ومنها:
أن بعض الشر أهون من بعض،
وارتكاب أخف الضررين
أولى من ارتكاب أعظمهما،
فإن إخوة يوسف،
لما اتفقوا على قتل يوسف أو إلقائه أرضا،
وقال قائل منهم:
{ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ }
كان قوله أحسن منهم وأخف،
وبسببه خفَّ عن إخوته الإثم الكبير.
ومنها:
أن الشيء إذا تداولته الأيدي
وصار من جملة الأموال،
ولم يعلم أنه كان على غير وجه الشرع،
أنه لا إثم على من باشره ببيع أو شراء،
أو خدمة أو انتفاع، أو استعمال،
فإن يوسف
باعه إخوته بيعا حراما لا يجوز،
ثم ذهبت به السيارة إلى مصر فباعوه بها،
وبقي عند سيده غلاما رقيقا،
وسماه الله شراء ،
وكان عندهم بمنزلة الغلام الرقيق المكرم.