المنتدى :
البيــت العـــام
اسمح لي أيها الرجل أن أضع حرفي على عِرق فيك خَبَتَ نبضُه ، لعل رذاذ المعاني ينعشه من مواته . إن الغَيرة على المحارم وعلى أعراض المسلمين عامة لَهِيَ من أجلّ خصال الرجل ، وإنها لمحمودة في غير المسلم ، فكيف في المسلم الذي تسربل في لباس الشريعة الطاهرة ؟ وقد قال خير قدوة –عليه الصلاة والسلام- :"المؤمن يغار، والله أشدّ غَيرة" متفق عليه. إنّ الغَيرة التي تنبض عروقها في قلب الرجل المسلم تمتد نبضاتها لإناثه ، فيبني حولها حصنا أخلاقيا باطنه الرحمة لهن ، بالنصح ، والقوامة ، والرعاية ، وظاهره ليث أبلق ، يمنع كل دسيس القربَ من حمى حصنه ؛ فلا يجاوزه سهم سوء ينال من محارمه ولو بمثقال ذرة . أيها الغيور! إنّ ما تراه حولك منثورا من أردية الحياء الممزقة إنما هو نتيجة حتمية لانهيار حصن الغَيرة ، فبات النساء كعقد اللؤلؤ الذي انفرط نظامه من يد صاحبه ، فتفرقت حباته هنا وهناك ، ولم يعد للعقد قيمة حينئذ . إن الغَيرة التي أستنهضها في أعماقك هي أعظم خصلة بعد الإيمان تبحث عنها المرأة في الرجل فإنْ لم تجدها المرأةُ فغالبا ما يمسّها السوء ، إن لم تستمسك هي بحبل الله المتين . في الجاهلية الأولى دخل شباب من كنانة إلى سوق ، فرأوا امرأة متسترة فراودوها أن تسفر عن وجهها فأبت الشريفة ، فأخذوا يسخرون منها –كحال الجهال اليوم- فنادت: يا آل عامر ! فكيف لو رأت هذه العامريةُ حالَ الرجال اليوم وهم راضون أن تسفر محارمهم عن جمالهنّ ؟! وقد قال عليه الصلاة والسلام - : "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". إن الغَيرة والحياء ولدا معا ، ولا يموتان إلا معا كذلك . فإنْ شامت عينُك مخلوقا بلا حياء فاجزم أن وراءه مخلوقا بلا غَيرة . أيها الغيور كن على يقين أنّ غَيرتك الشرعية الصحيحة نبراس للمرأة تهتدي به ، وتأوي إليه . تألق .gif)
التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 02-05-14 الساعة 10:54 PM
|