وكذلك تجري النية في المباحات والأمور الدنيوية.
فإن من قصد بكسبه وأعماله الدنيوية والعادية
الاستعانة بذلك على القيام بحق الله
وقيامه بالواجبات والمستحبات،
واستصحب هذه النية الصالحة
في أكله وشربه ونومه وراحاته ومكاسبه:
انقلبت عاداته عبادات،
وبارك الله للعبد في أعماله،
وفتح له من أبواب الخير والرزق
أموراً لا يحتسبها
ولا تخطر له على بال.
ومن فاتته هذه النية الصالحة
لجهله أو تهاونه فلا يلومن إلا نفسه.
وفي الصحيح عنه
أنه قال:
"إنك لن تعمل عملاً
تبتغي به وجه الله إلا أجرت عليه،
حتى ما تجعله في فيِّ امرأتِك".
فعلم بهذا:
أن هذا الحديث جامع لأمور الخير كلها.
فحقيق بالمؤمن الذي يريد نجاة نفسه ونفعها
أن يفهم معنى هذا الحديث،
وأن يكون العمل به نصب عينيه
في جميع أحواله وأوقاته.