلا على عهد النبي
،
، كان اسمه عبد الله، وكان يلقب حمارا
،
وكان يضحك رسول الله،
، وكان النبي
، قد جلده في الشراب، فأ
ُ
تي به يوما
،
فأمر به فجلد
،
فقال: رجل من القوم
:
اللهم العنه ما أكثر ما ي
ُ
ؤتى به؟ فقال النبي
،
:
" لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله. رواه البخاري (6780).
فها هو صحابي مصر على شرب الخمر، "ما أكثر ما يؤتى به في الخمر!"، ومع ذلك قال النبي
،
: " لا تلعنوه فوالله ما علمتُ إلا أنه يحب الله ورسوله "
فلماذا لم يكفر النبي
،
، ذلك الصحابي
،
الذي أصر وداوم على شرب الخمر؟.
قال ابن حجر:"..من تكررت منه المعصية لا تُنزَعُ منه محبة الله ورسوله"
[9]
* يقول الشيخ ابن عثيمين:
"
والرسول،عليه الصلاة والسلام، لم يجز منابذة الولاة إلا إذا رأينا كفراً بواحاً، عندنا فيه من الله برهان، فنحن لا نعلم ما في قلب ولي الأمر، وتعرف أن الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله يعتذرون بأعذار غير صحيحة، وإلا فهم يصرحون، يقولون: نعم نحن نقول هذا القانون ونعلم أنه يخالف الشرع. لكنهم يأتون بأشياء يتأولونها، لكن أولئك المنافقين في عهد الرسول،صلى الله عليه وسلم، لا يصرحون يصدون ويعرضون لكن دون أن يقولوا: لا نقبل"
[10]
.
فالعلماء قالوا: الكفر كفران: اعتقادي...وعملي
* فالإعتقادي كفر أكبر دائما.
والعملي: منه ماهو أكبر كالسجود للقبر.
ومنه ما هو كفر أصغر كالحكم بغير ما أنزل الله
فهو معصية لا تخرج صاحبها عن الإسلام إلا بأمر واحد فقط هو
الإستحلال.
(وخالف في ذلك الخوارج والمعتزلة ' في قولهم أنه في منزلة بين المنزلتين ').
* ولا مجال لمعرفة إستحلال المعصية إلا بالنطق والتصريح. فإن الحكم دائما على الظاهر.
فمن استحل محرما، لا يمكننا معرفة ذلك
،
ولو عمل به طول عمره، إلا بالتصريح
ولا أحد يخالف في هذا إلا أهل البدع. والدعوة لمواقعة المنكر وتزيينه وتيسيره
و
التواطؤ عليه ليس استحلالاً؛ ما لم يصرح بأنه يعتقد الحلّ.
*
سؤال: هل التشجيع على ممارسة الرذيلة
،
وحماية بيوت الدعارة
،
بقوة القانون
،
ومعاقبة كل شخص ينكر ذلك
،
يعد من الاستحلال أم لا؟
سؤال آخر: حاكم يمنع النساء من ارتداء الحجاب. بل ويرغمهن على خلعه بالقوة !! أليس هذا استحلالا !!!؟
الجواب: لا ليس استحلالا. ومثله كزوج يشجع زوجته على الرذيلة
؛
لهدف الكسب المادي
،
ويستخدم قوة عضلاته لإرغامها على ذلك!
أو أب يمنع ابنته من ارتداء الحجاب، ويرغمها على خلعه بالقوة!
أو أب يجبر ولده على حلق اللحية! فالمداومة على المنكر، والإصرار عليه، والدعوة إليه، وتزيينه، وتحسينه، والإجبار على مواقعته. كل هذا حرام
،
لا يدل على الاستحلال.
*
و
لو أن رجلاً أنشأ بيتاً للدعارة؛ فوضع أنظمة تحدد أسعار الجريمة. فجعل للكبيرة سعراً، وللصغيرة سعراً أعلى منه، وللجميلة سعراً. وللقبيحة سعراً. فهذا شرع للزنا ووضع له قوانين؛ لكنه معترف بأن فعله ذنب ولا يرى أنه حلال.
فهو
ل
ا
يكفر
.
كذلك: لو أن رجلا لديه قرية سياحية
،
وبإمكانه أن يمنع بيع الخمور فيها
،
ويمنع الزنا والقمار فيها
،
ولكنه سمح بذلك
،
وجعل له قانوناً من غير استحلال.
لا
يكفر
.
وهكذا،
من اعتبر تشريع
ا
لقانون وسّنَه: كفر؛
فإنه يخالف قول السلف؛ إذ
لا يكفر هذا إلا الخوارج.
وختاما أقول:
إن مشايخنا الأجلة هؤلاء هم نجوم الهدى، ورجوم العِدى، من تمسّك بغرزهم فهو الناجي ومن ناوأهم وعاداهم فهو المظلم الداجي. فالحكم الذي (يتفق) عليه مثل هؤلاء الأئمة الكبار والعلماء الفقهاء لا يُبعد عن الصواب – كثيرا – من يدعي أنه الإجماع وأنه الحق وأنه الهدى والرشاد؛ لأنهم أئمة الزمان وعلماء العصر والأوان. ولذا قال الإمام الألباني – رحمه الله – حول هذا الإجماع: (كيف؟؟ وهم مسبوقون أصلا بإجماع السلف).
فإن قائل: نحن نقول قال الله، وأنت تقولون قال ابن عباس؟؟
قلنا له: والخوارج أيضا يقولون نحن نقول قال الله (إن الحكم إلا لله، وأنت تقولون قال علي بن أبي طالب!!!!!!!!
_______________________________________
[1] (الصارم المسلول 3/971)
[2] (إغاثة اللهفان 1/382)
[3] (الباب المفتوح 3/97، لقاء: 50، سؤال: 119).
[4] (لقاءات الباب المفتوح/ الشريط (50)
[5] (ادب الدنيا والدين 4)
[6] (شرح القواعد الفقهية للزرقا 285)
فائدة: الاستحلال قد يعني به العلماء الاسترسال في المحرم (ذكره في الفتح عند شرحه لحديث الغناء عن ابن العربي)، ولا يكون بذلك كافرا..
[7] (معالم السنن 2/243)
[8] * ملحوظة: قول المرجئة الجهمية: مرتكب الكفر الأكبر لا يكفر إلا إن كان مستحلا.
[9] (الفتح 12/80)
[10] لقاء الباب المفتوح (ش\120)
توقيع :
عبق الشام
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن
البدع
حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا:
تُركت السنة
!.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]
" سنية " سابقاً ~
عبق الشام
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عبق الشام
البحث عن كل مشاركات عبق الشام